«تعليب رائحة الصيف».. أحدث أنفاس العطور
تتسم مهنة صناع العطور بالصعوبة، إذ يتوجب عليهم تعبئة الصيف في قنينات تفوح منها روائح الزهور والأعشاب والأخشاب والانتعاش والبهجة، وتتوافر أحدث تشكيلات العطور الرجالية والنسائية في الأسواق حالياً، ويَعد صناعها بأن تفوح منها تلك الروائح.
ويقول المدير التنفيذي لاتحاد شركات توزيع مستحضرات التجميل الألمانية في العاصمة برلين، مارتن روبمان، «تطغى الإبداعات التي تصطبغ بالطابع الرياضي المنعش على العطور الرجالية». وقد تم إثراء العطور الرجالية بروائح التوابل والأخشاب الفاخرة، مثل عطر «بوس اورانج مان»، الذي يُعد نظيراً للعطر الحريمي «بوس أورانج وومن» الذي تم إطلاقه بالفعل. ويعتمد هذا العطر على خُلاصة رائحة خشب البوبنجا، وقد تم إثراؤه بعطر الفانيليا والتفاح الطازج والبخور. ويُعد هذا العطر أحد الأنواع القليلة التي سيتم طرحها في الأسواق للرجال هذا الصيف، إذ إن كثيراً من الشركات المنتجة لا ترغب ـ على حد قولها ـ في إبداع عطور جديدة إلا في فصل الخريف.
ويختلف الأمر بالنسبة للنساء، حيث ستحل التركيبات التي تجمع بين روائح الزهور والفواكه محل عطورهن الشتوية الغنية كثيراً، فعطرها ذو اللون الوردي رائحة ندى الصباح المتجمع على الورد والأزهار المقطوفة.
وتتشكل روح العطر ذو اللون الأخضر من روائح التفاح وأزهار الكمثرى ونكتار المانغو، بينما يستمد عبقه الزهري من روائح زنبق الوادي والبنفسج والفاوانيا. كما تعول الشركة المنتجة لعطر مثل « هابي إن بلوم» على انتعاش الفواكه، حيث يمزج العطر بين روائح الفريزيا والميموزا والعنبر والبرقوق الأصفر.
وقد أبدعت شركة أخرى عطراً يناسب كلا الجنسين، ويلائم كل إحساس، وبدلاً من التقسيم الكلاسيكي لأنواع العطور (منعش، ذو نكهة توابل، شرقي)، تحمل العطور هنا أسماء مثل «حرية»، «حب»، «بهجة»، وأوضحت الشركة أن أسماء هذه العطور، المناسبة للرجال والنساء على حد سواء، تدور في فلك المشاعر والأحاسيس من قبيل الحب والشجاعة والسعادة.
وفي أيام الصيف الحارة يُعد «إسبراي» الجسم مناسباً أكثر من العطر، لأنه يكون أخف، وبينما يضع المرء قطرتين أو ثلاثاً على الأكثر من العطر أو من ماء التواليت، يمكن بخ «إسبراي» الجسم على مساحة كبيرة، على سبيل المثال على الشعر أو مؤخرة العنق أو الذراعين أو ثنية الركبة. وبذلك لا تظل رائحة العطر النفاذة عالقة في الأنف طوال الوقت، ولكن سيتمكن الآخرون من استنشاق عبيرها بوضوح.
وفي المعتاد تمتاز العطور الصيفية بأنها خفيفة ومنعشة، لذا كثيراً ما تقوم الشركات بإنعاش عطورها الكلاسيكية خصيصاً لفصل الصيف، حيث قامت ماركة «جل ساندر» بإنعاش عطرها الكلاسيكي «صن» خصيصاً لهذا الموسم، وتوفر الطبقة العليا من العطر المكونة من البرغموت وقشر الليمون والجريب فروت واجهة تتسم بطابع عُشبي منعش. وبالمثل تطرح ماركة «هلفغر» إصداراً محدوداً من عطرها الكلاسيكي «تومي جيرل»، وأوضحت الشركة أن الإصدار المحدود يمنح مقتنيه شعوراً بالانتعاش والنداوة بفضل اعتماده على عطر أزهار الماغنوليا الممزوج بدرجات مائية.
ويسود عالم العطور الاتجاه إلى تطوير العطور غير التقليدية، والتي لا ترضي بالضرورة ذوق السواد الأعظم من العملاء، لهذا الغرض كثيراً ما تتم الاستعانة بمنتجات حيوية عالية القيمة، حيث تولي الشركات أهمية كبيرة للمكونات الطبيعية بدلاً من المكونات التخليقية الكثيرة، وتمتاز هذه النوعية من العطور باختلاف عبيرها من بشرة إلى أخرى، لكنها تكون في الوقت نفسه باهظة الثمن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news