شركات السيارات تطوّر مفهوم ودور المكيّفات
السيارة واحة للاسترخاء
مع التطورات التكنولوجية الهائلة التي يشهدها عالم السيارات حالياً لم تَعد وظيفة مكيف الهواء في السيارة تقتصر على تدفئة الهواء في الشتاء أو التبريد في الصيف، بل إن الكثير من الشركات العالمية باتت تقدم وظائف إضافية تحول السيارة إلى واحة للاسترخاء؛ مثل انبعاث روائح طبيعية وأجواء تحاكي نسمات رياح لطيفة، وكسوات مقاعد مدفأة، مع وظيفة التدليك.
وأوضح غوتس رينر، من مركز أبحاث العملاء التابع لشركة مرسيدس - بنز الألمانية، أن الأشخاص يقضون وقتاً طويلاً في السيارة، سواء أثناء الذهاب إلى العمل والعودة بشكل يومي، أو عند الانطلاق بالسيارة لقضاء العطلات والإجازات في الأماكن البعيدة، أو بسبب التكدسات والازدحامات المرورية المستمرة. وبالتالي تحولت السيارة من مجرد وسيلة للمواصلات والانتقالات إلى نطاق معيشة تزداد فيه متطلبات المرء بشكل مختلف عن أماكن المعيشة الأخرى، ويقول الخبير الألماني: «يرغب المرء في الاستمتاع بالاسترخاء والراحة في المكان الذي يعيش فيه»، لذلك يجب أن يلبي مكيف الهواء احتياجات المرء على متن السيارة.
أحجار ساخنة
وتعوّل شركة مرسيدس بدرجة كبيرة على الأجواء المريحة في سيارتها من الفئة S الجديدة، حيث يمكن للشركة الألمانية أن تحول سيارة الصالون الفارهة إلى واحة من الراحة والاسترخاء، حسب رغبات العملاء. ولا تقتصر وظيفة مكيف الهواء على إتاحة أربع مناطق بدرجات حرارة مختلفة داخل مقصورة السيارة مع تدفئة جميع المقاعد، بل إن باقة التجهيزات الإضافية لسيارة الفئة S الجديدة تشتمل على نظام معطر هواء مزود بأربعة عطور مبتكرة خصيصاً للسيارة الصالون الفارهة، حتى أن المقاعد المدفأة والمزودة بوسادات هوائية يمكن التحكم فيها حسب الرغبات الشخصية، تحاكي وظيفة التدليك بالأحجار الساخنة.
ولا تسير شركة مرسيدس الألمانية بمفردها على درب إتاحة أجواء باعثة على الراحة والاسترخاء على متن سياراتها الفارهة، حيث قدمت شركة لكزس اليابانية سيارتها GS خلال عام 2012 مع تجهيزها بمكيف هواء جديد يحمل اسم S-Flow والذي يعمل بتقنية تهوية متعددة الطبقات تتيح تدفق الهواء في مقصورة السيارة، حسب المتطلبات الفردية لكل راكب. وأوضحت الشركة اليابانية أنه يتم تقسيم مجرى الهواء في هذا النظام المتطور إلى نطاقين، حيث يتدفق الهواء النقي من خارج السيارة في الجزء العلوي لمقصورة السيارة، وذلك لمنع تكثف بخار الماء على زجاج السيارة. أما في النطاق السفلي فيتم تدوير الهواء المُكيف، وذلك لضمان قدرة تدفئة عالية.
وتعمل تقنية Nanoe في سيارة لكزس GS على توفير هواء نقي بداخل سيارة الصالون الفارهة. وتقوم هذه التقنية بتوصيل أيونات دقيقة للغاية وسالبة الشحنة في غطاء من جزيئات الماء في مقصورة السيارة. وتقوم هذه الأيونات بتنقية الملوثات من الهواء وإزالة الروائح الكريهة من المقاعد والسقف الداخلي. وبالإضافة إلى ذلك تمتاز هذه الأيونات بتأثير مرطب في مقصورة السيارة، حيث ينزل الركاب من السيارة وهم يشعرون بالراحة والانتعاش.
التنزه في الغابات
وقد استوحت شركة إنفينيتي التابعة لمجموعة نيسان اليابانية مكيف هواء جديداً من أجواء التنزه في الغابات. وأوضح المطور يوزورو يوشينامي «عادةً ما يشعر المرء بقمة الراحة والاسترخاء أثناء جولات التنزه في الغابات»، لذلك يأتي مكيف الهواء الجديد مزوداً بوحدتين للعطور تفوح منهما رائحة الأخشاب وأوراق الشجر. وتشترك وحدات العطور الذكية مع وظيفة تحكم عشوائي في المروحة ينتج عنها نسمات رياح لطيفة، لإتاحة أجواء باعثة على الراحة والانتعاش في مقصورة السيارة. ويؤكد الخبراء أن أنظمة الرفاهية هذه ليست حكراً على سيارات الصالون الفارهة فقط، حيث تقدم شركة رينو مثلاً سيارتها الكهربائية الصغيرة Zoe مع إمكانية تزويدها بخط التجهيزات Zeَ الذي يشتمل على باقة «Take-Care»، مع جهاز مؤين يعمل على تنقية الهواء بطريقة مشابهة لسيارة لكزس GS.
بالإضافة إلى معطر الهواء تتوافر للعملاء إمكانية الاختيار ما بين ثمانية عطور «مفعمة بالحيوية وباعثة على الاسترخاء»، والتي تساعد على ترطيب الهواء أيضاً. وأوضح توماس ماي إنغليرت، المتحدث الإعلامي باسم شركة رينو، «سيتم التحكم في معطر الهواء عن طريق مستشعر، بالتالي يحول ذلك دون جفاف البشرة والعينين والمسالك التنفسية».
وعلى الرغم من إعلان شركة مرسيدس أن نظام معطر الهواء يعتبر من الابتكارات الجديدة في سيارة الفئة S الفاخرة، إلا أن شركة ستروين الفرنسية تؤكد أنها تقدم هذا النظام لسيارتها C4 من الفئة المدمجة منذ فترة طويلة. وأوضح متحدث إعلامي باسم الشركة الفرنسية «سيارة C4 الحالية تعتبر أول موديل يتم فيه استخدام مثل هذه الأنظمة التي تنبعث منها الروائح الزكية». ومن التجهيزات الجديدة التي تزخر بها سيارة مرسيدس من الفئة S أسلاك التدفئة الموجودة في كسوات الأبواب ومساند الأذرع بالكونسول الأوسط، غير أن أسلاك التدفئة هذه تتوافر حالياً في المقود والمقاعد بجميع فئات السيارات الأخرى نظير كلفة إضافية في أغلب الأحيان. ويؤكد خبراء السيارات أن السعي نحو مواصلة تطوير تقنيات مكيف الهواء لا يرجع فقط إلى أن الشركات العالمية تولي أهمية خاصة لإتاحة أجواء مريحة على متن سياراتها، والتي تمثل بدورها أحد الدوافع المهمة لشراء السيارة، ولكن غوتس رينر، الخبير بشركة مرسيدس، أكد أن الأجواء المريحة في مقصورة السيارة تسهم في زيادة أمان القيادة، وأضاف «السائق الذي يشعر بالاسترخاء، ينعم بقيادة أكثر أمناً، ولذلك لا بأس من وجود بعض سُبل الراحة على متن السيارة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news