مذاقات هولندية في القرية العالمية
تتزيّن القرية العالمية في دبي هذا الموسم بعدد كبير من الأكشاك الحصرية، يصل إلى أكثر من 160 كشكاً، تقدم منتجات حرفية محلية وخارجية، إضافة إلى أطعمة ومشروبات تعود بنكهتها وطريقة تحضيرها الطازجة إلى أحد المطابخ العالمية، ومن أبرزها الأكشاك الأوروبية التي جهزت بأحدث الأفران لصنع أشهر الحلويات الهولندية، ومجموعة كبيرة من أنواع الملبّس والتوفي، الذي صنع في هولندا وأوروبا، ويعود تراث بعض الحلويات المقدمة الى نحو 500 عام.
وفي كشك «الغولدن سيراب كوكيز»، يجلس مايكل، الشيف المتخصص في هذه الأنواع من الحلويات الطازجة. وقال مايكل، الذي يزور دبي للمرة الأولى: «نبدأ بتجهيز العجينة قبل موعد افتتاح القرية العالمية لاستقبال الزائرين بنحو ساعة، ومن ثم نبدأ بخبز مجموعة من (الغولدن سيراب كوكيز) وتعبئتها في أكياس صغيرة، لأن هناك من يرغب في شرائها وهي جاهزة، أما من يرغب في تناولها وهي طازجة فنحن نباشر بعملها فور الطلب كي يستمتع الجميع بتذوق هذه الحلويات الهولندية وهي دافئة»، مشيراً إلى أن «هناك ثلاثة أصناف من البسكويت المحشو إما بالجبنة أو النوتيلا أو التوفي».
وتعد الفطائر الصغيرة أو «الميني بانكيك» و«الوافل» من أهم أصناف الحلويات في هولندا، لأنها تمنح الطاقة في صقيع الشتاء، إلا أن السر لا يكمن في الوصفة بل في الفكرة.
ويقول توميك الشيف، المتخصص إن «معظم المكونات الخاصة بالفطائر يتم استيرادها من هولندا، وإن أهم ما في الأمر هو تناول هذه الفطائر وهي دافئة، خصوصاً في الأجواء الباردة»، مضيفاً «لدينا الكثير من الزبائن الأوفياء وهم من جنسيات مختلفة والفضل يعود إلى دبي، ولهذا الملتقى الثقافي الترفيهي الذي يستقطب الجميع لما يقدمه من برامج ترفيهية وتراثية وأطعمة وسمات تجعل منه وجهة مثالية للنزهة والتسوق».
وتابع الشيف الهولندي: «أحببت الأجواء هنا، واتمنى أن أعود مجدداً خلال الموسم المقبل لأقدم هذه الأصناف من الحلويات الهولندية التي يبلغ تراثها أكثر من 500 عام». وترواح النكهات ما بين الشوكولاتة «نوتيلا»، والشوكولاتة البيضاء و«ميبل سيراب» والتوفي والقرفة والجبنة. وتقدم قطع عدة من الفطائر في الطلب الواحد لينعم أفراد العائلة بتذوقها معاً.
من جهته، يقول الشيف فلورينتو، الذي يعِد الفطائر الهولندية، وسكويت جوز الهند الطازج، ونوعاً مختلفاً قليلاً من «الوافل»، إضافة إلى القهوة، إن «معظم زبائني من العرب لأنهم يحبون نكهة جوز الهند، وليس لديهم مانع من تجربة (الوافل) الهولندي بالسكـر يومياً، إذ أحضـر العجينـة وأضعها في الصواني أمام المارة، كي يتعرفوا إلى طريقة التحضير، ويستمتعوا بتناول الأصناف وهي طازجة».
أما دايف المسؤول في أحد الأكشاك الهولندية، فيقدم تحية للمارة بجانب كشكه، إذ يمنحهم قطعة من الملبّس أو التوفي المعروف بـ«جيرسي توفي»، مؤكداً للجميع أن «منتجاته تنحدر من القارة الأوروبية، وليس فقط من بلده هولندا فحسب».
وما بين المصاصات الهولندية الكبيرة، والملبّس بنكهة الورد والفاكهة، إضافة إلى انواع البونبون الملوّن، يشير دايف إلى سعادة المارة عندما يجدون هذه الأنواع التي لا يتوافر معظمها إلا في أوروبا، معرباً عن سعادته بوجوده في القرية العالمية، «فهذا الملتقى جميل ونابض بالحياة، وبما أنها المرة الأولى لي خارج هولندا، فقد تعلمت كثيراً عن الدول العربية والمسلمين من خلال التعامل معهم».
وأضاف دايف: «لقد تغيرت نظرتي تماماً إلى العالم العربي، لما رأيته من حفاوة وكرم في الأخلاق». ويعرض دايف المنتجات الطريقة المألوفة نفسها في أوروبا، إذ تتوسط الحلوى مجموعة من الأواني الخزفية والقطع التذكارية في شكل «القبقاب» الهولندي والطاحونة الهوائية من الماركة الشهيرة «ديلفتس بلو».
وتحمل الأكشاك الهولندية بعداً تراثياً وتصميماً محباً للبيئة يعكس نهج دولة متقدمة حضارياً، يمثلها مجموعة من الشباب الذي يصنّعون أشهر أصناف الحلوى الهولندية. وبما أن أصل التسمية تعني مملكة الأراضي المنخفضة، على الرغم من صغر حجمها، إلا أن هولندا تعد واحدة من أكبر 10 دول في العالم من حيث اقتصادها، وواحدة من أكبر ثلاث دول من حيث الإنتاج الزراعي.