الموسيقى إلى جانب الشمس في الطرقات

سلفادور دي باهيا.. مدينة السعادة البرازيلية

صورة

تمتاز مدينة سلفادور دي باهيا البرازيلية بطابع فريد من نوعه يمنحها سحراً خاصاً، حيث تغلفها أجواء تاريخية يفوح منها عبق الماضي، كما أنها تتمتع بطقس دافئ ومشمس طوال اليوم، وتصدح الموسيقى الصاخبة في كل أرجائها، ما يمنحها عن جدارة لقب «مدينة السعادة».

وكانت مدينة سلفادور دي باهيا ملتقى للثقافات الأوروبية والإفريقية والهندية والأميركية، وتعد هذه المدينة الساحلية من أكثر مدن البرازيل شهرة في المهرجانات الصاخبة والأجواء الاحتفالية التي تجوب شوارع المدينة، حيث تحتضن المدينة أشهر كرنفال في البرازيل بعد مهرجان ريو دي جانيرو.

وقال لويجي كومانشي، الذي يعمل في متحف الموسيقى البرازيلية، إن الموسيقى تهيمن على جميع جوانب الحياة في مدينة سلفادور دي باهيا، ويبدو أن الأشخاص يستمتعون بالأشياء عندما يغنون ويرقصون. وأكد لويجي أن الموسيقى البرازيلية هي في واقع الأمر موسيقى مدينة سلفادور دي باهيا، وبدأ يُعدد أسماء أشهر الموسيقيين البرازيليين الذين ينحدرون من هذه المدينة، مثل جيلبرتو جيل وكايتانو فيلوسو وكارلينيوس براون.

وتشتهر سلفادور دي باهيا بأنها «مدينة السعادة»، حيث يسود طقس دافئ ومشمس طوال اليوم، إضافة إلى انتشار الموسيقى في كل مكان، حيث تصدح الألحان باستمرار في المطاعم والشوارع والطرقات والعديد من شواطئ المدينة، خصوصاً عندما تفتح مقاهي الشوارع أبوابها أمام الجمهور في البلدة القديمة بسلفادور دي باهيا في المساء، وتبدأ الفرق الموسيقية في عزف الموسيقى في كل مكان، يتراقص الأزواج على إيقاعات السامبا والفورو الساخنة.

وعندما يتجول الزائر خلال النهار في ميدان براسيا دي سيا أو ساحة تيريرو دي جيسوس سيشاهد إحدى مجموعات الكابويرا التي تنتشر في المدينة بكثرة، وهنا سيدرك أن الموسيقى بمدينة سلفادور دي باهيا تمتاز بطابع إفريقي خاص. وتعتبر الكابويرا فناً من الفنون القتالية البرازيلية ونوعاً من وسائل التعبير عن النفس، مارسه سكان الغابات في القارة الافريقية وانتقل إلى البرازيل عن طريق نقل المستعمرين البرتغال للعبيد من إفريقيا.

وأوضح مصارع الكابويرا أن «الأغاني والموسيقى مستمدة من ثقافة العبيد، حيث يتراقص المصارع بخفة على إيقاعات الطبول أمام منافسه قبل أن يتصارع كل منهما عن طريق الحركات البهلوانية والوقوف على الأيدي والقفز في الهواء والضرب بالأرجل باتجاه كل منهما».

وبخلاف ألعاب الدفاع عن النفس الأخرى لا يحدث تلامس بين المصارعين أثناء ممارسة الكابويرا، نظراً لأنه لم يكن مسموحاً للعبيد بالمصارعة والقتال، ولذلك قاموا بتطوير فن المصارعة الإفريقي إلى نوع من الرقص لا يحدث فيه تلامس. ولا تظهر الثقافة الإفريقية في أي مدينة بشكل أكثر وضوحاً مثل مدينة سلفادور دي باهيا.

وقد جعل البرتغاليون هذه المدينة لفترة تزيد على 200 سنة مركزاً رئيساً للعبيد الأفارقة، الذين يشكل أحفادهم اليوم ثلثي سكان المدينة البالغ عددهم 7 .2 مليون نسمة، حتى إن اسم البلدة القديمة في المدينة يُشير إلى هذا التاريخ المظلم.

وتشير التقديرات إلى أنه تم ترحيل ما يقرب من خمسة ملايين من العبيد إلى مدينة سلفادور دي باهيا، ولذلك فإنها لاتزال «القلب الأسود» النابض في البرازيل، وهو ما يتضح لأي زائر بعد فترة قصيرة من الوقت عند التجول في سوق الحرف اليدوية ميركادو موديلو، حيث يمكنه ملاحظة الجذور الإفريقية لهذه المدينة بكل وضوح.

وتتجلى التأثيرات الإفريقية بشكل أكثر وضوحاً على المطبخ والمأكولات بمدينة سلفادور دي باهيا، حيث يمكن للزائر الاستمتاع بالحلويات والأطباق الحريفة والأصناف ذات الألوان الزاهية، ومن أشهر الأطباق طاجن أسماك مع فواكه البحر مع طماطم وفلفل رومي، ويتم طهي جميع هذه المكونات في حليب جوز الهند وزيت النخيل.

تويتر