عقاقير الربو المعروفة لا تفيد كل المرضى
حذر عدد من الأطباء البريطانيين من أن العقار المخصص لعلاج مرض الربو الذي يستخدمه عشرات الآلاف من الاطفال، ربما لا ينجح في تحقيق الغرض المراد منه، بل إنه قد يفاقم المرض. وقال الاطباء ان ثمة خصوصية جينية تعيق عمل عقار سالميترول المستخدم على نطاق واسع لعلاج الربو، إذ لا يمكن أن يساعد في واحدة من سبع حالات مرضية.
«غبار الطلع» في أشهر الحمل الأخيرة يزيد خطر إصابة المولود بالربو وجدت دراسة جديدة أن تعرّض النساء في أشهر الحمل الثلاثة الأخيرة لكميات كبيرة من حبوب اللقاح، يزيد بشكل ملحوظ خطر إصابة المولود بالربو. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، أن الباحثين بجامعة «أوميو» السويدية، وجدوا من خلال دراستهم التي شملت ما يزيد على 110 آلاف امرأة حامل، أن التعرض لكميات كبيرة من حبوب اللقاح خلال أشهر الحمل الأخيرة يزيد بنسبة 35٪ خطر إصابة المواليد بالربو. وقيّم الباحثون لكل طفل كمية حبوب اللقاح التي تعرضت لها الأم خلال الأسابيع الـ12 الأولى، والـ12 الأخيرة من الحمل، إضافة إلى الأسابيع الـ12 الأولى من حياة المولود، وأخذ العلماء في الاعتبار عدداً من العوامل التي يمكن أن تؤثر في النتائج، بينها عادات تدخين الأم، وجنس المولود، وفترة الحمل بالمولود، وفصل الولادة. وقال العلماء إن النساء المصابات بالحساسية قد يحدث لديهن ردات فعل على حبوب اللقاح، ما يؤثر في بيئة الجنين ونمو جهازه المناعي. وأشاروا إلى إمكانية معاناة النساء الحوامل اللاتي تكون ردات فعل أجسامهن حادة على حبوب اللقاح، من مضاعفات تؤثر في المولود. وقال الباحثون إنه «على الأرجح الأمهات اللاتي يتحسسن من حبوب اللقاح ويتعرضن لكميات كبيرة منها خلال الحمل، يزيد لديهن خطر تفاقم الأعراض والربو، وهذا بدوره يغيّر البيئة داخل الرحم». |
وعلى الرغم من أن الباحثين اظهروا ان ثمة عقارا بديلا هو مونتيلوكاست، يحسن من حالة مرضى الربو، فإنهم دعوا وزارة الصحة كي تقدم دليلاً جديداً لعلاج هذا المرض الذي يتضمن اعطاء الاطفال المصابين بالربو اختبارا جينيا للوقوف على العلاج الأمثل بالنسبة لهم. ويقول سامناث موكوباديا من كلية الطب في جامعة برايتون وسوسكس في بريطانيا «لا يتوقف نجاح العلاج الطبي على مدى ضخامة عدد الأشخاص الذين يتعاملون به». وأضاف «عندما لا تتحسن اعراض المرض يلوم الأطباء الأم لأنها لم تعط طفلها الجرعة المناسبة من عقار سالميترول، ولا يخطر ببالهم ان العقار غير ملائم». وقال سامناث «أعتقد انه حان الوقت كي نتحرك إلى الامام ونكون قادرين على تزويد الآباء ببعض الارشادات السريرية».
وعادة ما يتم علاج الربو عن طريق اتباع سلسلة من الخطوات، إذ يتم اضافة عقار جديد الى الخطة العلاجية إذا كانت العقاقير السابقة غير ناجحة، وعادة ما يوصف عقار للأطفال يعمل على فتح المجاري التنفسية عند الإصابة بهجمة الربو، وهو عادة ما يكون على شكل عقار يتم أخذه عن طريق «المستنشق الازرق». واذا لم يكن ذلك كافياً وحده، فإنه يوصف له جرعات مخففة من الاستيرويد يؤخذ عن طريق «المستنشق البني».
وإذا لم تتم السيطرة على حالة الربو، يتم إعطاء الاطفال عقار سالميتيرول، «المستنشق الاخضر». ويوجد حوالي 100 الف طفل بريطاني يتناولون العقاقير الثلاثة.
وبالنظر الى الدراسة المذكورة التي أشارت الى وجود جين معين يعمل على إيقاف بعض عقاقير علاج الربو عن العمل لدى بعض الأطفال، قرر البروفيسور موكوباديا وزملاؤه مقارنة عقار سالميترول بعقار آخر يدعى مونتلوكاتس، وتم إعطاء طفلين لديهما هذا الجين المعيق لدواء الربو عقار واحد لكل منهما مدة عام واحد، وكانا تحت رقابة وثيقة.
وبصورة عامة فإن سالميترول يعمل بصورة افضل من عقار مونتلوكاتس، لكن في حالة هذين الطفلين كان الوضع مختلفاً، اذ ان العكس هو الصحيح، حسبما أشار البحث.
وأصبح الطفل الذي تناول عقار مونتلوكاتس أقل اعتماداً على الادوية الاخرى، وتحسنت صحته ونوعية حياته، وقلت حالات السعال والعطاس لديه، في حين قل غيابه عن المدرسة وانتظم وجوده فيها.
وبالمقارنة فإن صحة الطفل الذي يتناول عقار سالميترول لم تتحسن وربما ساءت، كما قال الباحثون.