حمى الضنك لم تعد مرض البلدان الفقيرة

ينتظر أن يقوم مسؤولو الصحة في الولايات المتحدة وأوروبا بزيارة قريبة لدول جنوب شرق آسيا، للاطلاع على أحدث الوسائل الفعالة في مكافحة حمى الضنك، التي عادة ما ينظر إليها على أنها مرض خاص بالبلدان الفقيرة. وقد تم الإبلاغ عن تفشي حمى الضنك في ماديرا بالبرتغال بداية العام الجاري، بعدما سجلت حالات في مدينة نيس الفرنسية عام ‬2010.

كما تم الإبلاغ أيضاً في عام ‬2010 عن العديد من حالات الإصابة المحلية بحمى الضنك في ميامي بولاية فلوريدا الأميركية، وقد كانت المرة الأولى منذ خمسة عقود.

وقال الخبير في حمى الضنك، وأستاذ الطب الاستوائي بجامعة ماهيدول بتايلاند، براتاب سينجاسيفانون، «ربما يكون التغير المناخي مسؤولاً عن ذلك، ولكن في أي مكان يكون الطقس أكثر دفئاً، ستتمكن بعوضة (آييدس إجيبتاي) من نقل فيروس حمى الضنك بصورة اكبر».

وكان لمنطقة جنوب شرق آسيا الدافئة نصيب كبير من حالات حمى الضنك بين أنحاء العالم الأخرى، حيث يصل الفيروس إلى ذروته عادة خلال موسم الأمطار. وكان هذا الأمر يمثل تحدياً في مجال الصحة، ونال أولوية لعقود مضت، ولم يكن هذا العام استثناء، ففي تايلاند تلقى ‬39 ألفاً و‬29 شخصاً العلاج من حمى الضنك منذ بداية العام حتى الرابع من يونيو الجاري، وهو مايمثل قفزة بمقدار ثلاثة أمثال، مقارنة بالفترة نفسها من عام ‬2012، وقد لقي ‬44 شخصا على الاقل حتفهم.

ويميل وباء حمى الضنك إلى الانتقال من بلد إلى آخر، ومن عام إلى آخر في جنوب شرق آسيا، فما يلبث السكان أن يتحصنوا ضد إحدى سلالات الفيروس حتى تظهر أخرى مختلفة. وفي العام الماضي تم تسجيل ‬87 ألف حالة إصابة بمرض حمى الضنك في فيتنام، بزيادة نسبتها ‬25٪ عن عام ‬2011. كما توفي ‬79 شخصاً بسبب المرض. وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، تم تسجيل ‬13 ألفاً و‬903 حالات إصابة بالمرض في فيتنام، بانخفاض نسبته ‬7٪ عن الفترة نفسها من العام الماضي، مع حدوث حالتي وفاة فقط.

وقد تضررت سنغافورة المعروفة بتقدمها في مجال الصحة العامة، بشدة هذا العام لإصابتها بأسوأ وباء لحمى الضنك منذ عام ‬2005، وسجلت الدولة أكثر من ‬9000 حالة لحمى الضنك منذ يناير، مع وفاة شخصين.

وقالت وكالة الصحة في جاكرتا، إن عدد حالات مرض حمى الضنك المعروفة بلغت ‬3.119 حالة في العاصمة الاندونيسية حتى شهر مايو الماضي مع سبع حالات وفاة.