علماء «ناسا» يحددون موقع إنتاج أشعة غاما داخل الثقب الأسود
قال باحثون فلكيون أميركيون إنهم يواصلون دراساتهم وتجاربهم حول انفجارات كبيرة استمرت شهورا، وقعت في عام 2011، في أحد الثقوب السوداء العملاقة في الفضاء البعيد، أدت إلى انطلاق كميات هائلة من أشعة غاما، لتحدث طاقة كبيرة بعد أن كانت هذه الأشعة قد اجتاحت الأرض قبل 11 مليار سنة.
وتقول النظريات العلمية إن انفجارات أشعة غاما لا تقع عادة إلا على مقربة من ثقب عملاق وسط الكون، وإن النشاط الفائض لهذه الأشعة داخل الثقب مسؤول عن هذه الانفجارات.
وقال علماء فلك في مركز كومبتون لمراقبة أشعة غاما ورصدها، التابع لوكالة أبحاث الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، إن الانفجارات، التي وقعت قبل عامين، والتي كان مصدرها مجرة سموها «4 سي +71.07»، توفر لهم حاليا أفضل وأقوى دليل على أن فرضية انفجار أشعة غاما، في الثقب الأسود، لاتزال تحتاج إلى مزيد من الجهد العلمي لتأكيدها.
وأضاف هؤلاء أن العلماء اكتشفوا ـ في ستينات القرن الماضي ـ أن انطلاق أشعة غاما بدأ أساسا من على بُعْد 70 سنة ضوئية، من تلك المجرة التي شهدت تلك الانفجارات الضخمة.
وقال نائب رئيس مشروع «فيرمي» العلمي التابع لوكالة «ناسا»، والهادف إلى استكمال الأبحاث حول انفجارات أشعة غاما، البروفيسور ديفيد ثومبسون، إن «هذا النشاط المتجدد لأشعة غاما، جاء بعد هجوم وخمود طويلين، ليتيح لنا الربط بين انفجارات أشعة غاما، وما تمت مراقبته من عملية بدء إطلاقها منذ البداية، بواسطة تليسكوبات تعمل بموجات الراديو.
وأشار الباحثون الفلكيون إلى أن عمليات الرصد، التي قاموا بها للمجرة «4 سي +71.07»، ساعدتهم على التوصل إلى أن الضوء المنبعث من تلك المجرة، يحتاج إلى 10.6 مليارات سنة للوصول الى الأرض، كما وفي وسط هذه المجرة يقع الثقب الأسود، الذي يزن 2.6 مليار مرة أكثر من حجم كتلة الشمس، كما أن تصنيف العلماء للمجرة المذكورة يجعل منها واحدا من أهم وأكبر مصادر أشعة غاما في الفضاء.
واستعان العالمان الفلكيان آلان مارشر وسفيتلانا جورستاد، من جامعة بوسطن بـ10 تليسكوبات، تعمل بموجات الراديو، موزعة في نطاق بين هاواي وسانت كريوكس بجزر فيرجن في أميركا الشمالية في رصد تلك المجرة والثقب الأسود في وسطها.
وقال مارشر إن «ما قمنــا به من عمليات رصد بالتليســكوبات ساعدنا على التوصل إلى معلومات تحدد موقــع نافورة إنتاج وانطلاق أشعة غاما داخل الثقب الأسود». كما يعتقد العلماء أنه تم إنتاج أشعة غاما، حينما تصادمت الإلكترونات المتحركة، قرب الضوء الناجم عن الانفجارات خارج النافورة، ومثل هذا التصادم يمكنه أن يطلق الضوء بكميات وطاقة أكبر.
من جانبه، يقول الباحث نيكولاس ماكدونالد، في جامعة بوسطن، إن جهوده العلمية تنصب على كيفية تغير درجة بريق أشعة غاما، في إطار السيناريوهات المختلفة لمساعدة الباحثين على إجراء المقارنة بين عمليات المراقبة المختلفة.