«سكراب شوب».. 4 طالبـــات مشغولات بإعادة التدوير
جمعهن حب الفن وإدارة الأعمال وهن مازلن طالبات على مقاعد الدراسة الجامعية، فارتأين القيام بمشروع يجمع بينهن، الأمر الذي أسفر عن تنفيذ باقة منوعة من التصاميم التي تتغنى بفن «الكولاج» الفرنسي، تحت عنوان «سكراب شوب».
الطالبات أمل أحمد وشمة الطاهري وشمة الحليان وعلياء أهلي، من جامعة زايد، عكفن عن طريق «سكراب شوب»، على إعداد باقة منوعة من تصاميم «الكولاج» التي تعنى بإعادة التدوير، وتتوزع بين تزيين إكسسوارات وأوانٍ منزلية وبطاقات دعوة ولوحات فنية وهدايا تذكارية وغيرها.
تصوير: شيماء هناوي
تحرير الفيديو: ميثم الأنباري
وتحرص الصديقات الأربع على الترويج لمنتجات «سكراب شوب»، وتسويقها بين صفوف الزبائن الذين يستهويهم اقتناء المنتجات المميزة، وعليه اتجهن أخيراً إلى بوابة «مسابقة التاجر الصغير»، التي نجحن من خلالها في استقطاب شريحة واسعة من الزبائن، والظفر في الوقت نفسه بجائزة أفضل 100 مشروع مشارك لتشهد بذلك بدايته التي لا تزيد على الشهر.
قالت الطالبة أمل أحمد «دفعني حب الفن، وتحديداً (الكولاج) الذي أتقنه أنا وصديقاتي منذ سنوات طويلة، إلى جانب إدارة الأعمال، إلى التفكير في القيام بمشروعٍ يجمع بيننا، الأمر الذي أسفر عن إطلاق (سكراب شوب) الذي يُعنى بتصميم مجموعة واسعة من المنتجات عن طريق اعتماد آلية (الكولاج) وفي الوقت نفسه العمل على الترويج والتسويق لها».
وأضافت «تتمثل منتجات (الكولاج) التي نعكف على إعدادها من خلال (سكراب شوب) منذ ما لا يزيد على الشهر، في باقة منوعة من التصاميم التي تتلاءم وشتى المناسبات، وتتوزع ما بين بطاقات دعوة ولوحات فنية وهدايا تذكارية نقوم بتنفيذها عن طريق استخدام أنواع مختلفة من المواد القابلة لإعادة التدوير».
تصاميم مختلفة
«سكراب شوب».. أصل التسمية جاءت تسمية المشروع «سكراب شوب»، حسب ما قالت الطالبة علياء أهلي، من فكرته القائمة على تصميم باقة منوعة من المنتجات باستخدام فن «الكولاج» الذي يعنى بإعادة التدوير، لاسيما أن كلمة «سكراب» بالمحلية تجسد مفهوم المواد المهملة التي عادةً ما تستخدم في عملية إعادة التدوير التي تجعل منها مواد جديدة قابلة للاستخدام لأغراض مختلفة. أما «الكولاج» (من الفرنسية «كولير» التي تعني لصق)، فهو فن بصري يعتمد على قص ولصق العديد من المواد معاً، وبالتالي تكوين شكلٍ جديد، حيث كان لاستخدام هذه التقنية تأثيره الجذري بين أوساط الرسومات الزيتية في القرن الـ20 نوعاً من الفن التجريدي، أي التطويري الجاد. ونشأ «الكولاج»أو فن لصق القصاصات في البدء في الصين عندما تم اختراع الورق في القرن 200 ق.م تقريباً، ومع ذلك فإن استخدام الكولاج ظل محدوداً حتى القرن الـ10 للميلاد، حين بدأ الخطاطون في اليابان باستعمال مجموعة من القصاصات من الورق ليكتبوا على سطحها إنتاجهم من الشعر. أما في أوروبا، فقد ظهرت تقنية الكولاج في القرون الوسطى خلال القرن الـ13 للميلاد، عندما بدأت الكاتدرائية «قوثيك كاتيدرالز» باستخدام لوحات تصنع من أوراق الأشجار المذهبة والأحجار الكريمة وبعض المعادن الثمينة في اللوحات الدينية. وفي القرن الـ19 للميلاد استخدمت طرق الكولاج أيضاً بين أوساط هواة الأعمال اليدوية للتذكارات مثل استخدامهم لها في تزيين ألبومات الصور والكتب. |
الطالبة شمة الطاهري قالت بدورها إن التصاميم التي يعملن على تنفيذها يدوياً باتباع فن «الكولاج» تتمحور حول إعادة التدوير التي تُعنى بتحويل المخلفات وغيرها من المواد المهملة إلى أشياء قابلة للاستخدام بأشكال منوعة ولأغراض متباينة، لاسيما أن هذا الفن يقوم على قص ولصق العديد من المواد معاً لتنجم عنها أشكال جديدة قد لا تظهر ماهيتها بهيئات مختلفة». وتضيف «نحرص على الاستفادة بشتى الطرق من مختلف المواد المتاحة أمامنا ونعمل على تسخيرها في خدمة هذا الفن لإنتاج تصاميم مختلفة، ومنها الجرائد والأوراق، والإكسسوارات وغيرها الكثير».
وحول التصاميم التي نفذتها الصديقات الأربع في «سكراب شوب» ذكرت الطاهري «نجحنا بمجهود جماعي في تنفيذ مجموعة واسعة من التصاميم ومن أبزرها تزيين أوانٍ وإكسسوارات، وعادةً ما تتوزع تصاميم المشروع ما بين بطاقات دعوة وهدايا تذكارية وهدايا مناسبات، مثل هدايا المواليد وحفلات التخرج، التي نعتمد في تصميمها على استخدام مواد تتلاءم وطبيعتها، فعلى سبيل المثال نستخدم مواد خفيفة ذات ألوان هادئة في تصميم هدايا المواليد، وعلى خلافها في حفلات التخرج التي تقوم أفكارها في الأغلب على قبعة التخرج تتطلب استخدام مواد ذات وزن أكبر. وتتوقف المدة الزمنية التي يستغرقها تنفيذ التصاميم على طبيعتها إذا ما كانت بسيطة أو معقدة وكذلك أسعارها التي غالباً ما تكون في متناول الجميع».
وبينت شمة الحليان أنه نظراً إلى تنوع تصاميم «سكراب شوب»، وتميز فكرته التي تقوم على إعادة التدوير «حرصنا على الترويج لمنتجاته وتسويقها بين صفوف الزبائن الذين يستهويهم اقتناء المنتجات المميزة، وعليه لم نكتف باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تعد أحد أبرز مصادر الترويج والتسويق في وقتنا الحاضر مثل برامج المحادثات في الهواتف، و(الانستاغرام) وغيرها، بل اتجهنا أخيراً إلى (مسابقة التاجر الصغير) التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، برعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، التي نجحنا من خلالها في الظفر بجائزة أفضل 100 مشروع».
ونوهت الطالبة علياء أهلي بأن الدعم الكبير الذي حظي به «سكراب شوب» من إحدى شركات التموين المحلية «لعب دوراً كبيراً في هذا النجاح الذي سيسهم بشكل كبير في الترويج والتسويق لمنتجاته على نطاق أوسع مما هو عليه الآن، الأمر الذي سيعبّد الطريق أمام تحقيقه لخطته المستقبلية، هذا إلى جانب المجهود الكبير الذي بذلته معنا صديقتنا (أمل) التي تعلمنا منها أساسيات هذا الفن في فترة وجيزة».