خبر يسار الصفحة 2 عمود مه صورة تفريغ

آلام الظهر.. الجراحة ليست دائماً الحل

تُعد آلام الظهر من أكثر المتاعب الشائعة في وقتنا الحالي بسبب أسلوب الحياة السائد في العصر الحديث، الذي تطول خلاله فترات الجلوس ويتراجع به معدل ممارسة الرياضة، ويزداد فيه الضغط العصبي. وصحيح أن هناك العديد من السُبل العلاجية للتخفيف من هذه المتاعب كجلسات التدليك مثلاً أو الحقن المسكنة أو الوخز بالإبر الصينية، إلا أنه من الأفضل أن تتم الوقاية منها من الأساس من خلال ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية المتنوعة.

وأوضح إنغو فروبوزه، من المركز الصحي التابع للجامعة الرياضية الألمانية بمدينة كولونيا، أن العمود الفقري يندرج ضمن أكثر مناطق الجسم التي يتم إجهادها والتحميل عليها بشكل خاطئ بفعل أسلوب الحياة المتبع في عصرنا الحالي، ما أدى إلى زيادة أعداد الإصابة بالانزلاق الغضروفي واللومباغو (آلام أسفل الظهر)، ونوبات الألم المفاجئة في الظهر. وأضاف فروبوزه: «تتشابه أسباب الإصابة بآلام الظهر لدى جميع الأشخاص تقريباً؛ حيث غالباً ما تنتج عن قلة ممارسة الأنشطة الحركية وعدم تدريب العضلات بشكل كافٍ والمعاناة من الضغط العصبي، وغيره من المتاعب النفسية المقترنة بسمات عصرنا الحديث».

وأكد الطبيب الألماني أن هذه المتاعب أصبحت لا تقتصر على كبار السن فقط، إنما تُصيب الشباب والموظفين في بداية حياتهم، بل وتطول الأطفال الصغار أيضاً. وأوضح فروبوزه أن إصابة الأطفال الصغار بآلام الظهر تنتج أيضاً عن أسلوب الحياة في عصرنا الحالي؛ فإذا لم يتجاوز معدل مشي الطفل 900 متر في اليوم، وقضى أربع ساعات يومياً أمام الكمبيوتر والتلفاز، ستكون إصابته بآلام الظهر نتيجة حتمية لذلك.

وأردف فروبوزه أن ظهر الإنسان بما يحتويه من عضلات وأوتار وأربطة و24 فقرة متحركة بالعمود الفقري عبارة عن جهاز ثابت ومصد مرن لامتصاص الصدمات في الوقت نفسه، لذا يحتاج دائماً الى أشكال متنوعة من الحركة والتحميل، وإلا تُصاب بعض الأجزاء الأساسية منه بالضمور والضعف، ما يؤدي إلى الشعور بالألم. وأوضح البروفيسور الألماني هارتموت غوبل من عيادة علاج الآلام بمدينة كييل، أن آلام الظهر تُمثل مشكلة مجهولة الأسباب في كثير من الأحيان بالنسبة للأطباء؛ حيث غالباً لا تُساعد صور أشعة إكس في استيضاح سببها، لاسيما إذا ما كانت ترجع إلى مشكلات نفسية، مع العلم بأنه لا يتم التحقق من أن الإصابة بآلام الظهر تُعزى إلى أسباب جسمانية إلا لدى 10 إلى 20% فقط من المرضى.

وأوصى غوبل الأطباء بفحص جميع العوامل الممكنة للإصابة بآلام الظهر، التي تندرج من بينها الجوانب العاطفية والاجتماعية والسلوكية كالوقوع تحت ضغط عصبي أو الإصابة باكتئاب، أو التعرض لإجهاد زائد في العمل، أو مواجهة مشكلات مع الأسرة أو الأصدقاء.

تويتر