ثمرة جهد طويل للشقيقين عمر وميثاء الشامسي
«ماما تاني» مقهى عصري بنكهات إمارتية

الشقيقان عمر وميثاء الشامسي قصة نجاح لافتة. تصوير: عبدالله حسن
سعياً إلى إدراج أصناف المطبخ الإماراتي التقليدي ضمن قائمة المقاهي العصرية، ارتأى الشقيقان المواطنان عمر وميثاء الشامسي، العمل على تأسيس مقهى عصري يعكف على تقديم وجبات سريعة قوامها خبز «الخمير» التقليدي.
ويعكف «ماما تاني» المقهى العصري، الذي افتتحه الشقيقان الشامسي، أخيراً، في مركز «التاون سنتر» في دبي، على تقديم «الخمير» بطريقة مغايرة تستثمر طبيعته الجامعة ما بين المذاقين المالح والحلو، وذلك عن طريق حشوه بخلطات مبتكرة.
التسمية يقول مؤسسا المقهى العصري «ماما تاني» الشقيقان ميثاء وعمر الشامسي، إن «سر تسمية المقهى العصري بـ(ماما تاني)، جاء من لقب جدتهما، الذي ابتدعاه إثر تحريفهما نتيجة صغر سنهما لجملة (ماما تانية) باللهجة المصرية، وذلك جراء قيام سيدة مصرية بتعليمهما كيفية التمييز ما بين والدتهما وجدتهما باستخدام جملة (دي ماما تانية)». وشددا الشقيقان الشامسي على أن التسمية جاءت أيضاً «اعتزازاً وتقديراً لدور جدتهما الكبير، التي عكفت على إعداد خبز «الخمير» لهما، إلى جانب باقة منوّعة من المأكولات التقليدية وجعلهما أكثر ارتباطاً وتعلقاً بها. ضرورة يعد وجود المطبخ الإماراتي بين صفوف المطابخ العالمية في المراكز التجارية، بشكلٍ منفرد أو ضمن سلسلة أصناف قوائم المطاعم، مطلباً ضرورياً، بهدف تجسيد الصورة الحقيقية له بمأكولاته ومشروباته المتنوعة، التي يعد إعدادها جزءاً لا يتجزأ من عادات وتقاليد المجتمع الإماراتي والتي ينبغي المحافظة عليها والتوعية بأهميتها. كما يسهم وجود المطبخ الإماراتي في العمل على نشره بين صفوف الأجيال الناشئة التي قد تجهل الكثير عنه، هذا إلى جانب المقيمين والزائرين الذين غالباً ما يتعرفون إليه في المهرجانات والمناسبات الاحتفالية، وفي الأماكن التقليدية المعنية بالجوانب التراثية وتسعى إلى تعزيزها. |
ويحظى «ماما تاني» رغم عمره الزمني القصير الذي لا يتعدى الشهرين، بإقبال كبير خالف بطبيعته التوقعات، حيث غلب عليه العنصر المواطن متمثلاً في مجموعات واسعة من العائلات بنسبة تصل إلى 95٪. ويعد المقهى العصري نتاج عامين ونصف العام من الجهد الحثيث، الذي سخّر فيه الشقيقان الشامسي خبرتهما التجارية والقانونية معاً، الأمر الذي لم يخلو من المصاعب والتحديات التي لم تشكل رغم حجمها أي حجر عثر في طريق قدر ولادة «ماما تاني». جاء دمج الطابعين التقليدي والعصري لـ«ماما تاني»، نتيجة طبيعية لضمان سير خطته المستقبلية الرامية إلى توسيع نطاقه الجغرافي خارج حدود الوطن، أسوة بالمقاهي العصرية المشهورة.
خلطات مبتكرة
قال مؤسسا المقهى العصري «ماما تاني» الشقيقان عمر وميثاء الشامسي لـ«الإمارات اليوم»: «يمثل إدراج أصناف المطبخ الإماراتي التقليدي ضمن قائمة المقاهي العصرية، هاجساً بالنسبة لنا، لاسيما أننا نشهد بشكلٍ جلي غياب هذه الأصناف في المقاهي العصرية التي تحظى بأقبال منقطع النظير، فضلاً عن أننا ولدنا في بيت يحتفي بالمأكولات التقليدية ويعمل على تعزيزها، الأمر الذي دفعنا إلى العمل على تأسيس مقهى عصري يعكف على تقديم وجبات سريعة قوامها خبز (الخمير) التقليدي». وأضافاً أن «المقهى يقدم (الخمير) بطريقة مغايرة تستثمر طبيعته الجامعة بين المذاقين المالح والحلو، وذلك عن طريق حشوه بخلطات مبتكرة، إذ يتم تقديمه على شكل (الساندويتش) المنتشر في المقاهي بشكلٍ كبير، ويعد مطلباً أساسياً لزبائنها».
