رومانسية وعملية في أولى تجاربها في الملابس الجاهزة
«موزان» تحيـي الكلاسيكية الروسية بخطوط مطـوّرة
تبحث المرأة دائماً عن تلك المعادلة المتوازنة بين المبتكر والكلاسيكي، بين الأنوثة الحرة، والغواية، والخطوط الرومانسية، والراحة في الوقت ذاته، تبحث عن تلك الحاجة لأن تكون سيدة مترفة دائماً، وأنيقة لأبعد الحدود، دون الحاجة لأن تبدو متكلفة، هي «امرأة عالمية»، سيدة حقيقية مهما اختلفت الأماكن أو الأزمان، هي سيدة «موزان» التي قدمت أخيراً أولى خطوطها في عالم الملابس اليومية «بريت آبورتيه»، بمجموعة لا يمكن وصفها إلا بالعالمية.
سيراميك على الرغم من شهرة الموضة الروسية وأناقة فساتينها التقليدية المعروفة بالتفاصيل الدقيقة والخامات المترفة، إلا أن روسيا تشتهر أيضاً بقطع الخزف، وما تتميز به من رسومات ونقوش مميزة، وكانت هذه النقوش النباتية وزخرفات الورود حاضرة بقوة في التفاصيل المطرزة التي زينت معظم المجموعة، حيث بدت تلك الزخرفات الخزفية بورودها المتسلقة واضحة في إلهامها لهذه التصاميم، التي ازدانت بتطريزات من الورود وتعرجات السيقان النباتية على أجزاء مختلفة من الفساتين، سواء في منطقة الصدر، أو الخصر، أو الحواشي. من الأم إلى الابنة قالت مؤسسة دار «موزان» رفيعة هلال بن دري، إن هذه المجموعة المقدمة لخريف وشتاء 2015 هي الأولى من نوعها للدار في عالم الملابس، كما أنها الأولى أيضاً تحت إشراف وإدارة ابنتها الوحيدة موزة الظاهري، التي تسلمت الإدارة الإبداعية للدار أخيراً. وشددت الظاهري على أنها ليست مصممة أزياء، «هناك فريق رائع من المصممين الذين أشرف عليهم وأضع معهم أفكاراً للمجموعات، هو مجهود مشترك أحرص على أن يظهر بالشكل الأمثل دائماً»، مشيرة إلى أن الدار تحرص على أن تتبع النظام العالمي في عروض الأزياء الموسمية، «حيث عرضت في هذا الموسم مجموعتها لخريف وشتاء 2015 المقبل الذي سيعرض للجمهور في فروع الدار في شهر أكتوبر المقبل». |
بعيداً عن العباءات، وبعيداً عن فيلم العميل السري 007 جيمس بوند الستيني «من روسيا مع المحبة»، الذي لم تأخذ الدار منه سوى عنوانه الشهير، قدمت الدار تصاميم مستوحاة من جمال الموضة الروسية الكلاسيكية، التي تتميز بالترف الشديد، وحب التفاصيل اليدوية الدقيقة، وتلك اللمسة الأنثوية بقصات متهادية، وخطوط غير متطرفة، بل مالت إلى أن تمزج بين لمسات ابتكار هادئة دون استعراض للـ«عضلات»، امتزجت بعفوية ورومانسية بالكثير من الانسيابية التي عادة ما تحتاج إليها التصاميم الربيعية، كما لا يمكن الحديث عن كلاسيكية الستينات (حقبة الفيلم)، دون الحديث عن أيقونات الأناقة الكلاسيكية، وكل ما دار حول تلك الحقبة من جمال أخاذ، وهالة ذهبية أحاطت بشهيرات تلك الفترة.
بـ35 مظهراً، أطلت مجموعة «موزان» على منصة عروض «فاشن فوروورد» الذي اختتم الأسبوع الماضي خلال موسمه الخامس في «مدينة جميرا» في دبي، حيث قدمت الدار مجموعتها الأخيرة لخريف وشتاء 2015، بمجموعة من الملابس اليومية الراقية، التي رغم قابلية حصرها تحت اسم «الملابس اليومية» أو كما تعرف عالمياً بالـ«بريت آبورتيه» إلا أنها وكحال هذه الترجمة الفرنسية الأنيقة، بدت باريسية مترفة بامتياز، فقد استطاعت الدار الإماراتية العريقة أن تفاجئ جمهورها في هذا الموسم بإطلاق هذه المجموعة الأولى لها في عالم الملابس، إلى جانب خطوطها المعروفة منذ عقود في عالم العباءات، والتي تتفاوت بين المسائية الراقية، والأنيقة المتوسطة، وبين اليومية البسيطة، آخذة عالم العباءة إلى مرحلة مختلفة من الأناقة والرقي.
لم تكن الأناقة الروسية الكلاسيكية هي العنصر الوحيد الذي أحاط بالمجموعة، بل تكحلت التصاميم بالكثير من اللمسات الهندسية، التي استطاعت أن تلعب دورا واضحا في إبراز خطوط القصات، التي تتداخل وتتناظر بأشكال وزوايا هندسية واضحة وأخرى خفية، إضافة إلى الأشكال الهندسية التي تبرز من خلال قطع الدانتيل المحيكة أو تلك المعروفة بأشكال الـ«أورينبيرغ» المحيكة يدوياً بخيوط ناعمة بأشكال وزخرفات ونقوش متداخلة شديدة الترف، غالباً ما يمكن ملاحظتها على ياقات وأكمام وأجزاء من الفساتين الروسية التقليدية، التي اتخذت في بعض التصاميم شكلاً مطوراً جزئياً عبر الزوايا التجريدية العصرية.
