الكشف عن الخرف من كسور العظام
يقوم الأطباء في مستشفى ساوثامبتون العام في بريطانيا بإجراء مشروع مفاده فحص المرضى فوق سن الـ70 الذين يتعرضون لكسور في العظام نتيجة السقوط، ولكنهم ليسوا بحاجة للبقاء في المشفى، حيث يتم ارسالهم الى فريق من المتخصصين في تجبير العظام وترقق العظام، والمتخصصين في رعاية كبار السن.
وإضافة الى معالجة عظام الرسغ او الذراع او الكتف المكسورة، يحصل المرضى على تقييم جسدي وذهني للوقوف على سبب وقوعهم ولتخفيف احتمال تعرضهم للاذى مستقبلاً، ومنع المزيد من حدوث كسور اكثر خطورة مثل كسر الحوض، او العمود الفقري. ويوجد الآن 75 ألف حالة كسور حوض في بريطانيا سنوياً بين اشخاص متوسط اعمارهم 80 عاماً. ولكن الخبراء يعتقدون ان هذا الرقم يمكن تخفيضه. ويقول الدكتور مارك باكستر المتخصص في رعاية كبار السن، والمشارك الأساسي في مشروع ساوثامبتون «نحو 40٪ من الأشخاص الذين تعرضوا لكسور في الحوض يعانون الخرف، أو أي نوع من تضرر عمل الدماغ» واضاف الدكتور «نعرف أن نصف من تعرضوا لكسور الحوض تعرضوا للكسور سابقاً، كما ان من 30 الى 35٪ من جميع الأشخاص الذين تعرضوا لكسور في الحوض يموتون في غضون عام واحد. وبناء عليه فإنه من الواضح ان هؤلاء المرضى يعانون الضعف الشديد وهم بحاجة الى مساعدة تفوق بكثير ما يتلقونه حالياً».
وبعد تقييم شامل من قبل استشاري صحة العجزة، تجب اعادة المرضى من هؤلاء الذين يظهر عليهم خطر السقوط مرة ثانية، وثم نقلهم فوراً الى خدمات السقوط، وإذا استدعى الأمر الى عيادات الخرف. ويقول الدكتور باكستر «يمكن ان تستغرق خطة علاج كسر الرسغ بضع دقائق، لكن الموضوع أشمل من ذلك، اذ يجب التأكد من عدم عودة هؤلاء المرضى الى المستشفى سريعاً لأسباب أخرى خطيرة تكون غالباً غير مشخصة مثل الخرف، بهدف منح هؤلاء المرضى افضل وضع صحي ممكن».
ويقول مدير العلاقات الخارجية لجمعية مرضى الزهايمر الخيرية، الدكتور اندرو تشيدجي، انه من المهم أن نعرف أن مرضى الخرف لا يمكن كشفهم بسهولة، وبناء عليه فإن مثل هذا المشروع يمكن ان يساعد الأطباء في الكشف عن المصابين بالخرف الذين لم يتم اكتشاف مشكلتهم الحقيقية. وبالنظر الى ان تعداد هذه الحالات يتوقع ان يرتفع الى اكثر من مليون خلال العقد المقبل، فإن تشخيصها يعد أمراً حيوياً. وثمة 800 ألف شخص يعانون الخرف في المملكة المتحدة، لكن ما يثير الدهشة ان 43٪ من المصابين فقط تم تشخيص المرض لديهم.