عادات الأكل توازي في أهميتها فوائد الأطعمة
الغذاء المتوازن للطفل يحقق معـــــــادلة الصحة
تولي الأم ـ منذ ولادة طفلها ـ أهمية خاصة بالتغذية، تبدأ من الرضاعة الطبيعية مع الأيام الأولى، لتتكرس مع بلوغ الأشهر الأربعة التي تسمح له بتناول الطعام، وتعاني بعض الأمهات، خصوصا العاملات، بعض الصعوبات في تأمين احتياجات الطفل الغذائية بشكل متوازن، لاسيما أنهن يبتعدن عن الطفل ساعات طويلة خلال النهار، ويزداد عدم السيطرة على ما يأكله الطفل صعوبة عندما يذهب إلى المدرسة، لذا تعد الفترة التي تمتد من اللحظات الأولى للولادة حتى بلوغ الطفل السادسة من العمر، المرحلة التأسيسية للجسد، التي تستطيع من خلالها الأمهات أن تحدد مسار صحة الطفل وعاداته، وكذلك بنيته السليمة المتأتية من الغذاء الصحي المتكامل والمتوازن.
وأوضحت رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، ما يحتاجه الطفل منذ الولادة وحتى بلوغه العامين، وقالت »الرضاعة الطبيعية تعد الأساس للطفل، لكن لنكن واقعيين هناك الكثير من الأمهات العاملات اللواتي لا يستطعن تقديم الرضاعة الطبيعية للأطفال على مدار اليوم، فيحتجن بالتالي الى الاستعانة بالحليب الاصطناعي»، مؤكدة أهمية عدم اضافة السكر أو العسل الى الحليب الاصطناعي، لأنهما يسببان بدانة الطفل.
وشددت على وجوب عدم ادخال العسل إلى غذاء الطفل حتى السنة الأولى من عمره، إلا أن الأغذية، بحسب لطيفة راشد، يجب أن تدخل على نظام الطفل الغذائي بعد بلوغه الشهر الرابع، مع الحرص على عدم البدء بإدخال القمح وإنما الأرز، لاسيما المدعم بالحديد كون الحليب لا يحتوي على الحديد.
وأشارت الى أن بعض الأمهات يعتقدن أن الطفل يحتاج إلى حصص كبيرة من الأطعمة، لكن في الواقع ثلاث حصص تكفي الطفل في هذه المرحلة، والحصة الواحدة عبارة عن ملعقة من الطعام.
مرحلة الأسنان
الوجبات السريعة لفتت خبيرة التغذية هلا برغوت إلى أنه يمكن للأطفال تناول وجبة سريعة مرة في الأسبوع، لأن الخروج في الأسبوع مرة عن النظام المتوازن لا يتسبب في زيادة الدهون. وقالت «على الأهالي أن ينتبهوا إلى عدم حرمان الطفل مما يراه خارج المنزل، لكن مع عدم الإفراط في تقديمه، لأن هذه الوجبات غنية بالسعرات الحرارية والدهون». وأشارت إلى وجود «بعض الوجبات السريعة التي تكون صحية إلى حد ما»، ناصحة الأهالي باختيار ما هو صحي خارج المنزل. |
على الأم البدء بتقديم الأطعمة الجامدة والبسكويت من الشهر السادس وإلى الثامن، بحسب رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، فهي مرحلة بروز الأسنان ولابد من مساعدة الطفل على تعلم المضغ ليتم إدخال الخضراوات على أنواعها باستثناء السبانخ، إلى جانب الفواكه المتنوعة والتي يفضل أن تقدم على شكل أصابع.
ولفتت إلى وجوب ابتعاد الأمهات عن تقديم العصير في رضاعة الحليب للطفل، إذ يمكن للأم ان تقدم لطفلها ما تشاء، لكن بعد بلوغه الشهر التاسع. ونصحت الأمهات بأن يجلسن الطفل على المائدة بعد بلوغه العام الأول ونصف العام، كي يتمكن من تعلم كيفية تناول الطعام بمفرده.
وأوضحت وجود فئة كبيرة من الأطفال الذين يصلون إلى عمر كبير، وهم لا يعرفون كيف يتناولون الطعام وحدهم، بسبب اعتماد الأمهات على الخادمات في إطعام الأطفال، الأمر الذي يؤثر سلبا في الأطفال، مشددة على أن العادات الغذائية مهمة، كأهمية ما يتناوله الطفل.
أما عند بلوغ الطفل العامين، فيحتاج الى حصتين من الحليب، الحصة الواحدة عبارة عن كوب، إلى جانب ذلك يحتاج الى ثلاث حصص من الفواكه، على أن تكون الحصة ثمرة متوسطة أو نصف كوب من الفواكه المقطعة، ويتبقى كما أوضحت خبيرة التغذية ست حصص للنشويات وثلاث للبروتينات التي يجب أن تتنوع بين اللحم والسمك والدجاج، على أن تكون الحصة عبارة عن 90 غراما فقط. واعتبرت أن الحلويات يجب ألا تقدم للطفل مكافأة، بل يجب أن تدخل النظام الغذائي باعتدال، لكي لا تترسخ في ذهن الطفل بكونها أساسية وضرورية، أما بعد العامين فيمكن للأم ان تدخل الأطعمة القليلة الدسم إلى النظام الغذائي الخاص بالطفل.
