130 جزيرة تتطوَّر دون عائق منذ 5 ملايين سنة

«غالاباغوس»‬ جزر السلاحف والسحالي العملاقة

صورة

توفر جزر غالاباغوس في الإكوادور‬، لعشاق الطبيعة ومشاهدة الحيوانات، فرصة رائعة للاستمتاع بالمناظر‬ الطبيعية الخلابة، والتعرف إلى السحالي والسلاحف العملاقة عن قرب. ‬

إجراءات‬ للحفاظ على الطبيعة

قامت سلطات البلاد ببعض الإجراءات‬، للحفاظ على الطبيعة في أرخبيل غالاباغوس؛ نظراً لقيام منظمة اليونسكو‬ بوضع هذه الجزر على القائمة الحمراء للتراث الطبيعي العالمي المهدد‬ بالخطر، بسبب تدفق السياح بكثرة، وما نجم عنه من مشكلات بيئية، لذلك ‬قامت السلطات المحلية بترحيل جميع الأشخاص، الذين يعيشون بشكل غير‬ قانوني في الجزر إلى البر الرئيس لإكوادور.‬

‫‬وأضاف المرشد السياحي أنه يتعين على السفن السياحية حالياً الالتزام‬ ببعض القواعد المهمة، حتى لا تتزايد أعداد السياح بصورة مفرطة في‬ الوجهات السياحية المفضلة في الجزر؛ حيث يحظر على السفن السياحية التوجه‬ إلى المكان نفسه مرتين خلال 14 يوماً، وتتمتع كل الجزر بالكثير من عوامل‬ الجذب السياحي، وشدد على أن جميع السفن تتم مراقبتها حالياً بواسطة‬

‫الأقمار الاصطناعية، وإذا خالفت السفن هذه القواعد، وقامت برحلات إضافية‬، فإنه قد يتم إلغاء ترخيصها.‬

‫وقد قامت منظمة اليونسكو حالياً بسحب تحذيرها، لكن هناك العديد من‬ الحيوانات والنباتات المستوطنة في أرخبيل غالاباغوس، أصبحت أكثر عُرضة‬ لخطر الانقراض؛ نظراً لأنه هناك منافسات حتى في عالم الحيوان؛ حيث جاء‬ مع الإنسان إلى هذه الجزر الماعز والفئران والحمير، والتي تدوس بأقدامها‬ على الأعشاب والحشائش، وتلتهم بيض الحيوانات والطيور الأخرى.‬

‫وإلى جانب جزر سانتا كروز وإسبانيولا، يضم الأرخبيل مجموعة أخرى من الجزر التي تعتبر من المقاصد والوجهات السياحية الشهيرة، مثل جينوفزا وسيمور‬نورتا وبارتولومي وإيزابيلا، وإذا رغب السياح في مشاهدة السلاحف‬، التي تعتبر من المعالم السياحية البارزة في أرخبيل غالاباغوس،‬ فيجب أن تتم مراعاة ذلك أثناء التخطيط للرحلة؛ حيث تعيش معظم السلاحف في‬ المناطق البرية، في جزيرة سانتا كروز وإيزابيلا وسانتياغو وسان كريستوبال‬ وإسبانيولا.‬

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/02/270362.jpg


محاذير

بمجرد أن تطأ أقدام السياح أرض جزر غالاباغوس، يقدم المرشد السياحي‬ مجموعة من التعليمات والمحاذير، منها على سبيل المثال أنه لا يجوز‬ الخروج على الطريق، أو لمس الحيوانات، أو استعمال الفلاش أثناء التقاط‬ الصور الفوتوغرافية، بالإضافة إلى عدم التدخين أو إلقاء قصاصات الورق‬ على الأرض.

