غرين وود غاردنز.. واحة للهدوء على مشارف نيويورك
على الرغم من شهرة مدينة نيويورك الأميركية بناطحات السحاب العملاقة والازدحام الشديد في شوارعها ومظاهر الحياة العصرية في أبهى صورها، إلا أن حدائق غرين وود غاردنز، التي تقع على مشارف المدينة، تُعد بمثابة واحة خضراء بالقرب من هذه الغابات الخرسانية، حيث ينعم السياح بالهدوء والسكينة. ويقتصر المشهد هنا على التلال المغطاة بالغابات والطيور المغردة والنسيم العليل وأريج الزهور والنباتات.
وأوضح بيتر بلانشارد: «تمتد الغابات على مساحة 8000 هكتار، وقد تم حمايتها على مدى عقود من الزمن، وهو أمر غير معتاد هنا». وأضاف بلانشارد، الذي نشأ هنا في منزل مبني من الطوب الأحمر في حدائق غرين وود غاردنز: «أليس هذا مكاناً رائعاً؟ لقد ركضت طويلاً خلال الغابات والحدائق، لذلك فإنني أعشق الأجواء الطبيعية في هذه المنطقة».
تبعد حدائق غرين وود غاردنز مسافة 30 كيلومتراً تقريباً عن مدينة نيويورك الصاخبة والمزدحمة التي تكون خانقة خلال فصل الصيف. وقد ظلت هذه الحدائق بجبال واتشونغ ماونتنز تعتبر ملكية خاصة لأكثر من 100 عام، إلى أن سمح الوريث الحالي لبيتر بلانشارد بدخول الجمهور لأول مرة لهذه الجنة الغنّاء بشكل دائم.
الأيام السعيدة أوفى المليونير جوزيف داي بكلمته وانتقل هو وزوجته وستة أطفال إلى بلدة شورت هيلز. وقد أطلق جوزيف داي على الحدائق اسم «الأيام السعيدة» وأعاد ترميمها، وبعد أن دمر حريق المنزل عام 1912، قام جوزيف داي بتشييد منزل جديد مكون من 28 غرفة. وقام بتزيين الحدائق بالأزهار والأشجار المستمدة من اليابان، حيث كان هذا الاتجاه سائداً في تلك الأوقات. يوجد في حدائق غرين وود غاردنز مقهى للاستمتاع بتنـــاول الشاي خلال الصيف. د.ب.أ |
ويمكن لسكان نيويورك والسياح من جميع أنحاء العالم حالياً الاستمتاع باستراحة رائعة من الحياة المجهدة والمرهقة أو أثناء مشاهدة المعالم السياحية بالمدينة الكبيرة في حدائق غرين وود غاردنز التي تقع في البلدة الصغيرة شورت هيلز على الجانب الآخر من نهر هدسون ريفر.
ويمكن للسياح الاستمتاع بجولة تمتد ليوم واحد عند التوجه إلى هذه المنطقة بواسطة قطار الضواحي. ونظراً لأن الحدائق لم تكن مفتوحة للجمهور منذ فترة طويلة، فإن أعداد الزوار غالباً ما تكون محدودة، وهو ما يساعد الزوار على الاستمتاع بالهدوء والسكينة في الحدائق.
كوخ الشاي
أضاف بلانشارد أثناء جولته في الحدائق، أنه من الأمور الرائعة أن يرى المرء أن الحدائق تمر بحياة جديدة. وتزخر حدائق غرين وود غاردنز بنحو 27 عنصراً من مكونات الحدائق والمباني الصغيرة المنتشرة على مساحة 11 هكتاراً تقريباً على تلال ومستويات مختلفة في الحديقة، ومنها على سبيل المثال كوخ الشاي والكوخ الصيفي والعديد من الشرفات والطرق المحاطة بالأشجار والنوافير والمقاعد الصغيرة المختفية، ومنزل الحديقة، كما توجد في الحدائق أيضاً مزرعة صغيرة تشتمل على ماعز ودجاج وبط.
وتزخر حدائق غرين وود غاردنز بمختلف أنواع النباتات؛ حيث يزهر نبات السوسن والفاوانيا باللون الوردي، بالإضافة إلى أزهار نبات السلسفيل باللون الأبيض ونبات قفاز الثعلب الذي يزهو باللون الأحمر، وكذلك النعناع البري باللونين الأزرق والأبيض. وتظهر بعض الأشكال والتماثيل الحجرية على الجدران مثل الأسود والخيول.
وهناك أربعة من البستانيين يعتنون بحدائق غرين وود غاردنز يومياً، ولكن هذا العدد لا يقارن بالبستانيين الذين كانوا يستخدمون في الماضي، حيث قام المليونير جوزيف داي غريب الأطوار بتعيين ما يصل إلى 100 بستاني للعناية بالحدائق التي اشتراها في عام 1906.
وتجدر الإشارة إلى أن جوزيف داي كان وسيطاً عقارياً مشهوراً بمدينة نيويورك. وخلال حياته المهنية الطويلة كان هو الوسيط في التعاملات التي جرت على ثلث العقارات تقريباً الموجودة في أحياء نيويورك برونكس وكوينز. وأشار المرشد السياحي خلال الجولة في الحديقة إلى أنه وعد زوجته بانتقال الأسرة إلى ولاية نيوجيرسي بمجرد أن يتمكن من تجميع المليون الأول.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news