دماغ المولود الجديد يحمل علامات أمراض الكبر
يقول باحثون إن علامات بعض الأمراض التي يصاب بها الإنسان عند البلوغ، أو في مراحل متقدمة من العمر، قد تظهر عند الولادة مباشرة. ويولد بعض الأطفال وهم يحملون نسخاً جينية معينة تدل على وجود انكماش في المخ، ما يعني أنهم سيصابون بأمراض عقلية مستقبلاً، مثل الخرف وانفصام الشخصية. وأجريت الدراسة على 272 مولوداً جديداً.
ويقول الباحث في المعهد الوطني للصحة العقلية، في ولاية ميريلاند، جاي جيد، ان نتائج هذه الدراسة تسلط الضوء على «ما يحدث للمخ في المراحل الأولى من حياة الإنسان»، ويضيف الباحث الذي شارك في الدراسة «كلما تقدمنا في العمر نواجه عوامل عديدة لا يمكننا التحكم فيها». مشيراً إلى تأثير العوامل الجينية في حياة الإنسان وصحته.
تلف الجينات يحدث التلف في الجينات نتيجة تعرض المخ بشكل دائم للسموم، سواء من البيئة أو من الأكسجين المشحون الناتج عن التفاعلات الكيميائية داخل الجسم، لذلك فمن الضروري للمخ المتقدم في العمر أن يجاري ما يحدث له من تلف متزايد للجينات. وينصح الخبراء بتناول كميات من فيتامين «سي» والشاي الأخضر باعتبارها من العوامل المساعدة على تنظيف الجسم من الأكسجين المشحون الذي يسبب تلفا لخلايا المخ. |
ولم يكن واضحاً في السابق ان كانت العلامات الموجودة في المخ، مثل الانكماش في بعض أجزائه، موجودة منذ الولادة أو يكتسبها الإنسان مع مرور الوقت. ودرست الباحثة ربيكا نيكماير وزملاؤها في جامعة كارولينا الشمالية، تأثير 10 أنواع لسبعة جينات على أمخاخ المواليد الجدد. واختار العلماء الجينات التي تؤثر في عملية نمو وتطور المخ. ويتم ربط هذه الجينات المختلفة بأمراض عقلية عند البالغين، مثل النسخة 4 من الجين «أبو إي» الذي يضاعف احتمالات الإصابة بمرض الخرف «الزهايمر»، ونسخة من جين «كومت» الذي يساعد على الإصابة بانفصام الشخصية.
ووجد الباحثون ان أمخاخ المواليد الجدد الذين يحملون نسخاً من هذه الجينات لديها خصائص مشابهة لتلك التي لوحظت في أمخاخ البالغين الذين يعانون أمراضاً. والمواليد الذين لديهم النسخة 4 من الجين «أبو إي»، لديهم نسيج أقل كثافة في قشرة الدماغ، وهو الجزء الذي يفقد سمكه مع تقدم العمر، وقد يؤدي إلى الخرف.
ويقول الباحثون أن نتائج الدراسة تشير إلى أن خصائص الدماغ تتكون كنتيجة للتأثيرات الجينية، ويوضح جيد، «لا أريد أن أكون متشائماً، ولكن الجينات لا تغير كثافة الجزء السفلي من الدماغ، للأسوأ دائماً». مضيفاً أن «حامل نسخ جينات خطيرة، عند الولادة، لا يعني أنه سيصاب حتماً بأمراض عقلية في مرحلة متقدمة من العمر، فهناك عوامل عديدة أخرى تؤثر في نمو وتطور مخ الإنسان، إلا أنه من دون شك أن العوامل الجينية تسهم بشكل كبير في الإصابة بالأمراض، حسب الباحثين.
ومن أجل التحقق من نتائج هذه الدراسة، يخطط العلماء لمتابعة المواليد الجدد إلى غاية سن الثامنة، وربما لفترة أطول، لمعاينة تأثير هذه الخصائص.
ومن شأن دراسة طويلة الأمد أن تكشف الأسباب التي تجعل أشخاصاً لديهم استعداد جيني يصابون ببعض الأمراض، وآخرون يعيشون أصحاء، على الرغم من وجود العوامل الجينية نفسها.
يذكر أن فريق بحث بريطانياً أميركياً، اكتشف العام الماضي خمسة أنواع جديدة من الجينات لها علاقة بالزهايمر.
وقد قام الفريق بجمع نتائج الأبحاث التي أجراها على نحو 60 ألف شخص، من شتى أرجاء العالم، إلى أن توصلوا إلى رصد خمسة جينات أساسية تلعب دوراً في إفراز الدهون والكولسترول في الجسم تؤثر في المخ.