دوللي حبال: العلاج النفسي في مجتمعاتنا يرتبط بالجنون
قالت الأخصائية في علم النفس العيادي، الدكتورة دوللي حبال، إن «العلاج النفسي مازال يرتبط في المجتمعات العربية بوصمة عار، إذ يرتبط طلب العلاج النفسي بالجنون، رغم أن الواقع يؤكد أن المجنون هو الإنسان الوحيد الذي لا يطلب العلاج النفسي لأنه لا يعترف ولا يدرك أنه مريض»، لافتة إلى أن كثيرين من الذين يصابون بأعراض المرض النفسي يلجأون للعلاج الروحاني والمشعوذين، باعتبار المرض نوعا من الحسد أو السحر، وعندما تفشل هذه الوسائل يفكرون في العلاج النفسي.
وتحدثت حبال في المحاضرة التي نظمها اتحاد كتاب وادباء الإمارات فرع أبوظبي، مساء أول من أمس، وقدمتها الإعلامية هيفاء الأمين، عن كتابها الأول المشترك مع الإعلامي اللبناني زافين قيومجيان، بعنوان «شاهد على المجتمع»، الذي يتناول قضايا علم النفس وعلم نفس الاجتماع، موضحة أن «الكتاب يعتمد على التجارب الإنسانية بأبعادها المختلفة لمجموعة المشاركين في البرنامج المثير للجدل (سيرة وانفتحت)، الذي قدمه قيومجيان على شاشة تلفزيون المستقبل، ويتضمن شهادات وتجارب عايشها مشاهدو البرنامج وأسهموا من خلالها في كسر حاجز الصمت الذي ضربه المجتمع حول كثير من المشكلات النفسية والجنسية والاجتماعية، ما جعلها بعيدة عن كل تناول علمي ومنهجي، وبالتالي السعي لحلها وتجاوزها». واستعرضت دوللي في المحاضرة التي تحدثت فيها باختصار، بينما تركت معظم الوقت لأسئلة الحضور، فصول الكتاب الأربعة، ومحتويات كل منها.
وتطرقت إلى أهمية موضوع الكتاب، باعتباره رصداً للمجتمع ومشكلاته، وما يتعرض له من قضايا صعبة ومهمشة في مجتمعاتنا قضية العلاج النفسي، وعلم النفس والمشكلات النفسية والجنسية والاجتماعية التي تقع في إطار التهميش والمسكوت عنه في واقع المجتمعات العربية بأسلوب بعيد عن التعقيد النظري والطرح الأكاديمي لنظريات علم النفس وعلم نفس الاجتماع ليتبنى مقاربة تطبيقية تقوم على مناقشة قضايا ومشكلات واقعية من صميم الحياة اليومية في المجتمعات العربية، وما يفرزه ذلك الواقع من أزمات تؤدي بسبب اكراهات الكبت والإقصاء إلى تراكم مشكلات، نفسية واضطرابات على صعيد الشخصية وأنماط سلوكها.
وذكرت أن «الكتاب يستعرض أنواعاً وحالات الأمراض العقلية والنفسية، مثل الوسواس القهري والقلق المرضي العصابي واضطراب ما بعد الصدمة والمرض الوهمي، والأبعاد الاجتماعية للأمراض النفسية مثل الانحرافات الجنسية، والتحرش والاغتصاب والانتحار والجريمة ومشكلات الإدمان، وكذلك قضايا التحسين الذاتي مثل الذكاء الاجتماعي والعاطفي والثقة بالنفس ولغة الجسد والروح القيادية وإدارة الوقت».
وتعمل الدكتورة حبال أخصائية في علم النفس العيادي وتشخيص ومعالجة الأمراض النفسية. كما عملت مستشارة للحلقات المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية في برنامج «سيرة وانفتحت» بين عامي 2003 و2012. وورد اسمها في بيوغرافيا مشاهير الطب النفسي (الطبعة الثانية 2007)، وفي المركز البيوغرافي الدولي، كامبردج ـ إنجلترا (قائمة الأشخاص المثقفين المتميزين في الـ21).
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news