فك لغز تفاعل الأنسولين مع خلايا مرضى السكري
تمكن فريق من العلماء والباحثين من كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريسيرف، خلال دراسة علمية جديدة له ـ من فك لغز كيفية تفاعل الأنسولين مع خلايا مرضى السكري، ما قد يفضي إلى تقدم أو فتح كبير على طريق علاج هذا المرض، أو تحسن كبير في الحالة الصحية لهؤلاء المرضى.
وبعد عقود من التوقعات والتجارب، حول كيفية تفاعل الأنسولين مع الخلايا البشرية، يصف هذا الفريق كيــــفية تغلغل هذه المادة الطبية والعلاجية في الخلايا، لتمكينها من تحويـــل السكر إلى طاقة، وكيف تغير الأنســولين نفسها شكلها، نتيجة لهذا التــــفاعل مع الخلايا.
يقول أحد قادة الفريق في الجامعة، وهو البروفيسور مايكل وييس «ما توصلنا إليه من معلومات ونتائج، يضاعف بشكل كبير الفرص لتطوير التطبيقات والأساليب العلاجية لمرضى السكر، لاسيما التقليل من استخدام الحقن والإبر». وفي 1991، استخدم البروفيسور وييس أساليب الرنين المغناطيسي في تحليل ووصف تركيب مادة الأنسولين، كما نجح أخيرا في تطوير نسخة تمهيدية من هرمون الأنسولين، الذي لا يحتاج إلى تجميد أو حفظ في الثلاجة، فيما وصف بأنه اختراق حقيقي في طب علاج مرضى السكر في عالم اليوم.
ويضيف الباحثون في فريق وييس، أن النتائج الجديدة ـ التي توصلوا إليها ـ ستساعدهم في العثور على إجابات للعديد من التساؤلات الغامضة، القائمة في أذهانهم حول كيفية التقدم في علاج مرضى السكر، والتي يحاولون اإلجابة عنها منذ نجاح دروثي هودجكن وفريقها في جامعة إكسفورد، أواخر ستينات القرن الماضي، في تقديم أو تحليل ووصف لتركيب مادة الأنسولين.
وفي هذا المعنى، قال البروفيسور وييس «منذ ذلك الوقت ونحن في مأزق حقيقي وكبير، بالنسبة لفهم تركيب الأنسولين، وكيفية تفاعله مع الخلايا، ودور الهرمون في تسريع علاج مرضى السكر ونأمل أن نكون نجحنا في تجاوز هذا المأزق، من خلال النتائج الجديدة التي توصلنا إليها».
ويشرح هؤلاء أن الخلايا تمتص السكر من المواد الغذائية، وتحوله إلى طاقة لخدمة الجسم، وأن الغلوكوز الشكل البسيط للسكر، لا يمكنه عبور غشاء الخلية دون مساعدة الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس للمساعدة على امتصاص السكر، وحتى تتمكن الخلايا من امتصاص السكر فلدى معظمها «مستقبلات»، تربط الأنسولين وتقيد حركته فور جريانه مع الدم.
وقد أجرى الباحثون اختبارات وتجارب على نماذج من تكوين الأنسولين باستخدام الجزيئات والجسيمات الجينية الوراثية، للتحقق من دور الأشعة فوق البنفسجية، في تنشيط وتفعيل تلك «المستقبلات»، إذ وفرت الصور الثلاثية الأبعاد، التي تم الحصول عليها إجابات علمية شافية ومقنعة للبروفيسور وييس وفريقه.