25 حالةً تُراجع مستشفى المفرق أعمارها بين 5 و13 عاماً
حذر استشاري ورئيس قسم المسالك البولية، رئيس قسم الجراحة، الدكتور محسن محمد المقرش، من خطورة التعامل بعنف مع الأطفال المصابين بحالات التبول اللا إرادي، لافتاً إلى أن 80٪ من الأطفال المرضى تعود إصاباتهم إلى أسباب نفسية.
وأكد المقرش أن الأطفال حتى سن أربع سنوات لا يمكنهم التحكم في المثانة، مضيفاً في تصريحات لـ«الإمارات اليوم» أن مرضى التبول اللاإرادي، يتم علاجهم إما بطريقة مباشرة في عيادة المسالك البولية أو يتم تحويلهم إلى عيادات طب أعصاب الأطفال، لافتاً إلى وجود نحو 25 حالة مرضية تراجع مستشفى المفرق بصورة منتظمة، تراوح أعمارهم ما بين خمسة إلى 13 عاماً، نسبة الذكور فيها إلى الإناث «2 إلى 1»، مدرجين ضمن برنامج علاج متخصص.
وكشف المقرش عن نتائج دراسة قامت بها جامعة الإمارات أخيراً على 400 طفل لاستقراء نسبة التبول اللاإرادي للأطفال من سن أربع سنوات وحتى سن 16. وقال إن الدراسة أظهرت أن نسبة معدلات الإصابة بالمرض بلغت 8٪، وتقترب من مثيلاتها العالمية، مضيفاً أن الدراسة أظهرت أن 30٪ من الأطفال المصابين هم في سن الرابعة، و10٪ في سن السادسة، و3٪ في سن الثانية عشرة، مؤكداً أن الإصابة أكثر شيوعاً بين الذكور مقارنة بالإناث. وأفاد بأن أنواع مرض التبول اللاإرادي الأولي مرضية، يكون الطفل فيها غير قادر على التحكم في البول منذ ولادته وحتى سن متأخرة، ولم يستغن بعد عن وضع الحفاض، أما الثانوي فيعود إلى تبول الطفل بعد أن يتحكم في مثانته فترة لاتقل عن العام.
ورجح الخبير المتخصص أن تكون أسباب المرض عضوية، وتمثل 1٪ إلى 2٪ من الحالات، بسبب نقص خلقي أو التهابات في الجهاز البولي، أو زيادة كمية البول بسبب اضطراب إفراز الهرمون المضاد للتبول. وقال إن التفكك الأسري، والشجار أمام الطفل، والانتقال أو الهجرة المتكررة من بلد إلى آخر، أو الغيرة بسبب ولادة طفل جديد في الأسرة، أو نقص الحب، والحرمان العاطفي من جانب الأم، جميعها أو بعضعها مسببات لحالات التبول اللاإرادي.
وحذر المقرش من تناول الأطفال الكافيين بكميات مفرطة، مثل الكولا والشوكولاتة والشاي، أو شرب سوائل كثيرة قبل الذهاب إلى الفراش، معتبراً المرض مشكلة رئيسة تنعكس على الحالة النفسية للطفل داخل المنزل وخارجه.
وقال إن الطفل المريض يصاب بالاكتئاب والإحراج بين الزملاء، ويشعر بالنقص والدونية، ويضطر إلى الانزواء والابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية، ليتلافى السخرية من أخوته وزملائه، مؤكداً أن تبويخ الأم، وتعرض الطفل المصاب للعلاج البدني، مسببات لجعله أكثر عنفاً في التعامل أو أثناء ممارسة حياته اليومية. وكشف الدكتور محسن عن جهاز يستعمل آلياً لتنبيه الطفل وإيقاظه بمجرد ابتلاله، لافتاً إلى وسائل علاجية أخرى، منها تنظيم عمل المثانة بتدريب الطفل على حبس البول فترات طويلة، تزداد تدريجياً أثناء النهار. مشيراً إلى اضطرار الطبيب للعلاج الطبي باستخدام العقاقير لتخدير أعصاب المثانة للتحكم فيها أو للتخفيف من عمق النوم عند الطفل المصاب.
وقال إن مستشفى المفرق، بالتعاون مع الجمعية الدولية للتحكم البولي، وضع برنامجاً إرشادياً يساعد الأم على التخلص من المشكلة، ويُعطى على صورة مواد تعليمية للطفل وذويه.