‫وتتمتع هذه الجزيرة بكثافة سكانية منخفضة، وتزخر بالعديد من الفنادق‬ والمنتجعات السياحية الفاخرة، إلا أن هذه الطفرة السياحية بالجزر، التي‬ تندرج على قائمة التراث الطبيعي العالمي، دفعت نشطاء حماية البيئة إلى‬ دق ناقوس الخطر، إلى أن تدخلت السلطات المعنية، للحفاظ على الكنوز‬ الطبيعية بهذه البقعة الساحرة من العالم.‬

‫‬وقد أصبح أرخبيل غالاباغوس، في الفترة الأخيرة، قِبلة للسياح الذين‬ يرغبون في مشاهدة الحيوانات عن قرب، لذلك تشتد المنافسة بين الفنادق‬ وبيوت الضيافة وشركات الطيران، التي تقلع من مدن البر الرئيس للإكوادور‬، مثل كيتو وغواياكيل، ويمكن للسياح الرحالة المبيت في بيوت الضيافة نظير‬ نحو 15 دولاراً في الليلة، ومشاهدة السلاحف العملاقة، وكلاب البحر، وطيور‬ النورس، وغيرها من الحيوانات البرية والبحرية مجاناً. وتستقبل هذه الجزر‬ أكثر من 200 ألف سائح سنوياً، لتحقيق حلم زيارة الجزيرة الواقعة في‬ المحيط الهادئ، على مسافة أقل من 1000 كلم إلى الغرب من ساحل أميركا‬ الجنوبية.‬

‫وإذا رغب السياح في التنزه بين أعشاش طيور القطرس والطيور البحرية‬ الأخرى، على الجزر غير المأهولة بالسكان، ومشاهدة عائلات طيور البطريق،‬ فإنه يلزم حجز رحلة عبر السفن السياحية نظير 250 إلى 800 دولار للفرد‬ يومياً. وهناك العديد من المهاجرين الأوروبيين، الذين يقومون بتنظيم‬ الجولات السياحية والرحلات البحرية الأخرى في جزر غالاباغوس.‬

‫‬ويتمكن السياح في أرخبيل غالاباغوس من مشاهدة السلاحف العملاقة، ذات‬ الرقبة الطويلة والرأس الصغير والسيقان المكتنزة، وهي تتحرك ببطء على‬ الحشائش، وتتمتع السلاحف هنا بظروف حماية مثالية، لكن بعض السياح قد‬ يرغبون في لمس هذه الحيوانات العملاقة، التي قد يصل وزنها إلى أكثر من‬ 300 كلغم، وتعمر في الأرض أكثر من 100 سنة، وتنتشر السلاحف بكثرة في‬ الجزء الشمالي من جزيرة سانتا كروز، التي تعتبر من أهم الجزر السياحية‬ في أرخبيل غالاباغوس.‬ ‫‬ويعيش في مدينة بويرتو أيورا نحو 15 ألف نسمة، وتشتمل عاصمة الجزيرة‬ على أكثر من نصف سكان أرخبيل غالاباغوس، وفي الميناء يتمكن السياح من‬ مشاهدة أسود البحر، وهي تأخذ غفوة سريعة على الشاطئ، كما يمكن الانتقال‬ إلى الجانب الآخر من الخليج عن طريق التاكسي البحري.‬

‫‬وبالطبع لا يخلو هذا المشهد البديع من قوارب الصيد، وسفن الشحن‬، والعبّارات السريعة، التي تنقل السياح إلى الجزر الأخرى غير المأهولة‬ بالسكان، مثل سان كريستويال وإيزابيلا وفلورينا. كما تلقي بعض السفن‬ السياحية الكبيرة مراسيها أمام سواحل أرخبيل غالاباغوس.‬

‫وأكد المرشد السياحي أن الحيوانات والنباتات، الموجودة في الأرخبيل الذي‬ يضم 130 جزيرة، تتطور دون عائق تقريباً منذ خمسة ملايين سنة، ويساعد‬ المرشد السياحي المجموعة المرافقة له على الاستمتاع بروعة المناظر‬ الطبيعية، الموجودة فوق الماء وتحته في أرخبيل غالاباغوس.‬ ‫وفي هذه اللحظة يقف المرشد السياحي مع الكابتن خوليو باخاي، على جسر‬ القارب المزدوج قطمران، الذي يحمل اسم كنز غالاباغوس ويسع لنحو 16 سائحاً كحد أقصى. ويمكن للسياح في هذه الجزر‬ الاستمتاع بالرحلات البحرية، على متن العديد من السفن السياحية العملاقة‬ في أرخبيل غالاباغوس، والتي‬ تسع كل منهما لـ100 سائح، لكن هذه السفن تبدو مثل الأقزام، مقارنة‬ بالسفن والبواخر السياحية الكبيرة.‬

 

السياح بين أعشاش طيور القطرس والطيور البحرية‬ الأخرى على الجزر غير المأهولة بالسكان.

د.ب.أ

 

تويتر