قياس «الكوليسترول» بانتظام يقي من الأمراض
أوصى الطبيب الألماني آخيم فايتسل بقياس نسبة الكوليسترول بالدم بانتظام؛ إذ يمكن بذلك الوقاية من العديد من الأمراض، كأمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
وأوضح فايتسل، رئيس الجمعية الألمانية لمكافحة اضطرابات التمثيل الغذائي للدهون والأمراض الناتجة عنها بمدينة ميونيخ، أن زيادة نسبة الكوليسترول بالدم تُعد من عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إلى جانب العوامل الأخرى كالتدخين وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن والإصابة بالسكري.
ولقياس نسبة الكوليسترول بالدم، أوضح الطبيب الألماني أنه يكفي أخذ قطرة دم من الوريد لدى الطبيب المختص، لافتاً إلى أنه يتم أخذ هذه القطرة من الإصبع عند إجراء الاختبار على الأجهزة الموجودة في الصيدليات.
وشددّ فايتسل على ضرورة ألا يتم الاهتمام بمعرفة نسبة الكوليسترول العامة فحسب، إنما يجب أيضاً قياس نسبة الكوليسترول مرتفع الكثافة المفيد للجسم وكذلك نسبة الكوليسترول منخفض الكثافة الضار أثناء إجراء هذا التحليل.
ورغم أن الكوليسترول يُعد المكوّن الأساسي للجسم ولكل الأنسجة الموجودة به، إلا أن زيادة نسبة الكوليسترول الضار بالدم يُمكن أن تؤدي إلى ضيق الأوعية الدموية على نحو خطر، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالأزمات القلبية أو السكتات الدماغية، لذا شددّ الطبيب الألماني فايتسل على ضرورة أن تظل نسبة هذه النوعية من الكوليسترول منخفضة قدر الإمكان، موضحاً «يُقدر المعدل الطبيعي لنسبة الكوليسترول الضار بالدم لدى الأشخاص غير المعرضين لعوامل خطورة أخرى كالإصابة بالسكري أو ارتفاع ضغط الدم بـ160 ملليغراماً لكل 100 ملليليتر من الدم أو أقل».
أما عن الكوليسترول المفيد للجسم، فأفاد فايتسل بأنه يُساعد على الوقاية من تصلب الشرايين من خلال تصريف كميات الكوليسترول الفائضة إلى خارج الجسم؛ لذا ينبغي ألا تقل نسبة هذا الكوليسترول بالجسم عن 45 ملليغراماً لكل 100 مليليتر من الدم.
وكي يتم خفض نسبة الكوليسترول الضار بالدم، أوصى فايتسل باتباع أسلوب حياة صحي، عبر إنقاص الوزن وزيادة معدل ممارسة الأنشطة الحركية واتباع النظام الغذائي لمطبخ البحر المتوسط، الذي يتميز بالإقلال من الدهون والإكثار من الألياف الغذائية والخضراوات والفواكه، ويشتمل أيضاً على نوعية الزيوت الصحية كزيت الزيتون ويتم خلاله تناول الأسماك مرتين أسبوعياً.
وإذا لم تثمر هذه الوسائل عن نتائج إيجابية، فينصح فايتسل حينئذ بأنه لن يُمكن خفض نسبة الكوليسترول في الدم في هذا الوقت إلا عن طريق الأدوية، لافتاً إلى أن ذلك لا يحدث سوى لواحد فقط من كل 500 شخص وهم غالباً الأشخاص الذين يعانون ارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم المرتبط بخصائص وراثية. ومن هنا يُمكن التأكيد أن تغيير أسلوب الحياة هو الحل الأمثل لخفض نسبة الكوليسترول بالدم.
وأردف الطبيب الألماني أنه يكفي قياس نسبة الكوليسترول بالدم لدى الأشخاص الأصحاء، الذين يتمتعون بمعدلات طبيعية، كل عام أو عامين، بينما ينبغي على الآخرين إجراء هذا الاختبار كل ثلاثة أشهر؛ إذ يُمكن أن تسهم زيادة معدل الأنشطة الحركية في تحسن نسب الكوليسترول المفيد للجسم.