من الأفضل الاستغناء عن قيادة السيارة في حال أعراض الحساسية الشديدة. د.ب.أ

حساسية حبوب اللقاح تهدد أمان القيادة

مع قدوم فصل الربيع تزداد معاناة مرضى حساسية حبوب اللقاح؛ إذ تنتابهم نوبات الرشح والعطس وضيق التنفس. وإضافة إلى هذه المتاعب الجسدية قد تتسبب حساسية حبوب اللقاح في تعرض المرضى لمخاطر أثناء القيادة تهدد سلامتهم؛ كونها تشتت انتباههم وتحد من تركيزهم. وباتخاذ بعض التدابير البسيطة يمكن للمرضى الاستمتاع بنسمات الربيع على متن سياراتهم بأمان تام.

ويقول البروفيسور توماس فوكس من كلية الطب بجامعة غوتينغن الألمانية، إن المصابين بحساسية ضد حبوب اللقاح يمثلون خطراً على المواصلات يستهان به كثيراً، فعندما تسيل أنف سائق السيارة، فإنه يبحث عن منديل وينحني أثناء هذا البحث، ما يتسبب في فقدانه التركيز أثناء القيادة.

وأشار فوكس، عضو مجلس إدارة الرابطة الألمانية لأطباء الحساسية، إلى أن أعراض الحساسية ضد حبوب اللقاح مثل العطس ودمع العين وضيق التنفس وانسداد الأنف تحد من انتباه سائق السيارة كثيراً، ما يجعله يسير مسافة ما دون السيطرة على سيارته.

فقدان التركيز

يؤكد البروفيسور تورستن تسوبربير من المؤسسة الأوروبية لأبحاث الحساسية بالعاصمة الألمانية برلين، أن العطس ليس وحده المشكلة، موضحاً أن «أعراض الحساسية ضد حبوب اللقاح تشبه أعراض نزلات البرد، منها الإنهاك وقلة التركيز». وعن خطورة ذلك يقول تسوبربير «هذه الأعراض يمكن أن تؤدي إلى دخول السائق في غفوة لمدة ثوان معدودة، الأمر الذي يجعل الأنشطة الروتينية مثل قيادة السيارة أمراً بالغ الخطورة».

ويؤكد البروفيسور الألماني تسوبربير أن المصاب بحساسية ضد حبوب اللقاح يستطيع من حيث المبدأ قيادة السيارة بشكل طبيعي، طالما أنه يتعاطى الأدوية الصحيحة، موضحاً «هذه الحالة تشبه حالة مرضى السكري: فإذا لم يأخذ هؤلاء المصابون الدواء المناسب، فربما يصاب بالإغماء، ما يمثل خطورة عند قيادة السيارة».

لذا شدد تسوبربير على ضرورة أن يأخذ الإنسان إصابته بالحساسية على محمل الجد، وأن يتناول الأدوية اللازمة، مستدركاً «لكن هناك أدوية قديمة تباع دون استشارة الطبيب وتصيب بالإعياء ولها تأثير مشابه لتأثير الكحول، ما يحد من كفاءة القيادة». لذلك نصح تسوبربير باستشارة الطبيب أو الصيدلاني وتناول الأدوية الحديثة.

وينصح البروفيسور فوكس مرضى الحساسية ضد حبوب اللقاح باستشارة طبيب مختص لإدراك حقيقة متاعبه؛ إذ يستطيع الطبيب المختص من خلال إجراء اختبار لحساسية الجلد وتحليل للدم وغير ذلك من اختبارات الحساسية، تحديد العلاج المناسب لكل حالة.

العلاج المناعي

أشار فوكس إلى أنه جانب العلاج الدوائي، هناك طريقة علاج أخرى تُعرف باسم العلاج المناعي؛ إذ يتم حقن المريض بالمواد المسببة للحساسية ليعتاد جسمه عليها تدريجياً، الأمر الذي يحد من رد فعل الجسم تجاه هذه المواد بشكل دائم.

وإلى جانب العلاج الطبي، أكدت أنيا شفالفنبيرغ من الجمعية الألمانية لعلاج الحساسية والربو بمدينة مونشينغلادباخ، أنه يمكن لمرضى الحساسية اتخاذ بعض التدابير التقنية التي من شأنها تقليل فرص تعرضهم لحبوب اللقاح أثناء القيادة، مثل تركيب فلتر لحبوب اللقاح في جهاز تهوية السيارة.

وأضافت الخبيرة الألمانية أن «السيارات الحديثة تأتي مُجهزة بهذا الفلتر بالفعل، كما يمكن تركيب هذا الفلتر في السيارات القديمة أيضاً»، مؤكدة ضرورة تغيير هذا الفلتر سنويًا، معللة ذلك بقولها، إن «العمر الافتراضي لهذه الفلاتر محدود بسبب انسداده بفعل الجسيمات الكثيرة التي تدخل فيه». كما أوصت شفالفنبيرغ بتنظيف مبخر مكيف الهواء بالسيارة والمنطقة المحيطة بالفلتر عند عمل صيانة للجهاز بشكل منتظم.

ونظراً لأن مرضى حساسية حبوب اللقاح يكونون حساسين للضوء بصفة خاصة، فينصح البروفيسور تسوبربير المرضى باصطحاب نظارة شمسية معهم دائماً عند القيادة؛ لأن التعرض المفاجئ للإبهار بفعل أشعة الشمس قد يحفز نوبات العطس، خصوصاً أن الشمس تكون قريبة من الأرض في فصل الربيع، ذروة موسم حبوب اللقاح.

وشددت شفالفنبيرغ على ضرورة غلق نوافذ السيارة أثناء القيادة لمنع حبوب اللقاح من دخول السيارة، لذلك فإنه يحظر على المصابين بحساسية ضد حبوب اللقاح قيادة السيارات الكابريو المكشوفة.

وبشكل عام أكدت شفالفنبيرغ أن من الأفضل الاستغناء عن قيادة السيارة في حالة أعراض الحساسية الشديدة، واللجوء إلى وسائل المواصلات العامة، أو تكليف شخص آخر بقيادة السيارة، وأضافت «أما إذا اشتدت الحساسية على الإنسان أثناء قيادة السيارة، فليس أمامه سوى التوقف على يمين الطريق والانتظار حتى يستعيد قدرته على القيادة».

الأكثر مشاركة