وتفصيلاً، قالا الشقيقان: «تتمثل الخلطات المبتكرة لساندويتشات خمير (ماما تاني)، في باقة منوعة، ومنها (ساندويش الورد)، الذي يحتوي على قشطة الورد والتين الجاف والفستق، و(ساندويش البيض مع الجبن)، وغيرها من الساندويشات التي تتميز بجمعها بين المالح والحلو».
وأوضحا أنه «لا تقتصر قائمة (ماما تاني) على (الخمير) التقليدي الذي يعد بنكهاته المختلفة الوجبة الأساسية فيه، فحسب، بل تتعداه لتشمل مجموعة أخرى من المأكولات التقليدية التي تدرج ضمن فئة الحلويات كـ(الحلوى العُمانية)، إضافة إلى القهوة التقليدية المعدة بالزعفران والهيل، وشاي (الكرك) المعد بالحليب وبهارات عطرية، ضمن فئة المشروبات التي تضم بدورها مجموعة مبتكرة مستوحاة من المذاقين المحلي والعربي، مثل شراب الورد مع الفستق، وشراب اللوز مع القرفة، وشراب التمر مع العسل».
رضا الزبائن
أكد الشقيقان الشامسي أن «الخلطات المبتكرة لمأكولات المقهى نالت إعجاب مجموعة واسعة من الزبائن، فضلاً عن الحلويات والمشروبات، الأمر الذي شجعنا على التخطيط لابتكار خلطات أخرى سعياً لحصد رضا وإعجاب أكبر».
واعتبرا أن برامج التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«تويتر»، إلى جانب برامج المحادثات لعبت دوراً كبيراً في الترويج للمقهى»، وأوضحا أن «المقهى نتاج عامين ونصف العام من الجهد الحثيث، الذي سخرنا فيه خبرتنا التجارية والقانونية، وفقاً لتخصص كل منا، الأمر الذي لم يخلُ بدوره من المصاعب والتحديات التي نجحنا بإصرار وعزيمة على تحديها». وأضافا: «جاء حرصنا على دمج الطابعين التقليدي والعصري كنتيجة طبيعية لضمان سير خطته المستقبلية، الهادفة إلى توسيع نطاقه الجغرافي خارج حدود الوطن أسوة بالمقاهي العصرية المشهورة».
لا يقتصر تجسيد المقهى العصري لطبيعة البيئة الإماراتية على باقة المأكولات والمشروبات التقليدية أنموذجاً مميزاً فيها، بل تتعداه لتشمل الترابط والتلاحم بين أفراده، الأمر الذي ينعكس في حرص مؤسسيه عمر وميثاء الشامسي على استيراد المنتجات المحلية كالعسل الطبيعي، ودعم الكوادر المواطنة المميزة، ومنها المواطنات اللاتي يعكفن على إعداد المأكولات المختلفة كالحلويات.
ديكور محلي
يقف الديكور المميز لـ«ماما تاني» أبرز مثال على حرص مؤسسيه على دعم الكوادر المواطنة المميزة، حيث وقع الاختيار بعد عملية بحث طويلة على مصمم الأثاث الإماراتي خالد الشعفار، الذي نجح بفضل خبرته في المجال على تمثيل هدف المقهى في الجمع ما بين الطابعين التقليدي والمعاصر.
وينعكس الطابع التقليدي للشعفار في مجموعة التصاميم المستوحاة من البيئة الإماراتية التقليديـة التي ترتبط بالمأكولات التقليدية متمثلة في «السرود»، وهو سفرة الطعام المصنوعة من «سعف النخيل»، ويعد العلامة التجارية لـ«ماما تاني»، وأخرى تتعلق بالأزياء الإماراتيـة تتجسد نموذجاً من أزيائها والقطـع المستخدمـة فيها، فضلاً عن «الكجيجه» التي تستخدم لصنع أحد أبرز الخيوط التي تزين الأزياء النسائية التقليدية وهو «التلي»، الذي حرص الآخر على إبرازه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news