تأكيد العلاقة بين فقدان الشهية لدى الأمهات وولادة الرضع ذوي الوزن المنخفض

كشفت دراسة طبية أجراها الباحثون في معهد صحة الطفل UCL على أكثر من مليوني امرأة، أن النساء اللواتي عانين من مرض فقدان الشهية في أي وقت قبل فترة الحمل أو خلالها، ينجبن أطفالاً بمعدل وزن منخفض عند الولادة، بشكل أكبر من الأمهات اللواتي يتمتعن بصحة جيدة.

وتم تمويل هذه الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية Epidemiologic Reviews، من قبل المعهد الوطني للبحوث الصحية NIHR، وهي أكبر دراسة استقصائية من نوعها واعتمدت على نتائج 14 دراسة طبية سابقة أجريت بين عامي 1999 و 2012 في العديد من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة. وتستخلص هذه النتائج البحثية نصائحاً طبية هامة في الوقاية من المضاعفات الصحية في المستقبل في الحالات عالية المخاطر.

وأظهرت النتائج التحليلة وجود فرق يبلغ متوسطه 200 غرام لدى الرضع حديثي الولادة للأمهات المصابات بمرض فقدان الشهية، عن الأمهات غير المتأثرات.

وقد أشرفت على هذه الدراسة، محاضر أول واستشارية نفسية في معهد UCL لصحة الطفل، الدكتورة ناديا ميكالي. كما أشرفت أيضاً على عدد من الدراسات الطبية في حالات اضطرابات الأكل لمختلف الفئات العمرية لكلا الجنسين في المملكة المتحدة في السنوات الأخيرة. وقادت دراسة أجريت في وقت سابق من هذا العام، أظهرت أن واحدة من بين كل 14 امرأة حامل في المملكة المتحدة، تعاني من مشاكل اضطراب الأكل.

وبهذا السياق، قالت الدكتورة نادية ميكالي: "تعد هذه الدراسة مهمة جداً في هذا المجال، وهي تسمح لنا بدعم فرضيتنا أن النساء اللواتي يعانين من مرض فقدان الشهية في سن الإنجاب، هن أكثر عرضة لزيادة مخاطر إنجاب أطفال بوزن منخفض".

وتشكل ظاهرة انخفاض الوزن عند الولادة مصدر قلق كبير بسبب ارتباطه بالعاهات العصبية والجسدية، والتي غالباً ما يتم الكشف عنها في مرحلة لاحقة من حياة الطفل. وقد تم ربط أعراض الكآبة ومشاكل قلة الانتباه وانفصام الشخصية واضطرابات الأكل مع انخفاض وزن الرضع عند الولادة، بينما يعتبر مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والشلل الدماغي والإعاقات البصرية والسمعية من بين الظروف المرتبطة مع انخفاض الوزن عند الولادة.

وأضافت الدكتورة ميكالي بالقول: "وجدت أبحاثنا أدلة قوية على أن اضطرابات الأكل في فترة الحمل قد تؤثر على كل من الأم والجنين. ولهذا فإن زيادة الوعي حول مشاكل اضطرابات الأكل وأعراضها بين المتخصصين في قطاع الرعاية الصحية لمرحلة قبل الولادة، تساعد على تشخيص ومعالجة مثل هذه الاضطرابات بين النساء الحوامل بشكل أفضل".