تصاميم تطوّر جنون ليدي غاغا

تعد مغنية «البوب» الأميركية الشهيرة ليدي غاغا واحدة من أكثر الشخصيات الفنية إثارة للجدل، خصوصاً من خلال خياراتها الشخصية في الملابس والماكياج والشعر، إذ تحولت خلال فترة قصيرة إلى أيقونة لكل ما هو متطرف وخارج عن حدود المتوقع في الموضة، ما ألهم كثيرين من المعجبين ومحبي الموسيقى، وهو ما جعل مصممة الأزياء الإماراتية فاطمة بن فهد، تجد في تلك الشخصية الجدلية باباً للخروج بمجموعة جديدة تحمل من الجرأة المدروسة ما يكفي لتكون ترجمة المصممة لشخصية غاغا.

استطاعت فاطمة أن تحوّل الفكرة المجنونة إلى أخرى، تحمل مزيجاً ذكياً يجمع بين التطرف والأناقة، مطورة جنون ليدي غاغا إلى مجموعة من الفساتين والملابس الرسمية لربيع وصيف ‬2013، وهي المجموعة المناسبة للخروج اليومي، بالإضافة إلى التجمعات المسائية، بخطوط قوية وواثقة تناسب المرأة العربية الأنيقة ذات النظرة المحبة للتفرد.

وقالت فاطمة بن فهد عن جديدها، إنها «مجموعة استقيت فيها من شخصية المغنية ليدي غاغا جانب القوة الواثقة والرسائل الواضحة، مجموعة ذات خطوط قوية تناسب المرأة العربية الأنيقة والمستقلة، تسلط الضوء على أنوثتها ورقيها دون تفادٍ للخطوط الحمراء»، مشيرة إلى أن المجموعة صممت خصيصاً «للمرأة التي تحتفي بتفرّدها، ولا تشعر بالخجل أو الخوف من أن تكون مختلفة وبارزة بين الآخرين».

ألوان حية

سراويل خمسينية

إضافة إلى التنانير، قدمت المصممة مجموعة من السراويل الضيقة، والسراويل الخمسينية الكلاسيكية المعروفة باسم «كابري»، التي اشتهرت بها الممثلة الأميركية وأيقونة الموضة والجمال، أودري هيبورن، باعتماد اللونين أزرق (تيفاني)، والعسلي الفاتح (شامبين).

واستعانت المصممة بمجموعة كبيرة من القمصان ذات القصات المتنوعة التي مالت غالباً إلى الكلاسيكية، ولكن بتأثير مبالغ أعطى القصات تطرفاً مدروساً، منها تلك التي تميزت بقصات عالية الرقبة وحادة في كسراتها، أو تلك ذات التموجات الحريرية الكثيفة على الصدر والرقبة، إضافة إلى الحريرية ذات الحمالات بتجمعات كثيفة، أو تلك الصفراء الفاقعة ذات الكسرات المستقيمة على الجذع والأكمام المتموجة الكثيفة والكبيرة، التي زينت نسخة أخرى منها بلمسات خفيفة من الريش، معتمدة اللونين البيج والأسود.

بالإضافة إلى خطوطها القوية، وأفكارها الواضحة والبارزة، تتزين المجموعة بعدد من الألوان الصارخة الحية، مثل الأصفر، والأزرق الفاتح المعروف باسم أزرق «تيفاني»، وهما اللونان المسيطران على المجموعة، بالإضافة إلى ألوان رئيسة لا يمكن للمصممة الاستغناء عنها، مثل الأسود، والبيج المتورد، والأحمر، والمزيج المميز بين الألوان الثلاثة الأخيرة في عدد من التصاميم، بالإضافة إلى البيج العسلي الفاتح (شامبين)، والوردي الفاتح جداً، وهما اللونان اللذان جاورا بعضهما بعضاً بأناقة وخفة لافتة.

كما اعتمدت المصممة اللون الرمادي الداكن الذي استخدمته عبر قماش القطن البارد المطاط، دون أن تتناسى أن تقدم اللون الأبيض العاجي المترف بفستان كلاسيكي التصميم أقرب لفستان عروس بسيط مالَ إلى تصاميم الخمسينات الأنيقة دائماً، وهي الحقبة التي تميل المصممة إلى العودة إليها دائماً بحثاً عن لمسة من الترف الراقي.

