الشركة اثارت ضجة على الإنترنت. د.ب.أ

حملة ضد شركة ملابس تحجم عن إنتاج المقاسات الكبيرة

انتشر مقطع فيديو على نطاق واسع يهدف إلى تلقين شركة «أبيركرومبي آند فيتش» للملابس درساً قاسياً، في ظل تعرض الشركة لانتقادات لاذعة بسبب إحجامها عن إنتاج المقاسات الكبيرة للنساء البدينات. ويحث الفيديو الناس على التبرع بملابسهم التي تحمل علامة «أبيركرومبي آند فيتش» التجارية للمشردين، في مسعى لإلحاق العار بالشركة كونها تقصر خدماتها على الزبائن ذوي الأجسام النحيفة.

ويأتي مقطع الفيديو، الذي شاهده ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص على موقع «يوتيوب» خلال ثلاثة أيام، عقب تجدد الجدل العام بشأن أسلوب عمل شركة التجزئة المتمثل في عدم إنتاج المقاسات الكبيرة.

وثار الجدل بعد تسليط الضوء مجدداً على التصريح الذي أدلى به الرئيس التنفيذي للشركة في عام ‬2006. ونقل عن مايكل جيفريز قوله إن «أبيركرومبي آند فيتش» لا تلبي إلا احتياجات قاعدة صغيرة من الزبائن ألا وهم أصحاب القوام الرشيق «كوول كيدز».

وقال جيفريز في تصريح لموقع «صالون» الإخباري الأميركي: «بصراحة، نحن نستهدف أصحاب القوام الرشيق.. نستهدف قطاع الشباب الأميركي الجذاب ذوي الأجسام الرائعة ممن لهم الكثير من الأصدقاء.. هل نحن إقصائيون؟! إطلاقاً».

وتسببت التعليقات في إثارة ضجة على شبكة الإنترنت احتجاجاً على اقتصار العلامة التجارية على أصحاب البنية النحيفة وما يصفه بعض النقاد بأنه ترويج لقوام غير صحي. وتجمهر بعض المراهقين أمام أحد المتاجر التابعة للشركة في شيكاغو أول من أمس، حسب ما ذكرت شبكة «إيه.بي.سي نيوز» الإخبارية الأميركية. وحمل أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها: «المساواة الاجتماعية لجميع الأجسام».

بعد ذلك ظهر الفيديو الذي قام بتصويره الكاتب الصحافي جريج كاربر، الذي يحث فيه الناس على التعبير عن احتجاجهم وتغيير صورة العلامة التجارية للشركة من خلال التبرع بملابس «أبيركرومبي آند فيتش» للمشردين.

وقال كاربر في مقطع الفيديو: «لا تريد (أبيركرومبي آند فيتش) أن يرتدي علامتها التجارية سوى نوع معين من الأشخاص.. واليوم سنغير علامتهم التجارية». ويظهر الفيديو كاربر وهو يشتري ملابس تحمل العلامة التجارية من أحد متاجر الملابس المستعملة ويوزعها على المشردين في لوس أنجلوس. ويحث كاربر المشاهدين على جمع ملابس «أبيركرومبي آند فيتش» التي قاموا بشرائها «عن طريق الخطأ» وتقديمها إلى المشردين لإفشال سياسة الشركة في تلبية احتياجات ممشوقي القوام. وتسبب الفيديو وما أثاره من غضب عام في وضع «أبيركرومبي آند فيتش» في موقف الدفاع. وقال جيفريز إن «تصريحاته في عام ‬2006 اقتطعت من سياقها». وأضاف: «يؤسفني بشدة أن اختياري للكلمات قد فسر على أنه إساءة.. نعارض تماماً أي تمييز أو تنمر أو أوصاف مهينة أو أي سلوك آخر غير اجتماعي على أساس العرق أو الجنس أو نوع الجسم أو غيرها من السمات الشخصية». ورغم ذلك، تمسك الرئيس التنفيذي بنموذج أعمال شركته الذي يستهدف مجموعة معينة من الزبائن.

وقال جيفريز إن «إيه آند إف» (أبيركرومبي آند فيتش)، ما هي إلا علامة تجارية طموحة، مثلها مثل معظم العلامات التجارية للملابس الخاصة، تستهدف شريحة معينة من الزبائن. وقوبل مقطع الفيديو الذي بثه كاربر بانتقادات أيضا بسبب تلميحه إلى أن صورة الشركة ستتضرر إذا ارتدى الفقراء ملابسها.

ففي مقال نشر على موقع «فيمنسباير»، كتبت سارة لاكي، إن هذه الحملة تستغل تلك الشريحة من السكان. وكتبت لاكي: «محاولة التعامل بغير وجه حق مع (أبيركرومبي آند فيتش) عن طريق استغلال المشردين وسيلة لتوصيل رسالتك ليس أمراً مضحكاً أو نبيلاً أو مفيداً.. هل سيشعر الأميركيون بوجه عام بالارتياح تجاه استغلال أي أقلية أخرى في إظهار علامة تجارية في صورة سيئة من خلال الربط بين ملابسهم وتلك الأقلية؟». وتأتي هذه الفضيحة بعد أسابيع من إطلاق شركة ملابس كبرى أخرى، وهي«إتش آند إم»، مجموعتها لملابس البحر الصيفية، التي خصصت فيها نموذجاً للمقاسات الكبيرة فقط.

الأكثر مشاركة