«العرض» قدّم في «عالم عربي خاص جداً»

شانيل «كروز».. بوهيمية مستقبلية تنطلق من دبي

صورة

تحولت أنظار العالم إلى دبي، الثلاثاء الماضي، خلال إطلاق المدير الإبداعي لدار أزياء شانيل الفرنسية، والمتحكم الأول في موضة العالم، كارل لاغرفيلد، مجموعة شانيل «كروز» 2014/ 2015، مقدما عرضا في أجواء ومعايير وروح لم تخن التوقعات، بدت فيها المجموعة ذات الـ84 تصميما، أقرب إلى المكان منها إلى الدار.

بفضول شديد تملك المراقبين، والمدعوين الـ1000، الذين انتقلوا في عبرات تقليدية إلى «الجزيرة»، التي قدمت وأعدت للدار خصيصا في هذه المناسبة، دخل الحضور بمجرد لمس الرمال البيضاء لشاطئ الجزيرة، إلى عالم عربي خاص جدا، تخيله وصنعه لاغرفيلد لمدعويه، من خيام تقليدية بيضاء منتشرة، وعازفين ارتدوا الملابس التقليدية المغربية، ومشاعل وشموع انتشرت على طول الرمال الناصعة، وقاعة بدت أقرب إلى فكرة المجلس الضخم المتخذ شكل شعار الدار، أو الخيمة الرملية الشاسعة، التي توزعت فيها مجالس في زوايا ومناطق مختلفة، ووسائد للجلوس أيضا تزينت بلمسات «المشربيات» المزخرفة بين أشجار نخيل طويلة، لتنتقل العارضات بين تلك المجالس لتقديم عرض لا يمكن وصفه سوى بالشرقي.

دبي

اتخذ المصمم من المشهد البانورامي لمباني دبي وحياً لعدد من القطع، التي اختتم بها عرض الأزياء، والتي زينت حواشي وأذيال القمصان، بخطوطها الطولية التي ارتفعت بحدة ممثلة برج خليفة، والتي اعتمد في تنفيذها الترتر اللماع بتدرجات معدنية مميزة، أعطت تأثيرا مسائيا لسماء دبي.


نجوم

وقف على السجادة البيضاء، التي أعدت لاستقبال المدعوين من نجوم لعرض أزياء شانيل كروز 2014 /2015، العديد من النجوم الذين حضروا خصيصا لحضور عرض الأزياء، الذي أقيم على «الجزيرة» التي أعدت خصيصا للحدث، منهم الممثلة تيلدا سوينتون، وداكوتا فانينغ، بالإضافة إلى فانيسا بارادايس، ولورا بايلي، وفريدا بينتو، وكاين رويتفيلد، وملهمة كارل لاغرفيلد أماندا هارليتش، إضافة إلى المغنية الشهيرة جانيل مونيه، التي قدمت للحضور عرضا غنائيا وراقصا مميزا.

على الرغم من وصف المصمم لدبي بأنها مدينة المستقبل، واعتبارها الملهم لمجموعته، التي تزينت فيها بعض القطع الأخيرة بمنظر بانورامي لمباني دبي، التي زينت حواشي القطع بالترتر اللماع، إلا أن المجموعة بدت أقرب إلى الشرقية البوهيمية الثمانينية منها إلى المستقبلية، معتمدا مجموعة من سراويل «علاء الدين» الواسعة، والقفطانات الشفافة، والقمصان الطويلة ذات الفتحات الجانبية، والأطقم التي دمجت بين السترات، والتنانير القصيرة فوق سراويل ضيقة، وتلك الأخيرة بلمسات حريرية مطبعة، أسفل فساتين شيفونية هفهافة، أعطت المجموعة لمسة شرقية تارة، وهندية تارة أخرى.

لا يمكن نكران أن المجموعة بدت مرتبطة بمخيلة لاغرفيلد عن عالم الشرق، أكثر من ارتباطها بالدار الفرنسية العريقة، ولا يمكن نكران أن أجواء الجزيرة عززت تأثير المجموعة في الحضور، حيث اعتمد المصمم إلى جانب قماش التويد الشهير، بتدرجاته والتماعته المعدنية اللماعة، خامات مطبعة بزخرفات الأرابيسك والمشربيات، بألوان متداخلة ومتعددة، غطت كامل الفساتين والقطع، بالإضافة إلى اعتماده طبعة قماش «الشماغ» الخليجي، باللونين الأبيض والأحمر، والأبيض والأسود، والتي اتخذت شكلها بأبعاد مختلفة مكبرة ومصغرة، وعلى خامات متنوعة قطنية وشيفونية شفافة فوق سراويل وقمصان عارية تغطيه، ما أعطى المجموعة المزيد من البعد والعمق والتداخل.

اعتمد المصمم في هذه المجموعة فكرة التداخل الشديد في القطع في المظهر الواحد، معتمدا فكرة «الطبقات» المتعددة من سراويل وقمصان وسترات، وفساتين وتنانير، مالت إلى القصات المتهدلة المريحة المناسبة لمجموعة الترحال هذه، مع الكثير من الإكسسوارات والحقائب اللافتة، التي كان أغربها تلك الحقيبة المستوحاة من عبوة «غالون النفط» باللون الرملي المميز، إضافة إلى الدبابيس الهلالية اللافتة التي زينت جباه وشعر العارضات، ما عزز اللمسة الشرقية الطاغية على المجموعة، والتي مالت إلى أن تكون أقرب إلى اللمسة البوهيمية المراكشية، بلمسة هندية وعربية قوية.

اعتمد المصمم فكرة الفساتين الواسعة ذات الطبقات المتعددة في الأكمام والأذيال، والتي استخدم فيها الطبعات الملونة المتعددة من ورود تارة، ومربعات ماكروماتية تارة أخرى، والكثير من التداخلات الهندسية المستوحاة من العمارة الإسلامية. ولم يتوانَ في تقديم عدد من التصاميم الأكثر عملية، من سراويل ذات قصات صيفية وقمصان بفتحات صدر كبيرة وسترات عفوية فوق صنادل أنيقة، والكثير من القلائد المتدلية المغطية لفتحات الصدر، إضافة إلى معاطف «الترنش» الرملية والسترات ذات السحابات السادة فوق سراويل مطبعة، والقمصان القطنية ذات الأذيال الطويلة، فوق السراويل النحاسية، بلمسات من السادة البسيطة إلى جانب الكثير من الطبعات الهندسية الملونة والمتداخلة، التي لم يتردد في تعزيزها أيضا بلمسات زينة يدوية من زهور برية صغيرة فوق رفرفات طبقات الفساتين.

واعتمد المصمم أيضا فكرة الفساتين الطويلة الواسعة الكاشفة عن الكاحل، والمزينة بأوشحة متدلية، فوق سراويل ضيقة تزينت بأزرار جانبية، بدت أقرب في روحها إلى التصاميم الهندية، والتي قدمها بتدرجات البيج والرملي والكريمي والكحلي والأسود السادة.

تويتر