من أكبر المدن البرازيلية ذات الطابع الاستعماري
ريسيفي.. فينيسيا على شواطئ الأطلنطي
تستقطب مدينة ريسيفي البرازيلية أعداداً غفيرة من السياح سنوياً، بفضل تمتعها بشواطئ رملية ناعمة، وطقس مشمس معظم أيام السنة، فضلاً عن أنها تزخر بالكثير من الكنوز التاريخية والثقافية. وتشتهر ريسيفي بأنها فينيسيا برازيلية على شواطئ الأطلنطي، بسبب كثرة القنوات والجسور بها. ويحتضن استاد أرينا بيرنامبوكو بهذه المدينة التي تقع في شمال شرق البرازيل أربع مباريات في دور المجموعات بمونديال 2014.
وتعتبر مدينة ريسيفي، التي تقع على تلة عالية، وتطل على المحيط الأطلنطي، واحدة من أكبر المدن البرازيلية ذات الطابع الاستعماري، التي لاتزال محافظة عليه حتى الآن، وبفضل زراعة قصب السكر وتجارة الرقيق أصبحت مدينة ريسيفي وسلفادور، إضافة إلى العاصمة السابقة بيرنامبوكو، من أغنى المدن في البرازيل.
ويشهد على هذا الثراء العديد من الكنائس والأديرة الرائعة المشيدة على طراز الباروك، والمنازل المشيدة على الطراز الاستعماري، ذات الألوان الزاهية والمنتشرة في حارات وأزقة البلدة القديمة، التي تم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ عام 1982. وتحتض مدينة ريسيفي العديد من الفنانين المشهورين الذين يقيمون بها باستمرار، ويبيعون أعمالهم الفنية في المتاجر والمعارض الفنية المنتشرة بها، وفي سوق النخاسة القديم «ميركادو دا ريبيرا». وقد قام المستعمرون الهولنديون بإنشاء مدينة ريسيفي، التي يقطنها حالياً 6ر1 مليون نسمة، خلال عام 1630؛ حيث دامت سيطرتهم على شمال شرق البرازيل عقوداً عدة، قبل أن يتمكن البرتغاليون من استعادة السيطرة عليها مرة أخرى. ولاتزال هناك بعض المباني القليلة في مدينة ريسيفي، تعود إلى هذه الحقبة، مثل قلعة سينكو بونتاس التي تتخذ شكل النجمة، وتضم هذه القلعة متحف المدينة أيضاً.
وعند تشييد المدينة قام الهولنديون بتجفيف مستنقعات المانغروف، وإقامة الجسور، وشق القنوات في المدينة، التي توفر للسياح حالياً إمكانية الانطلاق في جولات سياحية بالقوارب. ويعتبر جسر بونتي موريسيو دي ناسو، الذي يربط بين حي سانتو أنطونيو ومنطقة أنتيغو ريسيفي، من أقدم الجسور في المدينة البالغ عددها 39 جسراً، إذ يعود تاريخ بنائه إلى عام 1643. وتشتهر مدينة ريسيفي بأنها «فينيسيا» البرازيل؛ نظراً إلى ما تحتويه من جسور وقنوات يصل عددها إلى 50 قناة.
وتعتبر منطقة أنتيغو ريسيفي بمثابة جزيرة محاطة بالقنوات، فضلاً عن أنها تعد المركز التاريخي والثقافي للمدينة؛ إذ تتألق عند المرفأ مباني الجمارك المرممة حديثاً، كما أن مباني قلعة فورت دو بروم والبورصة القديمة تبدو بمظهر في غاية الروعة والتألق. وتقام احتفالات مشجعي كأس العالم لكرة القدم في ساحة ماركو زيرو المطلة على المرفأ، التي تعد بمثابة مركز البلدة القديمة. وعلى مسافة قريبة من هذا المكان يوجد أول معبد يهودي في العالم الجديد، الذي يرجع تاريخه إلى عام 1636، وكذلك منطقة روا دو بوم يسوس وما تزخر به من منازل بألوان زاهية، والعديد من الحانات التي تصدح منها الألحان والموسيقى طوال الليل. كما شهدت هذه المنطقة خلال بداية العام الجاري افتتاح المركز الثقافي باكو دو فريفو، الذي يهدف إلى شرح تاريخ هذا النوع المحلي من الموسيقي، إضافة إلى إمكانية تقديم دورات تدريبية في الرقص والموسيقى.
وقد أعلنت منظمة اليونسكو في عام 2012 أن الإيقاعات السريعة، ذات الأصول الإفريقية، تعتبر تراثاً ثقافياً غير مادي للبشرية. وأوضحت خوانا تشافيز، من متحف فريفو، قائلة: «يمتاز هذا النوع من الموسيقى بالإثارة والسخونة والسرعة، وتسري هذه الموسيقى في عروقنا، وتجعل شخصيتنا غريبة الأطوار، وتفسر فرحتنا وسعادتنا بالحياة».
ويمكن للسياح التعرف إلى المزيد من التراث الثقافي للهنود الحمر، والتاريخ الاستعماري للمنطقة، من خلال زيارة متحف الأنثروبولوجيا للسكان في شمال شرق البرازيل، وكذلك معهد ريكاردو برناند الذي يضم مجموعة ثمينة من المقتنيات التراثية. وبالنسبة لعشاق التسوق فلابد أن يشتمل برنامج زيارة مدينة ريسيفي على الذهاب إلى سوق مركادو سان خوسيه المشيد عام 1875 على غرار المتاجر الباريسية الراقية. إضافة إلى زيارة مركز الحرف اليدوية «كازا دا كولتورا»، المقام حالياً في أحد السجون القديمة؛ إذ يوجد به العديد من المتاجر مكان زنازين السجن السابقة.
شواطئ ساحرة
تتدفق جموع غفيرة من السياح على مدينة ريسيفي، بفضل تمتعها بشواطئ ساحرة ممتدة مسافات طويلة، تمتاز برمالها الناعمة، علاوة على الطقس المشمس طوال 300 يوم في العالم. ويعتبر شاطئ بوا فياجيم أجمل وأطول شاطئ في المدينة، إذ يمتد مسافة ثمانية كيلومترات. وتوجد معظم الفنادق والمنتجعات السياحية في هذه المنطقة التي توفر للسياح أيضاً حياة ليلية مفعمة بالحيوية والإثارة؛ إذ تنتشر العديد من الحانات والمطاعم والنوادي الليلية.
وتنتشر أسماك القرش قبالة سواحل مدينة ريسيفي، ولذلك لا يجرؤ سوى عدد قليل من السياح على الاستمتاع بالسباحة والغوص في المياه، وهناك حاجز طبيعي من الشعاب المرجانية يوفر الحماية لشواطئ ريسيفي، وبالتالي يتمكن السياح من الاستمتاع بالحياة الجميلة على الشواطئ الرملية الناعمة تحت أشعة الشمس، وتتلألأ من أمامهم مياه المحيط الأطلنطي الفيروزية، بينما يتجول البائعون على الشاطئ يحملون الأناناس وجوز الهند الطازج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news