الإكثار من اللحوم يسبب السرطان ويضر بالبيئة
مع أن اللحم مادة غذائية مهمة لجسم الإنسان، فإن الإكثار منه قد يسبب السرطان. ويمكن تجنب خطر السرطان بزيادة كمية الخضار والتقليل من كمية اللحوم التي يتناولها المرء. كما أن للاستهلاك المتزايد من اللحوم آثاراً مدمرة في البيئة.
شرائح اللحم والستيك والكباب والنقانق كلها لحوم، سواء كان الحديث عن طعام الفطور أو الغداء أو العشاء، كثير من شعوب العالم ومن ضمنها ألمانيا تحب تناول اللحوم. ويبلغ متوسط استهلاك الرجال للحوم 1.2 كيلوغرام أسبوعياً، في الوقت الذي تستهلك الإناث نصف هذه الكمية، لذا فإن التعطش للحوم يتزايد في عالمنا في شتى بقاعه، ففي السنوات الـ50 الأخيرة تضاعف استهلاك اللحم أربع مرات على مستوى العالم، ليبلغ التقييم الدولي للمعارف الزراعية والعلوم والتكنولوجيا 283 مليون طن سنوياً.
ويترتب على إنتاج كميات ضخمة من اللحوم عواقب وخيمة، إذ تقول المتحدثة باسم جمعية المستهلكين في حزب الخضر الألماني، نيكول مايش «هناك فرق وتنافس بين الكمية المطلوبة وتلك الموجودة».
وتتطلب المواد الغذائية باستمرار مناطق زراعية جديدة، وصحيح أن التربة الخصبة متوافرة، لكنها محدودة. و30٪ فقط من محاصيل الحبوب تخصص لعلف الحيوانات. وتقول مايش: «إذا كنا نحن البشر جميعاً نرغب في الشبع، فلابد لنا من خفض استهلاكنا الهائل من اللحوم، فالوضع الحالي لتوافر اللحوم للاستهلاك لن يستمر طويلاً».
أحد العوامل الأخرى هو الماء، فإنتاج كيلوغرام واحد من لحم البقر يتطلب كمية ماء تصل إلى 40.000 لتر، وفقاً لمايش، وهو ما يقابله وجود 783 مليون إنسان دون مياه شرب نظيفة تبعاً لـ«يونيسف».
اللحوم ليست مضرة بالجسم البشري، وتبلغ الكمية التي ينصح بها من قبل المؤسسة الألمانية للتغذية ما بين 300 و600 غرام من اللحم أسبوعياً، لكن الرجل يأكل في المتوسط كمية أكثر بكثير من ذلك، وهو ما قد يكون خطيراً.
واللحوم الحمراء التي يكون مصدرها أو البقر أو العجل تحوي نسبة أكبر من الحديد الدموي، مقارنة باللحوم البيضاء كالدجاج. هذا النوع من الحديد يرتبط فقط باللحوم ذات اللون الدموي، ويختلف كيميائياً عن الحديد اللادموي، لذا يمتصه الجسم بسهولة أكبر، لكنه أيضاً يساعد على بناء خلايا مسرطنة في القولون.