مجموعة «أماتو كوتور» تعتمد على الحرير ولمسة خاصة في التزيين

«سحر الشرق».. مستوحاة من التصاميـم المغربية والتركية

صورة

عند الحديث عن عالم الهوت كوتور ورواده ممن انطلقوا محلياً، واستطاعوا الوصول إلى خزانات النجمات والشهيرات، من عارضات ومطربات وممثلات، يأتي اسم مصمم الأزياء فيرن أونيه من دار أزياء «أماتو كوتور» على رأس القائمة، الذي استطاع خلال السنوات القليلة الماضية أن يحول الدار التي انطلقت وبدأت محلياً مختصة في تصميم وتنفيذ فساتين السهرة الراقية، إلى واحدة من أشهرها وأكثرها طلباً. لطالما تخصص أونيه بتصميم وابتكار فساتين السهرة الراقية الغنية بالمشغولات المتنوعة بين أحجار وكريستالات، وقصات ساحرة تلف المرأة وتحولها إلى أميرة متوجة، ملتفة بالحرائر وطبقات كثيفة من التول الشفاف، والكثير من الانحناءات المرصعة بالأحجار الراقية، ليرتبط اسمه دائماً بفساتين الزفاف والسهرة الراقية والسجادة الحمراء، إلا أن القدرة على الابتكار تبحث دائماص عن فكرة جديدة ولمسة مختلفة لتنطلق، ليقدم في مجموعته الكبسولية الأخيرة عدداً من التصاميم التي أطلق عليها اسم «سحر الشرق»، والتي استطاع من خلالها أن يجسد تحديداً ما يجب أن تبدو عليه التصاميم الشرقية التي تستلهم الملابس الشرقية التقليدية الراقية، معتمداً على الحرير الطبيعي الخالص ولمسته الخاصة في التزيين. من خلال «سحر الشرق» يأخذ أونيه تصاميمه إلى أروقة وبلاطات سيدات القصور في حكايات الممالك الشرقية القديمة، موجهاً هذه المجموعة للمرأة العربية، واستطاع أن يدمج بين جمال وترف وفخامة الخامات والمشغولات، وبساطة وانسيابية القصات التي دمجت بين التصاميم التقليدية المغربية والتركية، معتمداً بذلك على الموروث العربي والشرقي، دون أن ينسى وضع لمسته اللافتة في اللون وتقنيات التزيين.

المليحة

اعتمدت مجموعة «سحر الشرق» على الخامات الملكية، وجمعت بعض التصميمات أكثر من خامة في قطعة واحدة، فتنوعت أقمشة المجموعة بين الحرير والدانتيل والشيفون.

وقال مصمم  المجموعة: «حرصت في مجموعتي على أن أظهر الجانب الملكي في الأناقة الشرقية والرصانة التي تتمتع بها المرأة الخليجية، وقد شهدتها من خلال وجودي في دبي، والمرأة الشرقية عموماً، حيث بإمكان المرأة التي ترتدي تصميماً بهذه الحرفية، أن تشعر كأنه  يضيف لها بحضوره، فالزي المتقن الصنع والمفصّل بشكل يبرز قامة المرأة  يمنحها اطلالة استثنائية، كما أن المرأة التي ترتدي ملابس تعزز جمالها يزداد اعتدادها بنفسها، وهنا يكمن السحر الحقيقي لأي ملبس ترتديه». وأضاف «الشرق حضارة كبيرة وممتدة عبر العصور، لا يمكن أن يغفلها أي مصمم عالمي، لاسيما أن سحر الشرق ينعكس على ذوق كثيرين من مشاهير العالم، وليس النساء العربيات فقط، فالتطريز الشرقي بالدرجة الأولى يمنح أي قطعة بعداً جمالياً وأصالة آسرة. وفي هذه المجموعة الصغيرة وظفت جانباً من رؤيتي للأناقة الشرقية التي تختزنها ذاكرة التاريخ من خلال حكايات الأميرات وأساطير كانت فيها المرأة دوماً أيقونة للجمال والحضور، وكانت هي دوماً المليحة التي تجذب إليها الأنظار بحضورها وأناقتها وملامحها الشرقية».

