عفة الدباغ.. بساطـــــــة رومانسية لتصاميم مسائية
تجد مصممة الأزياء السعودية عفة الدباغ في النعومة والانسيابية الإجابة الدائمة لتصاميمها، التي غالبا ما تميل إلى الرومانسية الهادئة، المازجة دائما بين الأنوثة والعملية ولمسة غير متكلفة من المعاصرة، وبين تلك الخطوط التي تحمل لمسة طفولية تفضل المصممة ألا تتخلى عنها، وبين الكثير من الاتزان، تأتي مجموعة خريف وشتاء 2012 ـ 2013، ملبية احتياجات المرأة الباحثة عن الأناقة البسيطة البعيدة تماما عن المبالغة.
قد تبالغ الدباغ أحيانا في ميلها الواضح للبساطة، إلا أنه من ناحية أخرى، أمر نحتاج إليه في عالم الموضة الذي يبدو غارقا في التكلف ولفت الأنظار لأسباب الخاطئة، بين أكتاف نافرة وأشواك معدنية بدأت تغزو كل شيء حتى الوجوه، وألوان صارخة قد تلغي أي محاولات للتركيز على من يرتديها، فحاولت المصممة في تصاميمها المحافظة على عدد من العناصر التي بدت واضحة على كامل المجموعة، والتي لم تخرج عن الانسيابية والانسدال، بالإضافة إلى الهدوء الواضح ذي الإيقاع الثابت، مستعينة بلمستها المفضلة من تموجات منحنية وهادئة، معتمدة على خامات تعين على تحقيق تلك المواصفات السابقة، مثل الحرائر والأقمشة المطاطية الثقيلة. قد تكون خمسينات القرن الماضي واحداً من أكثر العقود التي أثرت إيجابا في خطوط الموضة في العالم، وأكثر العقود أناقة ورقيا، ولايزال هذا العقد إحدى أكثر المراحل التي يستعين بها مصممو الأزياء كمصدر للإلهام والوحي، وهو ما استعانت به المصممة في مجموعتها الأخيرة، التي وعلى الرغم من كونها بسيطة، إلا أنها حملت لمسة قوية من كلاسيكية تلك الفترة.
خصر
ركزت المصممة في مجموعتها على إبراز خط الخصر، باستخدام عدد من الأفكار، سواء من خلال القصات، أو الأحزمة، أو من خلال اعتماد فكرة اللف في منطقة الجذع، والتي تنتهي عند الخصر، معينة على التركيز عليه، كما اعتمدت على فكرة الكشكشات المتهدلة التي زينت منطقة الصدر تارة، أو التنورة تارة أخرى، بالإضافة إلى تلك التي بدأت من الصدر واستمرت متموجة حتى نهاية الفستان، مكونة مجموعة متموجة ناعمة على طول المركز، تقول «أردت أن أفصل مجموعة فارهة لهذا الموسم مع التركيز على أنوثة تصاميمي والتنويع في الأقمشة مع تأثيرات مختلفة لإظهار خط الخصر، كما استخدمت الأحزمة وملحقاتها المضافة على الخصر والورك، إضافة إلى استخدام تقنية التكسير على التنانير». قدمت المصممة مجموعة متنوعة من القطع التي تفاوتت بين الفساتين الطويلة والقصيرة، والسترات والقمصان الحريرية، التي قدمتها مع سراويل جينز ضيقة، لتحقيق التوازن بين العملية واللمسة المسائية.
على الرغم من البساطة الشديدة التي تتميز بها المجموعة، فإنها لا يمكن سوى أن توصف بمجموعة مسائية، مناسبة للسهرات والمناسبات المنزلية الهادئة، وذلك مع تركيز المصممة على اعتماد خامات مسائية مناسبة للمناسبات، مثل أنواع الحرير، والجرسيه اللماع وغير اللماع، بالإضافة إلى الكريب، والغيبور، والدانتيل الذي غزا مخيلة ومجموعات معظم المصممين العالميين والمحليين، ومتحولا إلى الحرير الجديد، منوعة في أفكار التصاميم بين الفساتين الطويلة والقصيرة التي لم تتعدَ الركبة أو تلك التي أظهرت منطقة الكاحل فقط، وهو المعروف بالطول الفرنسي، بالإضافة إلى السترات المسائية والقمصان المصاحبة للسراويل الجينز، في محاولة منها لكسر الرسمية المفرطة، دون تناسي العباءات التي امتزجت بعدد من الخامات ذات الألوان الهادئة الفاتحة، أو الترابية.
تباين متناسق
على الرغم من تعمد المصممة اعتماد مجموعة متباينة من الألوان، بين تلك الهادئة الباردة، وبين الترابية الأرضية، وبين الصارخة القوية، إلا أن التسلسل والتشابه في الفكرة التي جمعت كامل المجموعة أعانا على توحيد الفكرة، والكسر من بساطة الأفكار، معتمدة ألوانا لم تخرج عن «باليتة» ألوان الموسم، من الماروني الداكن، والأزرق النيلي، بالإضافة إلى البطيخي المقارب للون البشرة، كما اعتمدت مجموعة من الألوان القوية مثل اللون الوردي الفوشي، والأصفر الصارخ، والبرتقالي، والوردي الفاتح المدخن، والبيج، ومزيج من الأخير وعدد من الألوان السابقة، دون أن تتناسى اعتماد اللون الأسود، بنسخته «الدانتيلية» المميزة، موضحة أنها أرادت أن تنقل «إحساس الخريف الدافئ والشتاء البارد الذي يتسلل إلينا في بداية الموسم، من خلال خلق حالة من التضاد بين الألوان الهادئة والترابية وتلك البراقة والصارخة، للتعبير عن وجود هذين الجانبين في شخصية المرأة الناعمة والقوية».
شبه كريمة
اعتمدت المصممة أيضا مجموعة متنوعة من الأحجار شبه الكريمة، التي زينت بها مجموعة من الفساتين، كما حرصت على أن تستخدم الأحجار بشكل مشابه لأشكال قطع المجوهرات وتحديدا القلائد والعقود، معتمدة على الأحجار ذات الأشكال الهندسية، على ياقات بعض الفساتين، جعلت منها بقصاتها الناعمة الكلاسيكية، قريبة من روح الخمسينات.
قد تكون المجموعة أبسط بكثير من المفترض، وأقرب إلى أن تكون طفولية، إلا أننا أحيانا، قد نحتاج للعودة إلى تلك الحالة الرومانسية البريئة، والخروج من دائرة الأنيق المتكلف، إلى أخرى تخلق فينا تقاربا مع ذلك الجانب الطفولي الراغب دائما في أن يخرج إلى السطح، بحثا عن تلك الفتاة الصغيرة الراغبة في أن تتحول يوما ما إلى أميرة جميلة.