فريال البستكي.. «دانتيل» للنهار والمــساء
لكل موسم ألوانه الطبيعية التي تكسو الأرض وما عليها، وهي تلك الطبيعة التي يستوحي منها الفنانون ومصممو الأزياء تفاصيل أعمالهم ومجموعاتهم، وبطبيعة الحال، كان لألوان الربيع الزاهية تأثيرها النابض على مجموعة ربيع وصيف 2012 ـ 2013 للمصممة الإماراتية فريال البستكي، التي قدمت لهذا الموسم مجموعة رومانسية تحمل من الخفة والبساطة ما يجعلها تتناسب ومختلف المناسبات النهارية والمسائية.
بكثير من الراحة والبساطة، فضلت البستكي أن تعزز مجموعتها، التي اعتمدت بشكل رئيس على تزيينها بقماش الدانتيل، معتبرة إياه أحد أكثر الخامات فخامة ورقة ومرونة في آن واحد، حيث يحمل بتخريماته المنقوشة وشفافيته المتفاوتة في درجاتها، وليونته التي تعين على أن يستخدم بمختلف الطرق، وبكثير من الوعي بأهمية «استخدامه بطريقة ذكية ومحدودة، دون تكلف أو مبالغة، خصوصاً أن الدانتيل يمكن أن يتحوّل من خامة راقية ومترفة وأنيقة إلى أخرى متكلفة ومبالغ فيها وأقرب إلى الرخيصة، في حال استخدام الأنواع ذات الخيوط الرخيصة، والحبك المحشو والمكرر، ومع وجود أنواع ومصادر ونقوش عدة ومتنوعة من الدانتيل، يحتاج المرء إلى اختيار الأنسب منها للتصميم».
وعلى الرغم من أن الدانتيل لم يغطي مساحات كبيرة من الخامات، إلا أنـه يعد الجزء الرئيس والأهم من المجموعـة، إضافة إلى اعتماد المصممة على قماش الشيفون الحريري، ولمسات بسيطة من المخمل، بالإضافة إلى قماش الجرسيه المطاط المجعد، والخيوط الذهبية المحبوكة، معتمدة تسعة أشكال رئيسـة لمجموعتها، مالت بشكل عام إلى اللمسة الشرقية، التي بدت واضحة في طرق التزيين، على الرغم من البساطة الشديدة في التصاميم.
رئيس
حصة فلكناز قامت المصورة الفوتوغرافية الإماراتية حصة فلكناز، بتصوير المجموعة الأخيرة لربيع وصيف 2012 ـ 2013 لتصاميم الإماراتية فريال البستكي، التي اعتمدت فيها على فكرة تعزيز التصاميم ذات الطابع العربي، بخلفية من أجواء طبيعية وربيعية تميل إلى تسليط الضوء إلى هذا الموسم ولكن بنسخته العربية، معتمدة على التصوير في أحد المزارع في الإمارات، بتركيز على إضفاء اللمسة الإماراتية على الخلفية، وهو التعاون الرابع بين فلكناز والبستكي، حيث تشير الأخيرة إلى أن هذا التعاون المستمر، «مدعوم بفهم متبادل ودائم في ما بيننا، يعين على إخراج المجموعة بالشكل المثالي الذي أتمنى دائماً أن أرى تصاميمي عليه». |
مالت المصممة في مجموعتها إلى أن تعتمد اللمسات الرئيسة، سواء من خلال القصّات أو الألوان، حيث مالت القصّات إلى البساطة التامة، مشيرة إلى أنها فضلت «الاعتماد على النعومة والبساطة في الفكرة، دون تعقيدات وتلاعب مبالغ في القصات»، مبينة أنها تفضل دائماً «القصّات المريحة والمنسابة، التي تعين المرأة على أن تشعر بالراحة والانسيابية في الحركة، دون أن تشعر بأنها مقيدة»، معتمدة على فكرة التنورة الواسعة المنسابة «الكلوش»، إضافة إلى القصة المتجمعة «درابيه»، والتي تجمعت في وسط الجسم على طول الفستان، لتنساب أطرافها متموجة بطريقة ناعمة، كما قدمت المصممة فكرة الفستان ذو الأطراف المتفاوتة في الأطوال والأقرب إلى المناديل، وفكرة الجلابية ذات القصة المربعة ذات الحدود الواضحة، دون أن تنسى لمسات الدانتيل الناعمة.
