وفاة عرفات تلفت الأنظار للبولونيوم

ياسر عرفات يُشتبه في وفاته بالبولونيوم. غيتي

الخطأ الشائع الذي يقع فيه كثيرون هو أن مادة البولونيوم-‬210 مادة مشعة، أي أنها تطلق جزيئات «غاما» التي يمكن لها أن تعبر الجدران والعوائق، وتحافظ على قوتها وتأثيرها المميت، والصحيح هو أن البولونيوم لا تطلق أشعة «غاما» وإنما تطلق ما هو متعارف عليه بجزيئات «ألفا»، التي لا يمكن لها اختراق حتى قصاصة ورق، إلا أنها تبقى مادة سامة للإنسان.

وتشير تقارير وكالة الطاقة الذرية إلى أن مادة البولونيوم-‬210 تعد خطرة على صحة الإنسان حال تمكنت من الدخول إلى الجسم، ويمكن إزالة أثرها إلى حد كبير من خلال الاستحمام أو غسل اليدين على سبيل المثال.

وأشار تقرير صادر عن مختبرات اراغون الوطنية بالولايات المتحدة الأميركية، إلى أنه إذا تناول الفرد كمية من مادة البولونيوم-‬210 فإن ما نسبته ‬50-‬90٪ من هذه المادة ستخرج من الجسم طبيعياً من خلال البراز، وأن ‬10٪ فقط من الكمية المستهلكة ستدخل إلى مجرى الدم، ومنه إلى الكبد والكلى، بالإضافة إلى النخاع العظمي.

أما بالنسبة للأعراض المترتبة على تناول الفرد لمادة البولونيوم-‬210، فإنها تتنوع بين الغثيان وآلام الرأس والصداع الشديدين، بالإضافة إلى الإسهال وتساقط الشعر والقيء، وتكون الوفاة بعد أيام أو أسابيع على أبعد تقدير.

ويأتي ربط عدد من الأخصائيين والأطباء مادة البولونيوم-‬210 بسبب وفاة عرفات بعد التقارير التي أشارت إلى أنه في الأيام الأخيرة للرئيس كانت تظهر عليه أعراض كنزيف في الدماغ، الأمر الذي تطور إلى غيبوبة كاملة، بالإضافة إلى ظهور مشكلات هضمية وتشوهات بالدم.

وتشير التقارير المخبرية إلى أن ما يجعل التحقيقات بكون البولونيوم-‬210 هو سبب وفاة عرفات، أن هذه المادة موجودة في الطبيعة بشكل عام، ويتعرض لها الناس بشكل دوري.

ونوهت التقارير أيضاً إلى أن ما يجعل عملية التأكد من أن الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات قد توفي بالفعل من خلال جرعة بولونيوم-‬210 أمراً صعباً، هو أن هذه العوامل الطبيعية قادرة على أن تخفي أي أثر لهذه المادة في الجسم، خصوصا بعد مرور الوقت.

تويتر