كما اعتمدت المجموعة فكرة أشكال الحياكة الهندسية الدقيقة بتزيين عدد من الفساتين باعتماد قطع دقيقة من الجلد التي اتخذت ذات الأشكال نقوش الحياكة بأبعاد أكبر وأكثر عمقاً وبروزاً، وهي اللمسات التي زينت حواشي الفساتين، بالإضافة إلى الأردية والمعاطف الطويلة التي انسدلت واسعة وقصيرة بأذيال متفاوتة الأطوال، مستقرة على الحواشي والأكتاف، إضافة إلى اعتماد النقوش الروسية التقليدية على خامات شفافة من التول، والتي زينت كامل الفساتين مكونة أقمشة شديدة الترف والرقي تزينت بخامات مختلفة رسمت تفاصيل دقيقة وزخرفات من مواد متنوعة بارزة وأخرى مسطحة. مالت القصات في غالبها إلى الانسيابية الأنثوية، سواء في الفساتين، أو في الأطقم من سترات وسراويل، ورغم ميل المجموعة إلى الفساتين الهفهافة المتموجة التي برز عدد منها بشكل لافت شديد الترف والأناقة، والتي يمكن اعتبارها واحدة من أكثر القطع التي عرضت طوال الموسم أناقة وجمالاً، إلا أنها أيضاً ضمت قطعا مختلفة مثل التنانير الضيقة بقصة الـ«بنسل» التي غالباً ما اعتمدت خامات مسائية شفافة، والقمصان المربعة القصيرة، وتلك المتصلة بأذيال طويلة متموجة، بالإضافة إلى التنانير المتموجة الواسعة ذات القصة المشابهة للجرس، والسراويل المسائية الحريرية، المستقيمة والواسعة، والمعاطف ذات اللمسة الكلاسيكية الباريسية الراقية، وتلك التي تزينت بحواشٍ من الفرو وأخرى قصيرة مزينة بالكامل بقطع الفرو الأسود والفوشي، بالإضافة إلى بعض القطع التي بدت أقرب في شكلها للعباءات الشيفونية الحريرية التي انسدلت طويلة مفتوحة فوق القطع، إضافة إلى معطف من الـ«جرسيه الإسفنجي» المعتمد على تقنية القص بالليزر، متخذة زخرفات ونقوشاً مشابهة للفكرة العامة، الذي انسدل كمعطف طويل بأكمام طويلة باللون الفيروزي المبطن باللون البيج الرملي، فوق قميص بقصة مربعة وتنورة من الأورغانزا، كما قدمت الدار معطفاً شديد الأناقة باللون الكريمي الفاتح المزين بتطريزات يدوية فخمة، أعطى لمسة ترف لافتة للقطعة التي غطت طقماً من تنورة ضيقة من الدانتيل الكامل وبلوزة مشابهة تكشف البطن.
اعتمدت الدار على الخامات الإيطالية الراقية، مثل قماش من أنسجة الألياف المايكرو الذي تم ابتكاره وإنتاجه خصيصاً للدار، بالإضافة إلى «الأورغانزا»، والحرير الإيطالي السميك، والكريب، وخامات مطرزة بالكامل، وقماش البروكيد المعرق، بالاستعانة مع لمسات من كريستالات «شواروفسكي» ولمسات من الدانتيل الفرنسي من «صوفي هاليت» والتول الفرنسي، الذي يعد الأكثر فخامة وترفاً في عالم الخامات المسائية، إضافة إلى لمسات من الفرو. من خلال قماش الحرير السميك الإيطالي، اعتمدت الدار مجموعة من الفساتين السادة المسائية من اللونين البيج الفاتح بدرجة الـ«شامبين» واللون البنفسجي الملكي وهما اللونان اللذان تكررا بطريقة مبتكرة في كامل المجموعة، وقدمت الدار هذه الفساتين بين القصيرة والطويلة، بالإضافة إلى فكرة القمصان القصيرة التي تبرز جزءاً من البطن مع التنانير الواسعة الطويلة ذات الحواشي المتموجة، وأخرى عارية الأكتاف واسعة القصات بأذيال متموجة، وفساتين أخرى طويلة من الخلف وقصيرة من الأمام من الأورغانزا المتموجة التنانير بتطريزات مميزة، ومن البروكيد، الذي اعتمد بشكل كامل في بعض الفساتين.
لم تتشتت المجموعة بكثير من الألوان والدرجات، حيث استقرت «باليتة» المجموعة بين درجات الأبيض العاجي، والبيج الكريمي «الشامبين» بالإضافة إلى الرملي، والبنفسجي الملكي، والفيروزي الذي أضاف لمسة مريحة على كامل المجموعة، كما اعتمدت الدار اللون الأسود، والأحمر الماروني الداكن، ولمسة بسيطة من الفوشي، وهي الألوان التي تكررت على كامل المجموعة سواء في الخامات الرئيسة، أو ألوان خطوط التطريز، أو البطانات، أو الحواشي، أو الصدر، أو في التفاصيل الدقيقة المزينة للحواشي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news