سالم القاسمي وعبدالله العويس خلال افتتاح المعرض. من المصدر

‬4 قصص يرويها معرض أثري في الــشارقة

يروي معرض «آثارنا تحكي تاريخنا» في الشارقة أربع قصص حول قدم الوجود البشري، ومعتقدات القدماء حول الحياة والموت، والقوافل التجارية، والعلاقات مع الحضارات المتعددة.

وأكد الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي، مدير مكتب سموّ الحاكم، الذي افتتح المعرض، أمس، أهمية دور أبناء الإمارات في العناية بإرثها الحضاري، ممثلاً في آثارها التي ينبغي الحفاظ عليها للأجيال المقبلة. كما أشاد بدور كل من إدارة متاحف الشارقة، ومتحف الشارقة للآثار في إبراز أهمية الآثار وما تحمله من قيمة تاريخية ثمينة. ويضم المعرض الذي تقيمه إدارة متاحف الشارقة في قاعة المعارض المؤقتة في متحف الشارقة للآثار، بالتعاون مع إدارة الآثار بالشارقة التابعة لدائرة الثقافة والإعلام، ‬115 قطعة نادرة، ويستمر لغاية السابع من أكتوبر المقبل، بمناسبة الذكرى الـ‬20 لتأسيس متحف الشارقة للآثار وانطلاق أعمال بعثة التنقيب المحلية والتي بدأت منذ عام ‬1993. وأصدرت إدارة المتاحف كتاب «آثار الشارقة تروي تاريخها» للباحث خالد حسين، في المناسبة. واستمع الشيخ سالم القاسمي لشرح مفصل من مدير إدارة الآثار، الدكتور صباح جاسم، حول المقتنيات المختلفة خلال جولته التفقدية في المعرض، التي رافقه فيها رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، عبدالله محمد العويس، ومدير عام إدارة متاحف الشارقة، منال عطايا، ومدير الشؤون التنفيذية في إدارة المتاحف، عائشة ديماس، وأمين عام متحف الشارقة للآثار، ناصر الدرمكي.

وقالت منال عطايا إن «المعرض الافتتاحي الذي يقام في الصالة الجديدة للمعارض المؤقتة يمثل فرصة لا مثيل لها للباحثين والجمهور لدراسة الاكتشافات الأثرية في الشارقة، من خلال أربع قصص تستكشف التاريخ القديم للمستوطنات البشرية في الشارقة، والمعتقدات حول الحياة والموت، وتاريخ الشارقة التجاري وكفاح سكانها القدماء من أجل البقاء».

وقال ناصر الدرمكي إن «إدارة متاحف الشارقة ممثلة بمتحف الشارقة للآثار عهدت بتقديم مادة تاريخية مهمة لزورها من الباحثين والمهتمين بمجال التنقيب والآثار عن تاريخ الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقـة بشكل خاص، حيث يعد هذا المعرض أول معرض تخصصي يستضيفه متحف الشارقة للآثار».

ومن أبرز المكتشفات الأثرية التي تعرض للمرة الأولى: مصب برونزي على شكل رأس حصان عثر عليه في منطقة مليحة، ويعتقد أنه يعود لعام ‬150م، وجرة أمفورا مستوردة ذات تزجيج أصفر مع رقبة طويلة ومقبضين طويلين، وجدت مدفونة في مدفن في مدينة دبا عام ‬2004 وتعود لعام ‬100م، أو ما يعرف بالفترة الهلينيستية، ويعرض كذلك مشط فريد من العاج عثر عليه أيضاً في دبا وتظهر فيه تأثيرات هندية واضحة في الزخرفة، وقطعة مشغولة من العظم في مدينة دبا يعتقد أنها تعود للفترة بين القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي نُقشت عليها رسوم تجريدية تظهر ما يشبه وجهاً بشرياً.

ومن خلال القصص المثيرة عن الآثار المعروضة، تبين أولى القصص قدم الوجود البشري في الشارقة الذي أكدته مكتشفات جبل الفاية من الأدوات الصوانية المقدر عمرها بما يزيد على ‬120 ألف عام، ما غير كثيراً من المفاهيم السابقـة عـن موعد هجرة البشر الحديثـة من إفريقيا إلى الجزيرة العربية.

أما القصة الثانية فتوضح لنا جانباً من معتقدات سكان الشارقـة القدماء حول الحياة والموت، وما اعتقدوه من وجود حياة أخرى استلزمت في نظرهم دفن كثير من أغراضهم الشخصية الأثيرة في القبور، وتشمل «الأواني المعدنيـة والحجرية المميزة وكذلك الحلي والفخار المستورد من حضارات وبلدان متعددة».

والقصة الثالثة عن القوافل التجارية عبر الثقافات المختلفة قبيل الميلاد، من خلال آثار مليحة، محطة القوافل المهمة في عصر اللبان والبخور القادم من اليمن. أما القصة الرابعة فترويها آثار دبا الحصن عن كفاح سكان المنطقة مطلع الميلاد، وكيف استطاعوا نسج صلات واسعة مع قوس عريض من البلدان والحضارات يمتد من الهند في الشرق وحتى مدن البحر الأبيض المتوسط في الغرب.

الأكثر مشاركة