«بربري».. للمرأة أكثر مــن وجه
في عالم المعاطف، لا يمكن التغلب على تلك التي تقدمها دار الأزياء البريطانية العريقة «بربري»، سواء تلك الكلاسيكية والمعروفة باسم معاطف المطر «الترنتش كوت» أو تلك المطورة عنها، بكثير من التعديلات والتغييرات والإضافات والتفاصيل التي جعلت من التجديد تحدياً يواجهه مصممو العلامة في كل موسم، إلا أن الأمر لم يقف عائقاً أمام المدير الإبداعي للدار كريستوفر بايلي.
في مجموعة الدار الأخيرة لخط أزياء «بربري برورزوم» لخريف وشتاء 2013-2014، التي أقيمت أخيراً خلال أسبوع لندن للموضة لخريف وشتاء 2013 للملابس الجاهزة، والتي حملت عنواناً «قبلات الترنتش.. مجموعة كلاسيكيات وكريستين كيلر»، وهو العنوان الذي يصف تحديداً المجموعة بكل ما تحمله من قصات كلاسيكية لمعاطف المطر، حملت لمسات تطوير وإضافات مغوية وجريئة، استوحاها من الشخصية البريطانية التي اشتهرت في مطلع ستينات القرن الماضي، كريستين كيلر، تلك الفتاة اللعوب، التي أطاحت بوزير الحرب البريطاني آنذاك جون بروفيومو، بعد أن تسببت علاقتهما التي اشتهرت وعرفت بـ«علاقة بروفيومو» في استقالته من منصبه، خصوصاً أنها كانت على علاقتين أخريين في الوقت ذاته مع كل من تاجر مخدرات، وجاسوس روسي، ما حولها من مجرد فتاة جذابة وشقية في أعين المجتمع البريطاني إلى أخرى لعوب، مغوية وغامضة، وهي الصفات التي تحملها المجموعة التي حملت القصات الكلاسيكية للعلامة من ستينات القرن الماضي، بلمسة تلاعب مستوحاة من صفات كيلر المغوية.
تمرد
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط. |
قال بايلي قبيل العرض، «لقد أحببت تلك الفكرة خلف المجموعة التاريخية والثابتة ذات القوام الواضح والكلاسيكي، التي تتواجه في الوقت ذاته مع الكثير من المرح، والشقاوة، والغواية، لعالم متمرد»، ما عنى التلاعب بالبصمات المعروفة لمعاطف المطر التي عرفت بها الدار، مع اعتماد ألوان واضحة ومعروفة من الأسود والأبيض، والرملي، والأحمر النبيذي، والكثير من اللمسات الإضافية المطورة، من بتلات وطبقات من المطاط الخفيف المزين بلمسات معدنية، وتزيينات بارزة ذات ألوان معدنية لماعة، والكثير من الفساتين والقمصان والتنانير الكلاسيكية، ذات القصة الضيقة الواصلة أسفل الركبة، وكانت النتيجة الخروج بمجموعة كلاسيكية بالكم الكافي من التلاعب المعاصر.
قلوب
امرأة بايلي لهذا الموسم، لها وجهان، أحدهما بريء ومحبوب، والآخر شقي ومغوي بكثير من الغموض الهادئ، وهو ما يبدو واضحاً على الكثير من الأفكار التي قدمها، من خلال طبعات القلوب الصغيرة البريئة التي تزينت بها القمصان والفساتين عالية الرقبة والمغلقة ما يوحي بالنعومة والهدوء، إلا أنها تتحول إلى أخرى مغوية مع الخامات الشفافة، مثل فكرة السروال الداخلي المزين بالقلوب أسفل تنورة ضيقة تغطي الركبة من القماش البني الشفاف الكاشف عما أسفله، وهي التنانير الشفافة من المطاط الشفاف والناعم الذي بدا أقرب في شكله إلى البلاستيك، والتي اتخذت ألوانا أخرى مثل الأحمر الماروني أو النبيذي.
لم يكتفِ المصمم بتزيين الفساتين بالقلوب فقط، بل تزينت قطع أخرى بطبعة القلوب الطفولية، مثل المعاطف، والقمصان والفساتين، والسراويل الداخلية، بالإضافة إلى الحقائب الكبيرة والصغيرة من اللونين البني الفاتح الرملي، والبني الداكن، وهي القلوب التي زينت الجلود ذات الوبر الطويل الناعم، والتي يمكن حملها بطرق مختلفة، تميزت بتصميمها شديد الأناقة، والعملية.
مطاط
على الرغم من الشكل شديد المعاصرة الذي يوحي به الطابع الشفاف للقماش المطاطي الخفيف، إلا أن بايلي استطاع الموازنة بين فكرة القماش المعاصر والصناعي، واعتماد القصات الكلاسيكية ذات الخطوط الواضحة والناعمة من دون مبالغة أو إفراط في استغلال الفكرة، معتمداً قصات تنانير ضيقة تعرف باسم «بينسل سكيرت» تصل إلى أسفل الركبة، ومعاطف مطر عريضة بخطوط مستقيمة وواضحة، وأخرى ضيقة بدرجتين من اللون البني الداكن والرملي، معتمداً قصة الجيوب وطبقتي الكتف والصدر الجانبية، مع الكثير من الأزرار البارزة والكبيرة، إضافة إلى فساتين بالقصة الكلاسيكية الضيقة والمستقيمة الواصلة أسفل الركبة، من دون أكمام مزينة بأحزمة معدنية ذهبية.
معدن
غلبت فكرة الأحزمة المعدنية الذهبية والفضية على معظم المجموعة، حيث تزينت بها الفساتين، والقمصان والتنانير، والمعاطف السميكة والخفيفة، كما اعتمدت فكرة الأحزمة أيضاً بشكلها الجزئي، حيث ثبتت أجزاء منها على شكل شبه حزام على الجزء الخلفي من المعاطف، بينما اعتمدت القطع المعدنية ذاتها في تزيين أطراف الجيوب، والقليل من اللمسات على الأكتاف أيضاً، وقدم المصمم تلك الأحزمة والقطع المعدنية بأحجام مختلفة منها الرفيع الناعم الذي يطوق كامل الخصر، ومنها العريض الذي تظهر أجزاء مركزية منه في مركز المعطف من الأمام أو الخلف.
كان للمعدن أساليب أخرى لتزيين المجموعة، فلم يعتمد المصمم على الأحزمة المعدنية فقط، بل كان المعدن جزءاً من تفاصيل صغيرة زينت الحقائب أيضاً، من خلال فكرة المسامير النافرة، التي لاتزال موضتها رائجة بين مختلف المصممين، على الرغم من مرور مواسم عديدة عليها، بالإضافة إلى تزيين الحقائب بالحلقات المعدنية المنتشرة على كامل الحقيبة، وعلى الرغم من الكثافة في التزيين، خصوصاً من الجلود المستخدمة مطبعة ووبرية إلا أنها لاتزال داخل نطاق الأنيقة والقابلة للارتداء.
حيوانات
بعيداً عن طبعات القلوب الطفولية على بعض قطع المجموعة، وتلك ذات الخطوط العريضة العرضية التي زينت فساتين وقمصان من التافتا الناعم، اعتمد المصمم مجموعة من الطبعات الحيوانية، مثل طبعات جلد الزرافة، والفهد، والنمر، واعتمد على قطع جلدية وبرية ناعمة استخدمت في الملابس والإكسسوارات.