قد تميل معظم التصاميم لأن تكون مناسبة لمن تتميز بجسد رشيق وخصر نحيل، خصوصاً أن قصة الفستان ذو الجذع الضيق والتنورة الواسعة المتموجة «كلوش» تعزز التركيز على الخصر، بينما تزيد القصّة الـ«كلوش» من إضافة المزيد من الضخامة على الأرداف، ما يجعل القصّة أكثر مناسبة لمن تتميز بالطول والرشاقة، إلا أن المصممة قدمت أيضاً قصّات أخرى أكثر تناسباً لمن تتميز بجسد ممتلئ، مثل الجلابية ذات المربعة، والمعتمدة على قماش الشيفون والدانتيل، حيث اعتمدت الأخير في منطقة الجذع، وحواشي الجلابية، التي ضاقت ابتداءً من الركبة ونزولاً إلى الأرض، كاشفة بشفافيتها عن هذه المنطقة من الساق، ما أعطى لمسة أنوثة مترفة، إضافة إلى قصّة المناديل المنسابة والمتدلية التي تعين على إخفاء العيوب، والتركيز على المناطق المعززة لانحناءات الجسد، إضافة إلى القصة المتموجة بالكامل ابتداءً من الكتف وحتى نهاية الفستان بتثبيت بسيط، وغير ضيق على أسفل الخصر ما يجعله أقرب إلى القميص الواسع المتهدل أسفل التنورة، والذي يعين على إخفاء عيوب منطقة البطن.
حيوية
مالت المصممة إلى الإعتماد على مجموعة من الألوان الرئيسة مثل الأسود، والفوشي، والأزرق، والأحمر، والأسود، إضافة إلى الذهبي، والأصفر، والأبيض العاجي، مفضلة التركيز على الدرجات الحيوية والنابضة، إضافة إلى الحرير المطبع والذي برز في تصميم يتيم متزاوجاً مع الدانتيل الأسود الراقي، وقماش الجرسيه المطاط المجعد بالكامل بدرجة نحاسية معدنية اللمعة، مقدمة إياه كفستان سهرة، يتزين عند منطقة الصدر والظهر بالدانتيل المقارب في درجة اللون.
على الرغم من اعتماد المصممة للألوان السادة في معظم الفساتين، إلا أنها فضلت المزج بين تلك الألوان بطريقة سلسة وبسيطة، من خلال المزج بين الأزرق والأصفر الليموني، ودرجة صفار أخرى أقرب إلى لون المانجو مع لمسات دانتيل فضية راقية أحاطت بالكتف ومنطقة فوق الصدر والأكمام، إضافة إلى اعتماد اللون الأبيض العاجي من الشيفون كتنورة «كلوش» مع جذع من المخمل البني، وأكمام وحزام من الدانتيل الذهبي، والمزج بين البيج، والأحمر ولمسات من الذهبي، والأسود والأصفر، والنحاسي مع الفوشي والذهبي.
آثرت المصممة أن تقدم تصاميمها مع مزيد من العملية والمرونة، فبالإضافة إلى لمسات الدانتيل التي زينت الأكمام والأحزمة، وأجزاء من الصدر والظهر والرسغ وحواشي الفساتين، فضلت البستكي أن تقدم الدانتيل على شكل سترات خفيفة عملية وقصيرة بقصة واسعة «كارديغان» يلبس أو يخلع فوق الفساتين الشيفونية المتموجة، «فهناك الكثير من السيدات اللاتي يفضلن عدم الكشف عن سواعدهن، ففضلت أن أقدم مجموعة من هذه القطع الدانتيلية التي تتوافر بمجموعة من الألوان الرئيسة مثل الفضي، والذهبي، والأسود، ليكون لدى السيدة خيار استبدال اللون إلى ما تحب دون، وهو ما جعلني أفضل عدم تثبيت القطعة الدانتيلية مع الفستان، بل تركها متحركة وقابلة للخلع أو التبديل».