خبراء: تجنب التعرض المباشر لأشعتها درع الوقاية من «سرطان الجلد»

شمس الصيف.. سلاح ذو حدّ واحد

السفر إلى الشواطئ واصطحاب الأطفال إليها في مرحلة عمرية صغيرة من الأسباب المؤدية إلى انتشار الإصابة بالسرطان في سن مبكرة. د.ب.أ

تعد الشمس سلاحاً ذا حدين؛ فهي تساعد الجلد على بناء فيتامين (د) المهم للعظام، لكنها في الصيف تحديداً، تنطوي أيضاً على مخاطر عدة، تبدأ من الحروق، وتنتهي بالإصابة بسرطان الجلد. ويمكن الحد من هذه المخاطر بشكل كبير، من خلال تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس المباشرة، لاسيما خلال فترات الذروة، وكذلك استخدام الكريمات الواقية من الشمس.

وأوضح البروفيسور الألماني إيكهارد فيلهيلم برايتبارت أن التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية بشكل مكثف دون أي حماية للجلد يعد أكبر عوامل الخطر المؤدية إلى الإصابة بسرطان الجلد، الذي أصبح منتشراً في وقتنا الحالي بنوعيه سرطان الجلد الفاتح، الذي يشمل سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، وكذلك سرطان الجلد الأسود المعروف باسم «الميلانوما».

فترات الذروة

شددّ البروفيسور الألماني إيكهارد فيلهيلم برايتبارت على ضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس تماماً في فترات الذروة، بين الساعة 11 صباحاً وحتى الساعة الثالثة عصراً، والتي تتعامد خلالها الأشعة فوق البنفسجية الخطرة.

وفي غير هذه الأوقات، أوصى برايتبارت بارتداء ملابس مناسبة للشمس وغطاء رأس ونظارة شمسية، إلى جانب استخدام كريم الوقاية بالطبع، لضمان حماية تامة وشاملة من أشعة الشمس.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/06/157224.jpg

وأضاف اختصاصي الأمراض الجلدية أن خطر الإصابة بسرطان الجلد الأسود ينشأ بصفة خاصة نتيجة لتعرض الجلد بشكل مفاجئ، ولمدة قصيرة للأشعة فوق البنفسجية المكثفة، كما هي الحال في العطلات الشاطئية، بينما يعد التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية للشمس على مدار الوقت، كما هي الحال مع المزارعين وعمال الطرق مثلاً، السبب الأساسي في الإصابة بسرطان الجلد الفاتح.

وأردف برايتبارت أنه إلى جانب التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية تعد الإصابة بحروق الشمس، لاسيما في مرحلة الطفولة، من أكثر عوامل الخطورة المؤدية للإصابة بسرطان الجلد في ما بعد، مع العلم بأن هناك بعض العوامل الفردية التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد، كالبشرة الفاتحة مثلاً أو الوحمات الخِلقية الكبيرة للغاية، أو كثرة عدد الشامات المكتسبة.

من جهته، قال طبيب الأمراض الجلدية الألماني فرانك لاتسكه إن «طبيعة الحياة في عصرنا الحالي، والسفر إلى الشواطئ بشكل أكبر، واصطحاب الأطفال إليها في مرحلة عمرية صغيرة، من الأسباب المؤدية لانتشار الإصابة بالسرطان في سن مبكرة، لاسيما سرطان الجلد الفاتح الذي كان أكثر انتشاراً في المراحل العمرية المتقدمة؛ إذ ثبت علمياً أن مدى خطر الإصابة بسرطان الجلد في مراحل عمرية لاحقة يتحدد خلال هذه الأعوام الأولى من حياة الطفل».

بينما أكدت البروفيسورة الألمانية لوسي هاينتسرلينغ، من مركز علاج السرطان التابع لمستشفى إرلانغن الجامعي، أن التشخيص المبكر يمثل طوق النجاة من سرطان الجلد؛ إذ تزداد فرص الشفاء من سرطان الجلد عند اكتشافه في مراحل مبكرة.

وأضافت أن هذه الفرص سرعان ما تتضاءل عند الإصابة بسرطان الجلد الأسود خصوصا، موضحةً أن «سرطان الجلد الأسود يصل إلى المراحل المتأخرة بشكل سريع للغاية، وغالباً ما يصل بشكل مبكر إلى مرحلة الانبثاث، التي تنتقل خلالها الخلايا السرطانية من الجلد إلى أعضاء أخرى بالجسم». ولتشخيص سرطان الجلد مبكراً، أوصى طبيب الأمراض الجلدية الألماني فرانك لاتسكه بالخضوع للفحوص المخصصة للكشف عن سرطان الجلد سنوياً، لاسيما بالنسبة للمرضى الذين لديهم عدد كبير من الشامات البارزة أو كثيرة العدد، كي يتم اكتشاف أي تغيرات طارئة على الجلد في مرحلة مبكرة.

وبالنسبة للأشخاص العاديين، أوصت البروفيسورة هاينتسرلينغ بالخضوع للفحوص بدءاً من سن 35 عاماً كل عامين.

وللوقاية من خطر الإصابة بسرطان الجلد بجميع أنواعه من الأساس، أكد البروفيسور الألماني برايتبارت أن تجنب التعرض لأشعة الشمس قدر الإمكان يمثل السبيل المثلى لتحقيق ذلك، لافتاً إلى أن هذا «لا يعني استخدام كريم الوقاية أنه يمكن التعرض لأشعة الشمس في أي وقت ولأي مدة، لأن اللبنة الأساسية في الوقاية من سرطان الجلد ترتكز على تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة من الأساس، لاسيما بالنسبة للأطفال الصغار والرضع». وأردف برايتبارت أن كثيرين من الأشخاص يقعون في خطأ كبير أيضاً عند استخدام الكريم الواقي؛ إذ يضعون طبقة رقيقة منه على البشرة؛ ومن ثمّ لا تجدي نفعاً في الوقاية من الشمس، مهما كان مُعامل الحماية كبيراً. وكي يتم الوصول لمُعامل الحماية المدوّن على عبوة الكريم الواقي من الشمس، أوصى برايتبارت باستخدام ميلليغرامين من الكريم لكل سنتيمتر مربع من الجلد؛ ومن ثمّ تحتاج الأسرة المكوّنة من ثلاثة إلى أربعة أفراد مثلاً لعبوة كاملة من الكريم الواقي من الشمس يومياً عند الذهاب إلى الشاطئ.

تويتر