مزيج تبدو مجموعة «أماتو» الأخيرة، مزيجاً متقناً بين الفساتين الشرقية والقفاطين المغاربية، ولمسة من تلك الجلابيب والفساتين التركية التي تعود إلى أيام الإمبراطورية العثمانية وما كانت ترتديه سلطانات ذلك العهد، مقدماً تلك الفساتين الحريرية الناعمة المنسدلة، التي اختفت فوق معاطف حريرية أو قفاطين طويلة منسدلة تحددت جميعها بأحزمة مترفة تفاوتت في أفكارها. وعلى الرغم من أن بساطة القصات وقربها من قصات التصاميم المغربية الخاصة بالمناسبات، إلا أن أونيه فضل أن يلغي منها تقنيات التزيين التقليدية المتبعة في مثل هذه القطع، وأن يضيف لمسته الخاصة جداً، والتي تحولت على مدى عقود إلى بصمة تعرف عن بعد، من خلال لمسات التطريز البارزة المزينة بالأحجار والكريستال الملون، والكثير من الحبك والتطريز المتكتل والبارز المكون لزخرفات وانحناءات شرقية تارة، وباروكية تارة أخرى ليعزز من غنى وترف القطع.

حداثة

استطاع المصمم من خلال مزيج الألوان والخامات أن يضفي لمسة حداثة مبتكرة على القطع ذات الطابع التقليدي القديم، من خلال الخلط والمزج الذكي والبارز بقوة للألوان المتباينة، بين الأحمر الكرزي، والفوشي، إضافة إلى الوردي المتزين بلمسات شديدة الابتكار من التطريز والمشغولات الفيروزية، إضافة إلى البنفسجي المزرق، الممتزج بحنكة وفخامة مع المشغولات ذات اللون الأخضر الزمردي، كما اعتمد المصمم اللون البني «القهوائي» بلمسة بسيطة من التطريز اليدوي الناعم فوق الحرير الخالص ذي الدرجة التركوازية الملكية، مانحاً كل تصميم لمسة تزيين مختلفة، بين كثيف وناعم، غطت كامل الجذع في تصاميم، ولمسات قلائد ناعمة في تصاميم أخرى. وعلى الرغم من أن التصاميم استوحت فكرة القصة العامة من التصاميم المغاربية تارة والتركية تارة أخرى، إلا أن المصمم استطاع أن يضيف لمسته الخاصة عليها من خلال تعديل القصات وتحويلها من فكرة الفساتين المغطاة بعباءات وقفاطين، إلى فساتين كاملة تعطي الإيحاء بأنها مكونة من طبقات،.

أحزمة

لا يمكن الحديث عن الفساتين الشرقية، دون الحديث عن الأحزمة العريضة التي تزينها، وتحدد انحناء ونحول الخصر فوق الفساتين الواسعة الحريرية، وقد اعتمدت دار «أماتو كوتور» في هذه المجموعة تنوعاً في تقديم الأحزمة، منها ما تماهى مع الفساتين، باعتماد القماش وطرق التطريز نفسيهما، وأخرى برزت رغم نعومتها وبساطتها، من خلال اعتماد فكرة الحزام التقليدي الرومانسي ذي «الفيونكة» الذي غالباً ما يفضل أن يزين به أونيه فساتينه للسهرة، وهو الحزام نفسه الذي اشتهر به صعب مزيناً به فساتين على مدى سنوات مضت، إذ قدم أونيه الحزام بنسخة عريضة، وأخرى رفيعة أعطت لمسة تطوير ومعاصرة على الفساتين التقليدية. وكحالها دائماً، تحمل الشرابات الكبيرة والصغيرة، ومهما اختلفت أنواع الخامات المعتمدة عليها، تلك اللمسة الشرقية البحتة، والتي إن أضيفت على أي تصميم، أعطته لمسة من الغنى والترف، وهي في مجموعة «سحر الشرق» أضافت سحراً عزز الروح الشرقية للمجموعة، مزيناً بها الأكمام الطويلة المنسدلة من الخلف ذات الاستلهام التركي، بالإضافة إلى الأحزمة، كما اعتمدت كحزام أيضاص منسدلة على طول الفستان حتى نهايته.

دانتيل

يعد قماش الدانتيل الفرنسي مرادفاً دائماً لكل ما هو راقٍ وغني، وقد اعتمد المصمم لمسات شديدة البساطة من خامات الدانتيل المشابهة في لونها للون الحرائر التي اتخذت خامة رئيسة لكل التصاميم، مزيناً بالدانتيل أجزاء بسيطة من الجذع تارة، والأذيال والحواشي تارة أخرى، إضافة إلى لمسات من الأكمام، بينما تنوعت المجموعة أيضاً في أفكار الأكمام التي انسدلت متسعة وطويلة تارة، ومستقيمة تضيق عند الكوع لتتسع منتفخة من التور، لبعطي هذا التصميم، تحديداً، لمسة قديمة فيكتورية بسيطة غير ملحوظة ولكن محســوسة، استــطاع من خلالها أن يخفف من الهيمنة الصارخة للمسة الشرقية، دون الخروج عن روح المجموعة.

 

 



 

تويتر