يحلم بقيادة الطائرات العملاقة وتدريب الطيارين المواطنين

طيار إماراتي يتفوّق على زملائه الأجانب

البدواوي: طموحي لا حدود له. تصوير: إريك أرازاس

لم يكن حصول المواطن الكابتن طيار خالد حميد البدواوي، على المركز الأول على دفعته التي تخرجت العام الجاري، في أكاديمية «أفق للطيران»، التابعة لـ«الاتحاد للطيران»، في العين مفاجئاً للآخرين، الذين يعرفون مهاراته الكثيرة، وقدرته على مواجهة أصعب التحديات.

خاض خالد البدواوي تدريباً مكثفاً في الأكاديمية، مدة ‬17 شهراً، تمكن خلالها من الطيران بنجاح ‬350 ساعة، كما درس ‬28 مادة تتعلق بالطيران وتفوق فيها، فاحتل المركز الأول متفوقاً على بقية دفعته من الطيارين العرب والأجانب.

البدواوي قال لـ«الإمارات اليوم»، إن «طموحه في مجال الطيران بلا حدود، وإنه يطمح إلى أن يقود الطائرات العملاقة قريباً، وأن يحصل على أعلى رخص الطيران في العالم، وأن يقوم ـ بعد فترة من الزمن ـ بتدريب الطيارين، خصوصاً الإماراتيين، على الطيران على أحدث الطائرات»، مؤكداً أن الطيارين المواطنين يتمتعون بكفاءة عالية، تماثل كفاءة أمهر الطيارين الأجانب، إن لم تتفوق عليها في أحيان كثيرة، كاشفاً أن أمنيته ـ منذ الصغر ـ أن يصبح طياراً، وأنه كان يتحين الفرصة والسنّ دائماً، لتحقيق حلمه.

وأضاف البدواوي «حصلت على بكالوريوس إدارة واقتصاد من جامعة الإمارات في العين، عام ‬2010، وعندما سمعت عن برنامج (الاتحاد للطيران) للطيارين المتدربين، أسرعت إلى التقدم إليه، وبعد اختبارات صعبة دامت أربعة أشهر، تم قبولي في البرنامج، ضمن ‬22 متقدماً فقط، بعد استبعاد أكثر من ‬120 متدرباً آخرين، فشلوا في اجتياز الاختبارات التمهيدية، موضحاً أن هذه الاختبارات تتعلق بالمعلومات العامة، وقياس الذكاء والمهارات الخاصة، التي يتطلبها الطيران مثل القدرة على حل المشكلات الطارئة، ومواجهة المواقف الصعبة، إلى جانب بعض الاختبارات النفسية. وقال البدواوي إن البرنامج التدريبي، الذي وضعته الأكاديمية، يستغرق عادة ‬18 شهراً متواصلة، لكن نظراً للكفاءة العالية للمتدربين تم الانتهاء منه في ‬17 شهراً فقط.

وأوضح أن «البرنامج ينقسم إلى جزأين، هما دراسة عملية للتدريب على الطيران، تمكنت خلالها من الطيران بنجاح ‬350 ساعة، فضلاً عن دراسة نظرية للطيران تتضمن دراسة ‬28 مادة، من بينها ‬14 مادة يتم تدريسها عالمياً بكليات الطيران في العالم، بجـــانب ‬14 مادة أخرى أضافتها أكاديمية (أفق للطيران)، لضمــــان التحقق من ارتفاع كفاءة الطيارين، وترتبط المـــواد جميعها بقوانين الطيران، وخطط رحلات الطيران، وتصميم جسم الطائرة والتعامــل مع الأجهزة فيها، ومواجهة حــالات الطقس السيئ، إلى جانب كيفية اجتيــاز الضغــوط النفسية، والتعامل مع الطيارين القــدامى ذوي الخــبرات العالية، للوصول إلى مستويات مهارية عالية في أقل فترة ممكنة.

وقال البدواوي إنه بعد أن حصل على المركز الأول على الدفعة كلها، متفوقاً على الطيارين الآخرين، بمن فيهم الطيارون الأجانب، فإن طموحه لا حدود له، مضيفاً «أطمح إلى قيادة الطائرات العملاقة، مثل (إيرباص) من طراز إيه ‬380، والحصول على رخصة طيار (إيه تي بي إل)، التي تعد أعلى رخصة طيران في العالم، وتتطلب أموراً محددة مثل الطيران ‬1500 ساعة، كما أتمنى بعد ذلك في مرحلة لاحقة أن أدرب الأجيال الجديدة من الطيارين، خصوصاً المواطنين، على فنون الطيران.

وأوضح أن «عائلته وأصدقاءه شجعوه على دخول مجال الطيران، وتوقعوا نجاحه فيه، لمعرفتهم بمدى حبه لمواجهة التحديات الصعبة وروح المغامرة، والعزيمة والإصرار على النجاح».

وحول أصعب اللحظات التي مر بها خلال الطيران، قال إنه لم يشعر أبداً بأن هناك لحظات صعبة تواجهه، موضحاً أن البرنامج التدريبي على مستوى عال، ويتيح مواجهة أصعب اللحظات، واتخاذ القرارات الصعبة بسهولة، ودون خوف، مضيفاً أيضاً أن البرنامج الخاص بالطيران ساعده في حياته الخاصة كثيراً، لأنه يساعد على التعامل مع المشكلات وتفسيرها بشكل سليم، والتعامل مع أي ضغوط مفاجئة بهدوء وثقة، واختيار القرارات السليمة.

ويؤكد البدواوي أن الطيارين من المواطنين على كفاءة عالية تماثل كفاءة أمهر الطيارين إن لم تتفوق عليها في أحيان كثيرة، متوقعاً أن الطيارين الإماراتيين يستطيعون ـ بعد سنوات ـ قيادة قطاع الطيران في الدولة بكفاءة عالية، ونجاح في مواجهة أصعب التحديات.

تويتر