الحفاظ على الوزن السليم يحتاج إلى نمط حياة

أنظمة الحمية السريعة.. قصيرة العـــمر

المواظبة على الرياضة تساعد على دعم الكتلة العضلية. د.ب.أ

لا يُعد إنقاص الوزن مهمة شاقة على الإطلاق، لكن الحفاظ على الوزن المرغوب هو الأمر الذي يُمثل صعوبة بالغة؛ لأن أنظمة الحمية الغذائية قصيرة العمر، ويعود الإنسان إلى عاداته الغذائية القديمة بمجرد الانتهاء منها؛ ثمّ يكتسب الوزن الذي فقده مرة ثانية، لذا يجب أن يتم تعديل النظام الغذائي والالتزام به على الدوام، واعتباره أسلوب حياة.

‫وأوضحت خبيرة التغذية الألمانية، مايكه غرونيفيلد، أنه غالباً ما يتسبب الاتباع المتكرر لأنظمة الحمية الغذائية في وقوع الجسم تحت التأثير المعروف باسم (تأثير اليويو)، أي أن الوزن يعود مرة ثانية، لذا لا تُجدي أنظمة الحمية، التي تعد بفقدان كميات كبيرة من الوزن في مدة زمنية قصيرة، نفعاً.

‫وما أكثر الإعلانات عن أنظمة حمية غذائية تحت شعار: «انقص خمسة كيلوغرامات من وزنك في 10 أيام!»، أو «احصل على قوام البيكيني في أسبوعين!»، وكثيراً ما يتساءل البعض: هل كل هذه الوعود وغيرها في أنظمة الحمية الغذائية وعود مستهلكة وغير حقيقية؟ وتُجيب خبيرة التغذية الألمانية غرونيفيلد بأنه وإن جاءت هذه الأنظمة بتلك النتائج المزعومة، فلا يحدث ذلك عن طريق إنقاص الوزن بشكل صحي وتدريجي.

‫وأوضحت غرونيفيلد ذلك بأنه عادةً ما يفقد الجسم مع أنظمة الحمية السريعة نحو كيلوغرامين من الماء دفعة واحدة، لكن بالطبع لا يُمثل ذلك فقداناً حقيقياً للوزن، لافتةً إلى أنه كُلما تم فقدان الوزن بشكل سريع، زاد خطر فقدان الكتلة العضلية بالجسم.

على جانب آخر يشغل كثيرون من الأشخاص أنفسهم بالتفكير في ما إذا كان يُمكنهم إنقاص وزنهم منذ اللحظة الأولى في اتباع أنظمة الحمية الغذائية أم لا، وهنا أوضحت الخبيرة الألمانية أنه ربما يحدث ذلك، وقد لا يحدث أيضاً؛ إذ يتوقف الأمر على ما إذا كان هذا الشخص الذي يتبع نظام الحمية الغذائية، اتبع الكثير من أنظمة الحمية قبل ذلك أم لا؛ إذ يتعوّد الجسم على هذه الأنظمة؛ ومن ثمّ لا يستجيب لها بشكل سريع.

نظام متوازن

3 عناصر



  http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/08/5769.jpg



لطالما يتساءل الراغبون في الحصول على قوام ممشوق عما إذا كانت هناك وصفة لإنقاص الوزن بشكل سليم، وأوضحت خبيرة التغذية الألمانية، مايكه غرونيفيلد، أن عملية تناول الطعام يجب أن تعتمد على ثلاثة عناصر، الأول أن يتم اتباع نظام غذائي متوازن، بحيث يشتمل على جميع أنواع المواد الغذائية بكميات محددة.

‫ويتمثل العنصر الثاني في تناول الوجبات بانتظام وفي مواعيد محددة، كي يتم تجنب الإصابة بانخفاض نسب السكر في الدم أو التعرض لنوبات جوع شديدة يفقد الإنسان خلالها سيطرته على نفسه.

‫أما العنصر الثالث فهو عدم إغفال أهمية الاستمتاع بتناول بعض الأطعمة المسكرة والمحببة للإنسان؛ فحتى إذا كان الإنسان يخضع لنظام حمية غذائية، فيجوز له تناول قطعة من الشوكولاتة أو التورتة. ‫  وأوضحت خبيرة التغذية أن هذا الأمر يتوقف على تناول الإنسان للكمية السليمة والاستمتاع بهذه الأطعمة بشكل واع؛ إذ يتمتع مذاق نصف حصة من الآيس كريم بمذاق الحصة الكاملة، لافتةً إلى أن تناول الإنسان الطعام نفسه يومياً لن يُمثل أي متعة بالنسبة إليه، إنما سيُصبح عادة.

هناك العديد من الإرشادات لإنقاص الوزن، إلا أنها لا تُجدي نفعاً على الدوام. وأوضحت الخبيرة الألمانية سبب ذلك بأنه غالباً ما يُنظر إلى هذه الإرشادات على أنها نصائح مؤقتة تنتهي بالانتهاء من نظام الحمية، لافتةً إلى أن زيادة الوزن تنتج في الأساس عن عدم تحقيق التوازن في النظام الغذائي وممارسة الأنشطة الحركية والناحية النفسية.

‫وشددت غرونيفيلد على ضرورة تحقيق التوازن بين هذه العناصر لإنقاص الوزن بشكل سليم، لافتةً إلى أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في إنقاص الوزن؛ فعلى سبيل المثال يحدث إنقاص الوزن بمعدل أسرع لدى الأشخاص، الذين يتمتعون بكتلة عضلية كبيرة؛ لأن العضلات تستهلك قدراً كبيراً من الطاقة، حتى في حالة السكون.

‫وشددت الخبيرة الألمانية على ضرورة مراعاة ألا يتضاءل حجم هذه العضلات أثناء إنقاص الوزن، لافتةً إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالبروتين والمواظبة على ممارسة الرياضة يُساعدان على دعم الكتلة العضلية.

نتائج عكسية

من أشهر النصائح الدارجة في إنقاص الوزن: «كُل نصف الكمية»، لكن هل يُمكن إنقاص الوزن بشكل جيد عن طريق التجويع المقصود؟ وفي هذا السياق أوضحت خبيرة التغذية الألمانية: «الجوع هو أفضل طاه»؛ لأنه إذا ظل الإنسان جائعاً على الدوام، سيُفكر في الطعام على الدوام أيضاً، ما يؤدي إلى حدوث نتائج عكسية عند اتباع نظام حمية غذائية؛ إذ يُمكن أن يفقد الإنسان سيطرته على نفسه في أي وقت ويُقدم على تناول بعض قطع البسكويت.

‫واستدركت غرونيفيلد بأن الإقلال من كمية الطعام تُعد فكرة جيدة لإنقاص الوزن، لكن لابد أن يشعر الإنسان - مع ذلك - بالشبع والإشباع من الطعام. وبشكل عام أكدت الخبيرة الألمانية أن النصيحة التي توصي بتناول نصف الكمية، التي كان يتم تناولها من قبل، لن تُجدي نفعاً على الإطلاق.

وأردفت الخبيرة الألمانية بأنه لن يمكن الاحتفاظ بالوزن المرغوب فيه مدة طويلة، إلا إذا قام الإنسان بتعديل نظامه الغذائي على الدوام، مع الالتزام بإبقاء كل الأطعمة المفضلة بالنسبة له على قائمة نظامه الغذائي، لكن بكميات محددة بالطبع.

 

تويتر