«المورفين» مسكّن فعّال بمحاذير طبية

صورة

يلجأ كثير من الناس إلى المورفين لتسكين الآلام، إلا أن الأطباء في بريطانيا حذروا في الآونة الأخيرة من سوء استخدام العقار، ويقول خبراء الصحة ان الاستخدام المستمر لهذا الدواء قد يؤدي في النهاية إلى الإدمان.

ويستخدم المورفين وسيلة أخيرة لتسكين الآلام غير المحتملة، ويصبح المريض مدمناً على العقار جسديا ونفسيا. وتولي المستشفيات في الولايات المتحدة رعاية خاصة بالمدمنين على المورفين وتعطيهم علاجات خاصة. وتؤكد رئيس المنظمة العالمية لتخفيف الآلام، وهي منظمة إنسانية تدعم الاستخدامات الطبية للمورفين، ميج أوبرين، أن الدول الغنية مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة يوجد فيها مورفين يكفي كل من يعاني الآلام بالكامل، ولكن في الدول ذات الدخل المنخفض لا تزيد قدرة علاج الألم على ‬8٪، وفي الدول ذات الدخل المتوسط يكون الحصول على المورفين أحيانا مستحيلا.

وفي الهند، يعتمد الحصول على المورفين على قدرة وحجم المكان الذي تعالج فيه، ففي مستشفى تاتا ميموريال وهو مركز علاجي حديث عالي التجهيز في مومباي، لا توجد مشكلة في حصول المرضى على المورفين، حيث يتم التحكم في الألم عندهم بواسطة المورفين، لكن تم إيقاف هذه الجرعات بسبب جدل علمي حول تأثيرات العقار في المرضى. ويستخدم المورفين في الدول النامية بشكل واسع، فهو رخيص وفعال وبسيط ويسهل تناوله عن طريق الفم، لكن الآن وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن أكثر من خمسة ملايين مصاب بالسرطان يموتون كل عام بسبب الألم دون تعاطيهم المورفين. وفي ذلك تقول أوبرين: «الحقيقة أن الشيء الذي يمنع تفاقم الألم هو عقار لا يتعدى سعره دولارين في الأسبوع، أعتقد أن هذا شيء غير معقول».

والمورفين مادة من «القلويدات» يتم استخراجها من نبات الخشخاش، ووجد ذلك لأول مرة في ‬1805، وهو في الحقيقة مجرد مادة من ‬20 مادة يمكن استخراجها من الخشخاش، وقد تم بعد ذلك تخليقه صناعياً في صورة نقية، واستخدم المورفين في البداية كمادة مسكنة، لكن ثبت بعد ذلك أنه يمكن أن يسبب الإدمان. ودخل المورفين الاستعمال الطبي أواسط القرن الـ‬19، واعتقد الأطباء أنه علاج عام لعدد كبير من الأمراض، كالربو وأمراض القلب، وبقي معترفاً بقيمته مدة طويلة في العمليات الجراحية مسكناً للآلام ومنوماً، وفي خفض ضغط الدم، وتخفيف النزف الدموي، ومعالجة الإسهال، وتسكين السعال.

يعتبر الألم مجالاً تجارياً كبيراً، فهو يمثل أكثر من نصف كل الاستشارات الطبية، وإجمالي حجم المبيعات العالمية من مسكنات الألم يبلغ ‬40 مليار دولار سنويا، ومع ذلك ظل الأطباء وقتاً طويلاً يقللون منه ويعاملونه كأمر عرضي أكثر من كونه مرضاً في حد ذاته. وهناك نوعان من المسكنات: أولهما المخدرة وهي مشتقة من الأفيون، وتعمل على وقف المنبّه المثير للألم عبر تأثيرها في الدماغ والحبل الشوكي، وهي مسكنات قوية تنفع في كبح الآلام الناتجة عن الإصابات الخطرة والسرطان والأزمات القلبية والعمليات الجراحية، من بينها: المورفين والكودايين والديميرول وغيرها، ولا يجوز استعمال هذه الأدوية إلا بإشراف طبي، لأن سوء استخدامها قد يسبب الإدمان.

أما المسكنات غير المخدرة فتنجز عملها من خلال منع إفراز مركبات جزيئية في الجسم، وتفيد هذه العقاقير في تسكين الآلام الخفيفة إلى المتوسطة مثل الصداع وآلام الأسنان ووجع العضلات وآلام المفاصل وغيرها. ومن بين الأدوية المسكنة غير المخدرة، الباراسيتامول الذي يعد من أكثر مسكنات الألم البسيطة شيوعاً، وهو مضاد للألم وخافض للحرارة.

نصائح مهمة

- تناول أكثر من ‬15 حبة أسبوعياً من المسكنات المخدرة قد يؤدي إلى مشكلات صحية.

-  لا تتناول مسكنات مخدرة مع مسكنات غير مخدرة، أو أدوية تسبب النعاس.

-  مراجعة الطبيب إذا شكا المريض الذي يتناول الأدوية المخدرة من الصداع أو القصور في التنفس أو الغثيان أو التقيؤ.

-  يجب أن توصف الأدوية المسكنة من أجل هدف واضح.

-  يجب أخذ الدواء بالجرعة المناسبة حسب تعليمات الطبيب.

-  الإفراط في تناول بعض المسكنات قد يقود إلى تقرحات ونزف في المعدة.

-  ليس ضرورياً دائماً تناول المسكنات من أجل التخفيف من الألم.

- يجب تحاشي إعطاء الأسبرين لمن هم دون سن الـ16.

نبتة مخدرة

المورفين من مسكنات الألم القوية، ويتم استخراجه من نبتة الخشخاش المخدرة. وقام علماء ألمان باستخراج أول جرعة من العقار بداية القرن الـ19.

 

تويتر