توازن
من جهتها، تحدثت خبيرة التغذية هلا برغوت عن المرحلة التي تمتد من ثلاث حتى ست سنوات، وقالت «يتعين على الأمهات تقديم الأطعمة الصحية المتنوعة لأطفالهن في سن مبكرة، بالاهتمام بكل ما يتناوله الطفل، منذ المراحل العمرية الأولى، كي تنعكس هذه العادات الغذائية الصحيحة، وهذا الأسلوب الغذائي الصحي بشكل إيجابي عليه في المستقبل».
وأضافت أن «الأطفال بحاجة إلى انتهاج نظام غذائي صحي ومتوازن ومتنوع، وكذلك إلى تناول ما يكفي من الخضراوات والفاكهة والحبوب والبروتين عالي الجودة، فضلا عن منتجات الألبان، فذلك أمر ضروري للحد من استهلاك الأطفال للأطعمة المصنعة».
وشددت على أهمية تناول الطفل ثلاث وجبات منتظمة ورئيسة على مدار اليوم، وتجنب تناول الوجبات غير الصحية بين الوجبات الرئيسة، مشيرة الى وجوب إدخال الرياضة والنشاطات البدنية إلى أسلوب حياة الطفل.
واعتبرت هلا برغوت، التي قدمت أخيرا محاضرة حول تغذية الطفل أقامتها شركة «بارني» في «كيدزانيا»، أن شخصية الطفل وسلوكه وحاله هي انعكاس مباشر لما يأكله من طعام، ويعتبر هذا الأمر من مسؤولية الأهل بشكل عام، إذ يتوجب عليهم أن يتأكدوا من أن طفلهم يأكل طعاما صحيّا وبكميات مناسبة.
ولفتت أن الطفل عندما يبلغ ثلاث سنوات لا يمكنه أن يقوم بالاختيار، وبالتالي على الأم أن تقدم إليه الأكل الصحي الذي يمكنه أن يعتاده، من خلال حاسة التذوق، وحبوب التذوق الموجودة في اللسان هي التي تحدد ذوق الطفل الغذائي في المستقبل، بسبب تعوده على المذاقات المتنوعة.
وشددت خبيرة التغذية على وجوب أن يكون الأم والأب المثال الذي يقتدي به الطفل، لأن التذوق لا يمكن أن يرثه الطفل، فالشيء الوحيد المتعلق بالطعام والذي يدخل ضمن الوراثة هو الشراهة على الأكل والتي تسبب زيادة الوزن، فهي تنتقل للأطفال بالوراثة.
وأوضحت أن الاهتمام بغذاء الطفل في السنوات الأولى لا يعني منعه عن الطعام الغني بالدهون وتقديم الأكل الصحي له، لأن الطفل يحتاج الى نسبة معينة من الدهون يوميا كونه في حالة نمو، مشيرة الى أن عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الطفل تشابه عدد السعرات الحرارية التي قد تحتاجها امرأة تريد الحفاظ على وزنها، فالطفل يحتاج إلى ما بين 1200 و1500 سعر حراري خلال النهار.
عادات
حول العادات الغذائية السيئة، التي تلاحظ على الطفل عند بلوغه المرحلة الممتدة من ثلاث إلى ست سنوات، لفتت هلا برغوت الى أنها تتمثل في شرب المشروبات الغازية، التي تؤذي الأطفال كونها تؤثر في امتصاص الكالسيوم، وكذلك تحتوي على كافيين وملونات اصطناعية، كلها من شأنها أن تؤذي الأسنان عند الأطفال.
ولفتت الى أنه في هذه المرحلة لابد من الاعتماد على الألياف بشكل كبير، لاسيما الموجودة في الخضار والفواكه، والتي يجب أن تقدم من أربع إلى ست حصص بجانب مشتقات الحليب والأجبان والألبان، مع الابتعاد قليلا عن الأجبان التي تدهن كونها تعتبر قليلة الفائدة للأطفال، أما البروتين فيجب ان يقدم من خلال حصص الدجاج واللحوم والأسماك، في المقابل، تعد الوجبات الخفيفة التي تكون بين الوجبات الرئيسة الثلاث، أساسية بالنسبة لبرغوت، التي أكدت أهمية أن تكون هي الأخرى صحية، واضعة بعض الخيارات لهذه الوجبات، كأن تكون عبارة عن بعض المكسرات، أو الفواكه، أو الفواكه المجففة والزبيب.
أما الأخطاء الشائعة في الامارات، كما لفتت الخبيرة، فتتركز لدى العائلات التي تترك الطفل معتمدا على الخادمة، فلا يقوم بأي نشاط بدني خلال النهار، الأمر الذي يزيد نسبة البدانة لديه. وأفادت بأن الطعام العربي عموما يحتوي على الكثير من الكربوهيدرات، فيقدم الكثير من المعجنات والخبز والأرز، وهذه الأنواع من الأطعمة تتحول دهونا حال أخذت بكميات تزيد على حاجة الجسم، مشددة على وجوب التنويع في الأغذية، والالتفات الى الكميات التي يتناولها الطفل، كي يتجنب البدانة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news