وأضافت بن فهد لـ«الإمارات اليوم»، أن «هذا الموسم مرتبط بكل ما يلفت النظر ويدير الرؤوس، إنه موسم الرسائل القوية الواثقة، وهو السبب الذي جعلني أجد في ليدي غاغا الشخصية المناسبة لتكون ملهمتي لهذا الموسم، فهي أيقونة عصرية، تحرص دائماً على أن تكسر كل القواعد، ليس هناك من حدود أو عوائق تقف دون ما تريد أن تقوله أو توصله لجمهورها، سواء من خلال موسيقاها، أو أزيائها، فعندما تخرج ليدي غاغا لتقدم عرضها، يقف الكل بانتظار ما سترتديه، وهي لا تخيب ظن معجبيها أبداً، سواء بالسلب أو الإيجاب، وهي الشخصية الأشهر في لفت الانتباه، وجعل الناس تنشغل بالحديث عنها، ومن خلال مجموعتي، أردت أن أبرز ذلك التأثير الذي يحيط بها، وأن أحوّله إلى هذه المجموعة، من خلال مزيج الألوان المستخدم، والقصات وخطوطها».

مساء

على الرغم من أن المجموعة تميل إلى أن تتناسب والفترات المسائية، إلا أن المصممة الإماراتية حرصت على أن تقدم مزيجاً من القطع التي يمكن ارتداؤها في الأوقات المختلفة، مقدمة التنورة القطنية المطاطية ذات القصة الطويلة والضيقة، بالإضافة إلى القمصان ذات الكسرات والقصات البارزة والأكتاف النافرة، والسترات القصيرة من اللون البيج المزينة بياقة ناعمة وأكمام مزينة بحلقات الترتر الأسود والفضي، بينما يستقر شريط حريري أحمر أسفل الياقة ليضيف تلك اللمسة اللافتة رغم بساطتها.

كما قدمت فاطمة بن فهد تنورة حريرية واسعة ومتموجة من الحرير الهندي، وأخرى مستقيمة من الحرير الأسود، وتنورة قصيرة تصل إلى أسفل الركبة من التول الشفاف المزين بحواشٍ من الدانتيل الراقي، والتي فضلت المصممة أن تقدمها فوق سروال أسود ضيق لإضافة المزيد من المعاصرة والشكل اليومي المريح إلى المجموعة. واستعانت كذلك بقصة الكسرات لتصميم تنورة من اللون البيج المتورد أطول من الخلف، وأخرى مستقيمة بخصر مرتفع وفتحة خلفية، ما أعطى المجموعة كماً كبيراً من التنوع.

فساتين

قدّمت المصممة مجموعة مبتكرة وكلاسيكية القصات من الفساتين، منها ذات القصة الضيقة المقاربة لقصة الحورية، ولكن بحدة أقل، وأخرى منسدلة ومستقيمة، تفاوتت فيها خامات التزيين بين الدانتيل والتول ولمسات ناعمة من أحزمة رفيعة حمراء ناعمة، وأخرى متموجة راقية، مثل فستان العروس البسيط الذي تزين بياقة كلاسيكية ناعمة وجذع من قماش الأورغانزا الحريري العاجي المعرق بنقوش بيضاء المزين بحبات ناعمة من اللولو و«فيونكة» على الخصر أعطت لمسة رومانسية شديدة الأنوثة، وتنورة متموجة تزينت بطبقة من القماش المعرق ذاته لمزيد من الترف.

يشار إلى أن المصممة الإماراتية فاطمة بن فهد تخرجت في جامعة إسمود للأزياء، لتبدأ مشوارها الطموح في عالم التصميم الذي شغفت به منذ زمن طويل، مفضلة في أفكارها دائماً الخروج من دائرة المعتاد، والبحث عن جزء متطرف ولو كان بسيطاً ليكون محور التألق في مجموعتها، دون الخروج عن الأنيق الأنثوي واللائق دائماً. وأسست فاطمة العلامة التجارية «المياسة».

الأكثر مشاركة