مدينة سانتا باربارا تتميز بالهدوء والســحر الدافئ

«الريفيرا الأميـــركية».. ملاذ نجوم ومـــشاهير

صورة

بفضل موقعها الساحر بين المحيط الهادئ وجبال سانتا ينز وطقسها المعتدل طوال العالم، تجتذب مدينة سانتا باربارا الأميركية السياح إليها من جميع أنحاء العالم.  وتُعد المدينة الواقعة بولاية كاليفورنيا الأميركية شمال لوس أنجلوس ملاذاً للمشاهير وصفوة المجتمع الأميركي الذين يقصدونها بحثاً عن الهدوء والخصوصية بعيداً عن صخب المدن الكبرى وإيقاع الحياة المحموم.

ويتنزه السياح على الكورنيش الطويل الممتد على الشاطئ والمحفوف بأشجار النخيل العالية، ويستمتعون بنسمات الهواء العليل. وتشرق الشمس الساطعة في هذه المدينة على منازل صغيرة بيضاء ذات أسقف مغطاة بالقرميد الأحمر. وفي خلفية هذا المشهد البديع تظهر التلال الخضراء المزروعة بأشجار الكروم. ويُخيل للسياح في مدينة سانتا باربارا أنهم على شواطئ البحر المتوسط جنوب القارة الأوروبية.

ونظراً للتشابه الكبير بين مدينة سانتا باربارا وشواطئ جنوب أوروبا، فإن هذه المدينة الساحلية تشتهر بأنها عاصمة الريفيرا الأميركية، وتمتاز بسحرها الدافئ، وتستقطب المشاهير والنجوم العالميين للإقامة بها مثل كيرك دوغلاس وأوبرا وينفري.

طراز أسباني

أجواء

تختلط جموع السكان في منطقة «فونك زون»، التي تقع إلى الشرق من شارع «ستيت ستريت» وشمال كورنيش الشاطئ. ونظراً لأن هذا الحي كان عبارة عن منطقة صناعية في السابق، فإنه لايزال يزخر بالعديد من الورش والمخازن الكبيرة.

وعلى الرغم من أن مدينة سانتا باربارا تزخر بالعديد من القصور والفلل الخاصة بالمشاهير والأثرياء وتزدان المقاهي والمطاعم الراقية، إلا أنه يمكن للسياح اكتشاف هذه المدينة الأميركية الساحرة، مثل الكثير من المدن الأوروبية، بواسطة الدراجات الهوائية والاستمتاع بأجوائها المثيرة والساحرة.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2013/08/11688.jpg

يرجع تاريخ سانتا باربارا إلى ما قبل 400 عام، عندما اكتشفها الإسبان وكان يعيش فيها الهنود الحمر السكان الأصليون في أميركا. ومنذ ذلك الحين استوطنت أعداد كبيرة من الإسبان هذا الجزء من الساحل، وقاموا ببناء مستعمرة في هذا المكان. ولكن لم يتبق من كل ذلك شيء بسبب الزلزال القوي الذي دمر المدينة الساحلية بالكامل خلال عام 1925. ومنذ ذلك الحين اتخذ مهندسو التخطيط قراراً رائداً يتمثل في إعادة إنشاء مدينة سانتا باربارا على غرار الطراز الإسباني، وبالتالي حافظت المدينة على صورتها المميزة حتى الآن.

ويظهر الطراز الإسباني في أروع صوره في مبنى المحكمة بوسط المدينة، إذ يتمكن السياح من استخدام المصعد لكي يصلوا إلى برج الأجراس بهذا المبنى الأثري المشيد على الطراز الإسباني المغاربي. وفي واقع الأمر لا يزيد ارتفاع برج الأجراس على 30 متراً، لكن المنازل والمباني الأخرى في مدينة سانتا باربارا لا يزيد ارتفاعها على طوابق قليلة، لذلك فإن هذا البرج يبدو عالياً، ويتيح للسياح إطلالة بانورامية رائعة على المدينة بأكملها. ومن هذا المكان تبدو مدينة سانتا باربارا بوجهها الأحمر، حيث يتم تغطية أسقف معظم المنازل والمباني بالقرميد الأحمر بشكل موحد.

تأثيرات حديثة


من الأمور التي تتجلى بوضوح أيضاً للسياح أن مدينة سانتا باربارا لا تعيش على أطلال الماضي فقط، فعلى الرغم من وجود الأماكن التاريخية والأثرية مثل مباني البعثات والحصن الملكي السابق «فورت إلبيريزو»، الذي يرجع إلى قرون عدة، والعديد من المعالم السياحية المهمة الأخرى، إلا أن مدينة سانتا باربارا تزخر بالكثير من التأثيرات الحديثة والعصرية في مختلف أرجائها، إذ يوجد فيا أحد الفروع الـ10 لجامعة كاليفورنيا.

كما تشتهر هذه المدينة التاريخية بأنها مدينة جامعية تجتذب الكثير من الطلاب والدارسين سنوياً، وهو ما يساعد بدوره على دعم الرواج السياحي بالمقاهي والمطاعم ومتاجر الأزياء والموضة. وينعكس هذا الرواج بصفة خاصة في شارع «ستيت ستريت»، الذي يعتبر منطقة التسوق الرئيسة بمدينة سانتا باربارا، إذ تصطف المتاجر الكبيرة والصغيرة على جانبي الشارع، بدءاً من المتاجر الفاخرة التي تحمل شعار الماركات التجارية العالمية وصولاً إلى متاجر بيع أدوات التزلج على الماء أو ركوب الأمواج.

ومن أكثر الأمور لفتاً للانتباه في شارع «ستيت ستريت» وجود عدد كبير من المقاهي والمطاعم في الهواء الطلق، التي تقوم بوضع المقاعد والطاولات على الرصيف، وهو أمر نادر الحدوث في الولايات المتحدة.

الحي المكسيكي


يمكن للسياح، الذين لا يكتفون بمشاهدة وسط المدينة، القيام بجولات سياحية باستخدام عربات سانتا باربارا التاريخية، التي تتوجه مثلاً إلى الحي المكسيكي الذي يزخر بالكثير من المطاعم الفاخرة التي تقدم أشهى الأطباق. وتسير الرحلة باتجاه الشرق لتصل إلى منطقة مونتيسيتو، حيث يسكن الأغنياء والمشاهير والنجوم العالميون.

وأوضح المرشد السياحي المرافق للمجموعة مدى ثراء السكان في هذه المنطقة أثناء المرور أمام فندق «مونتيسيتو إن»، قائلاً: «يمكن للمرء هنا أن يدفع 200 دولار بكل سهولة نظير تي شيرت». وتجدر الإشارة إلى أن النجم العالمي شارلي شابلن قد شارك في تأسيس فندق «مونتيسيتو إن» بمدينة سانتا باربارا، التي تعتبر من أكثر المناطق السكنية كلفة في الولايات المتحدة، لذلك فإنها تجتذب المشاهير والأثرياء ونجوم المجتمع.

تويتر