علماء يستخدمون الفيروسات في أبحاث علاج الأورام
يسعى العلماء لاستخدام الفيروسات في أغراض علاجية بسبب تكوينها البسيط. الأمر الذي يجعل التحكم بها سهل وذلك لأغراض متعددة، منها فهم وظائف الخلايا البشرية، كما باتت هذه الجزئيات الضارة تستخدم في الأبحاث التي تهتم بدراسة الجينات، من أجل فهم كيفية إعادة إنتاج الجينات والحمض النووي (دي ان إيه)، وكذا تكون البروتينات وسبر أغوار النظام المناعي للإنسان. وفي المجال الطبي، تمكن العلماء من تزويد فيروسات معينة بالدواء لعلاج الأمراض، بما في ذلك السرطانات. وفي حال تم اختيار الفيروسات المناسبة التي تحمل الدواء إلى الجسم، فإن نتائجها ستكون جيدة وستتمكن من تدمير البكتيريا المسببة للالتهابات في غضون أيام.
الحرب البيولوجية تعرف الحرب البيولوجية بأنها الاستخدام العسكري لكائنات حية أو فيروسات أو أنواع من السموم في نشر الأمراض الفتاكة. ورغم أن هذه الحرب تؤثر في مختلف الكائنات الحية، فإن تأثيرها في الانسان هو ما يهدف اليه العدو، فبذلك يستطيع إضعاف قدرة الخصم وقواه البشرية والاقتصادية، ليسهل قهره والتغلب عليه. وهناك تسميات متعددة لهذه الحرب، منها «الحرب الجرثومية»، و«الحرب البكتريولوجية»، و«الحرب الأحيائية». |
وفي ألمانيا استخدم الأطباء هذه التقنية مع سبعينية أصيبت بسرطان الرئة، على الرغم من ممارستها للرياضة وابتعادها عن التدخين، إذ لم ينجح العلاج الكيميائي في حماية رئتها من انتشار «النقائل» وهي الأورام الصغيرة. وتناولت السيدة الألمانية أقراصاً ولم يستوجب العلاج بقاءها في المستشفى. ويقول باحثون ان الخلية السرطانية تتميز بنشاط عال في إفراز الأنزيمات وإنتاج البروتينات، ما يسهل على الفيروسات «حاملات الدواء» عملية التعرف إلى الخلايا المصابة والتوجه إليها مباشرة. ولا توجد لهذه الطريقة، حسب العلماء، آثار جانبية مزعجة. وتقول الباحثة الألمانية روت كونشيل كلاكي، «نقوم بفحص الخلايا المصابة بالسرطان بشكل دقيق جداً لنعرف مدى تأثير السرطان في بنية الحمض النووي». ويؤكد زميلها البروفيسور، إدغر دال، أن تحليل كل حالة حسب معطيات علم الأمراض ومسار نمو الورم السرطاني، من شأنه المساعدة على اختيار «الأدوية الموجهة للهدف» بشكل مناسب، مضيفاً «بعد الأبحاث التي أجريناها خلال السنوات الماضية وجدنا أن الخلايا والأورام السرطانية تنشط بأشكال مختلفة، ولها مسارات نمو مختلفة، ما دفع شركات صناعة الأدوية إلى إنتاج أدوية تناسب كل حالة نمو على حدة». وينصح العلماء باتباع قواعد صحية كاستنشاق الهواء النقي بعيدا عن عوادم السيارات، وتناول وجبات صحية والابتعاد عن الوجبات السريعة، والإكثار من تناول زيت الزيتون والخضراوات، ما قد يقي من الإصابة بمرض السرطان.
وفي سياق آخر، يستخدم باحثون في التكنولوجيا النانوية التي تهتم بالأشياء متناهية الصغر، فيروسات عديدة في هندسة الجينات، وبإمكان تلك الفيروسات أن تحمل سلاسل معدلة من الجينوم إلى الخلايا الحاضنة. ومن الاستخدمات المدمرة لفيروسات تسخيرها في تصنيع مواد قاتلة مسببة لأمراض تفتك بآلاف البشر، الأمر الذي أثار المخاوف من استخدامها في «تجارب بيولوجية» مدمرة.
وفي المقابل تستخدم الفيروسات في مجال الزراعة أيضاً، وتعديل وهندسة الجينات من أجل تخليق أنواع معدلة من الجينوم النباتي والحيواني، وتحميلها على فيروسات مختارة، يتم بعد ذلك تلقيحها في النباتات والحيوانات لتعمل كقوة موجهة، لتحسين المردود الزراعي، وزيادة المحاصيل. عن «نيوز ميدكل» و«دوتشيه فيلله»