أمراض اللثة لدى الحوامل تهدد الجنين
تنهال النصائح المختلفة على المرأة مع بدء رحلتها مع الحمل، سواء كانت نصائح تتعلق بما ينبغي أن تتناوله من غذاء، أو ما تفعله لتتجنب أعراض الحمل من غثيان وضعف شهية وعلامات تمدد الجلد، والسيطرة عليها، وتقول المؤسس والمدير العام لعيادة سنسايا لطب الأسنان والتجميل، ثريا المصري، إنه «قلّما تكون هناك نصائح جدية في ما يتعلق بكيفية العناية بصحة الفم واللثة، على الرغم من وجود الكثير من التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم خلال فترة الحمل، والتي تعمل على زيادة فرص الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان والنخر، نتيجة للزيادة المحتملة في استهلاك الأغذية السكرية، ما يجعل اللثة أكثر حساسية لطبقة البلاك السنية الضارة، وانعدام اللون، إضافة إلى المادة اللزجة من البكتيريا التي تتشكل باستمرار على الأسنان».
وتوضح المصري أن طبقة البلاك السنية هي واحدة من الأسباب الرئيسة لأمراض اللثة، «ففي حال لم تتم إزالتها من خلال تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يومياً، فإنها ستتراكم على الأسنان وتحت خط اللثة، ما قد يؤدي إلى التهاب اللثة الذي يعرف بأنه المرحلة الأولى من مرض اللثة»، محذرة من أنه إذا ما تم تجاهلها «فقد يتطور التهاب اللثة إلى شكل أكثر جدية من أمراض اللثة يدعى (بيريودينتيتيس)، حيث تكون اللثة والعظام التي تدعم الأسنان وتبقيها في مكانها قد تضررت وبشكل دائم».
وتبين دراسة بريطانية أن النساء اللواتي وضعن قبل الأسبوع الـ37 من الحمل يملن للإصابة بأمراض اللثة المتقدمة، وتنطبق الحال نفسها على النساء اللواتي ينجبن أطفالاً يقل وزنهم عن 2500 غرام (نحو 5.5 باوند)، كما أن النساء اللواتي يعانين أمراض اللثة الشديدة معرضات لخطر الولادة المبكرة، وإنجاب طفل منخفض الوزن عند الولادة سبع مرات أكثر من الأخريات اللواتي يتمتعن بلثة صحية.
ووجد الباحثون أن نسبة ارتباط أمراض اللثة المتقدمة بالولادات المبكرة في الولايات المتحدة تصل إلى نحو 18%، ومنذ ذلك الحين، خرجت دراسات أخرى تقول إن النساء الحوامل المصابات بمرض في اللثة، إما حاد أو خفيف، هن أكثر عرضة من غيرهن من النساء لأن يلدن في وقت مبكر (بما يقدر بـ37 أسبوعاً من الحمل)، أو يلدن أطفالاً يعانون انخفاض الوزن عند الولادة، غير أن البحوث الأخرى لم تجد صلة بين أمراض اللثة ونتائج الولادة هذه.
وتنصح المصري السيدات الراغبات في الحمل بزيارة طبيب الأسنان لإجراء فحوص وعلاج أي مشكلات في الفم قبل الحمل «كما أنه يجب اعتماد الطرق المنزلية اليومية لتنظيف الأسنان، وهي التنظيف بالخيط، أو بفرشاة أسنان ناعمة على الأقل مرتين يومياً، إضافة إلى تناول نظام غذائي متوازن يتمثل بالحد من عدد المرات التي تتناول فيها وجبات خفيفة حلوة أو نشوية كل يوم، حيث يمكن أن تسبب الوجبات الخفيفة الحلوة أو النشوية هجمات الحامض على الأسنان، كما يجب تقليل شرب المشروبات السكرية، فقد تسبب الصودا والحلوى تسوس الأسنان»، وتضيف المصري أنه يجب تناول المزيد من الفواكه والخضراوات والجبنة، «ويمكنك استخدام المستحضرات التي تحتوي على مادة الإكسيليتول Xylitol، مثل العلكة والنعناع، من أجل تقليل عدد البكتيريا المسببة للتسوس، لكن تحتاج إلى استخدام هذه المستحضرات كل يوم أشهراً عدة ليظهر المفعول، دون نسيان أهمية الحصول على كمية كافية من الكالسيوم».