أطباء يرتكبون أخطاء طبية قاتلة
على الرغم من أن لا أحد يرغب في الخضوع للعمليات الجراحية، فإنها تظل الشيء الذي يتوقع الجميع أنه يمكن أن يجرى بسلاسة، ورغم أن 90٪ من هذه العمليات الجراحية تجرى بصورة سلسة، فإنه يجب ان يضع المرء في حسبانه أن الجراحين هم بشر غير كاملين.
وغالباً ما يرتكب الجراحون اخطاء كبيرة في غرفة العمليات، هذه الأخطاء تتمثل في نسيان بعض المعدات الجراحية داخل جسم المريض، إذ اكتشف بحث جديد أن هذه الأخطاء أكثر شيوعاً مما يتوقعه البعض. وأشارت دراسة نشرت في مجلة «سيرجري» إلى ان الأخطاء الطبية كالتي مر ذكرها تحدث بصورة متكررة بمعدل 500 مرة في السنة. وكشفت الدراسة انه في الفترة ما بين سبتمبر 1990 وسبتمبر 2010 وقع 9700 خطأ طبي كان لابد من إيجاد تسوية لها.
وكان نصف هذه الأخطاء تقريباً من النوع الذي نسي فيه الجراحون شيئاً عن طريق الخطأ داخل جسم المريض (وأكثرها كان نسيان قطعة اسفنج)، أما النصف الآخر من هذه الاخطاء فكان إجراء عمليات على الجزء الخطأ من المريض، أو اجراء جراحة غير مناسبة. وأكثر هذه الحالات فظاعة هي 17 حالة قام بها الجراحون بإجراء جراحة للشخص الخطأ من الأساس.
واستناداً إلى تحليل لمعلومات ترجع إلى الفترة ما بين 2004 و2010، اكتشف واضعو الدراسة أن 6.6٪ من هذه الحالات لم تؤد الى وفاة المريض. وإضافة الى ذلك فإن 33٪ من هؤلاء المرضى تركوا يعانون أضراراً دائمة، وان 59٪ منهم عانوا أضراراً مؤقتة.
وكان المرضى الذين تلقوا نوعاً مخلتفا تماما من الإجراءات الجراحية هم الاكثر تعرضاً لأكبر الاضرار أو الموت. وكشفت الدراسة أن المرضى الشبان كان لديهم فرصة للنجاة من هذه الأخطاء أكثر من المرضى ممن هم فوق سن الـ60.
ولاحظ واضعو الدراسة أن هذه الاكتشافات تم الحصول عليها من ممارسات جراحية خاطئة تم تسويتها عن طريق دفع مبالغ مالية. وقال كبير المسؤولين عن هذا البحث من كلية الطب في جامعة جونز هوبكنزوينتا ميهتسون، «من الصعب معرفة العدد الصحيح لهذه الأخطاء، لأنه لم يتم الحصول على معلومات عن الأحداث التي لم يتم تسويتها عن طريق دفع أموال».
ويضيف ميهتسون «استناداً الى هذه الملعومات، فإن الجراحين كلفوا صناعة الرعاية الصحية نحو 1.3 مليار دولار كدفعات لتسوية الممارسات الخاطئة للجراحين خلال فترة الدراسة».
وجمع ميهتسون وزملاؤه معلومات عن الأطباء الذين ارتكبوا هذه الأخطاء وكانوا من ضمن الذين ارتكبوا أخطاء مماثلة سابقاً. وكان الجراحون صغار السن الذين ليس لديهم الخبرة المناسبة هم الأكثر ارتكاباً لهذا النوع من الاخطاء.
وأشار الباحثون إلى دراسات سابقة عزت هذا النوع من الأخطاء الطبية في الماضي الى الافتقار الى القيادة أو الاتصال.