«أسبوع الموضـة العربي» يطل من منصّـة دبي

انطلقت، مساء أول من أمس، في دبي، الليلة الأولى من أسبوع الموضة العربي، المستمر على مدى أربعة أيام، بمجموعة متنوّعة من الأسماء العالمية والإماراتية، حيث انطلقت العروض بمجموعة مميزة لواحدة من أكثر المصممات الإماراتيات انتشاراً في الآونة الأخيرة، حمدة الفهيم، التي استطاعت خلال فترة قصيرة تسليط الضوء على موهبتها في عالم الموضة.

عروس محفوظ

قدم مصمم الأزياء اللبناني عبد محفوظ في عرضه الختامي لليوم الأول من أسبوع الموضة العربي، فستان زفاف تميّز بالكلاسيكية والرومانسية الشديدة، حيث مالت درجة الفستان إلى اللون السكري الداكن، مع كثير من لمسات التول المطرّزة والمشغولة يدوياً، معتمداً على فكرة الأكتاف الحاسرة والأكمام الطويلة، دون مبالغة في انتفاخة الفستان، أو طول الأذيال المصاحبة للفستان، معتمداً على لمسات أنيقة وقصّة بسيطة.

أطفال

أضافت عروض أزياء الأطفال لمسة ممتعة وجميلة على أسبوع الموضة العربي، حيث زيّنت منصّة العرض مجموعة من الأطفال الذين قدموا عروضاً لعدد من علامات الأزياء الخاصة بالأطفال، مثل «بينكو بالينو»، و«إم إس جي إم كيدز»، و«مس بلومارين»، إضافة إلى «مس غرانت»، وهي العروض التي تفاوتت فيها الأزياء بين اليومية العملية، وتلك الأنيقة المسائية، ومجموعة متنوّعة من إكسسوارات الأطفال من قبعات، وأحذية وحقائب، وأوشحة.

وإضافة إلى العروض المتنوّعة التي انطلقت في الباحة الخارجية لفندق «سينت ريجز»، التي استمرت رغم هطول الأمطار المتقطعة، احتفت السجادة الحمراء بمجموعة من الفنانات والمغنيات، مثل نانسي عجرم، ورولا سعد، ومي حريري، وعدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي.

يقدم الأسبوع في تجربته الثانية خطاً جديداً ومختلفاً للأزياء، يراوح بذكاء وخفة بين فساتين السهرة الراقية المعروفة باسم الـ«هوت كوتور»، والفساتين الجاهزة «ردي تو وير»، وتحمل اسماً يمزج بين الإثنين، باعتبارها أزياء مسائية أنيقة وراقية لم تخرج عن معايير التنفيذ الفذ لفساتين السهرة الراقية، إلا أنها تميل إلى مزيد من البساطة والعملية حاملة اسم «ردي كوتور»، أي فساتين المساء الجاهزة، وهو ما كانت عليه مجموعات اليوم الأول، أنيقة ومتقنة ومسائية ومنسابة سهلة الحركة، مع تفاوت قدرات واضح بين المصممين.

العرض الأفضل

بدأت العروض بعرض أزياء مميز ومبتكر للأطفال، تلاه انطلاقة العروض الرسمية بعرض أزياء للمصممة الإماراتية حمدة الفهيم، الذي يمكن اعتباره العرض الأفضل لليوم، مقدمة مجموعة ربيعية تحمل ما يكفي من الرومانسية والأنوثة والتنفيذ المتقن والألوان الملفتة، سواء من السادة أو متعدد الألوان، بميل واضح لاعتماد التفاصيل اليدوية الدقيقة، التي تعدّ واحدة من بصمات الفيهم في تصاميمها، إضافة إلى ميلها الشديد إلى فكرة الزهور، والتفاصيل المتسلقة المقاربة للنباتات، التي غالباً ما تتأثر بها المصممة، الذي كان أحد الأسباب التي ميزت خامات المجموعة.

مالت المجموعة إلى الفساتين الطويلة، سواء ذات التنانير المنفوشة المتموّجة، أو تلك الضيقة ذات القصّات والخطوط الواضحة، أو تلك الضيقة التي تتحرر بانتفاخ أنيق في نهاياتها، مع تنوّع في قصّات الجذع، سواء تلك العارية بقصّات صدر مستقيمة، أو تلك المغلقة المثبتة في الرقبة وعارية الأكمام، أو التي مالت إلى فتحات الصدر الواسعة.

على الرغم من اعتماد المصممة للألوان السادة، فإن لمسات التطريز الربيعية المتنوّعة المعتمدة على الخيوط الملوّنة، أضافت لمسة لونية مبتكرة على الخامات الشفافة، حيث انتشرت تطريزات نباتية متسلقة تارة من التنانير صعوداً إلى الجذع، ومتركزة تارة أخرى وبكثافة شديدة على الجذع مكونة غابات زهور لا تنتهي، كما كانت الزهور أيضاً حاضرة بطريقة أخرى، من خلال اعتماد قصاصات بارزة حريرية من الخامات، وتكوين تموّجات أقرب للزهور على منطقة الصدر في بعض الفساتين، بينما كان للطيور مكانها هي الأخرى على الفساتين، التي اعتمدت على خامات مسائية، مثل التول، والحرير، وهي الخامات التي مالت إلى الألوان الهادئة الدافئة الطبيعية، بعيداً عن الدرجات الصارخة، ما عزز من رومانسية المجموعة.

عروض إيطالية

بينما بدأت العروض واختتمت بأسماء عربية، تخللت عروض إيطالية اليوم الأول من الأسبوع، من خلال أسماء مثل «جي باي جوردي»، ولورا مانسيني، وغيادا كورتي، وعلى الرغم من أن الأخيرة لم تكن قادرة على أن تقدم مجموعة بمستوى نظرائها المشاركين، حيث استمت تصاميمها نوعاً ما بعدم النضج، ومالت إلى أن تكون أقرب إلى الطفولية، مع كثير من التصاميم الشفافة بالكامل المعتمدة بكثافة على الدانتيل، ما يجعلها غير قابلة للارتداء، بينما نجح كلا المصممين الآخرين على تقديم عدد من التصاميم الأنيقة، سواء من خلال اعتماد الخطوط المستقيمة الناعمة، مع كثير من اللمسات الكلاسيكية الآمنة، أو الهندسية المعتمدة على كثير من التموّجات وكثير من الدرجات الملكية للألوان، مثل الأزرق الملكي، والأحمر، بعيداً عن الألوان الصارخة، حيث قدمت مانسيني، نسختها المحدثة والعصرية للخطوط الكلاسيكية القديمة.

اختتم اليوم الأول من أسبوع الموضة العربي بحُلته الثانية، بمجموعة أنيقة من فساتين الـ«ردي كوتور»، التي قدمها المصمم اللبناني

عبد محفوظ، جامعاً بين قدرته المعتادة على تقديم لمسات راقية عالية التنفيذ، وبين خطوط وقصّات مريحة وبسيطة سهلة التنفيذ.

وعلى الرغم من اعتماده لمسات وقصّات آمنة نوعاً ما، لم تخرج عن المألوف، فإنه استطاع أن يثبت أن المألوف أيضاً يمكن أن يكون مميزاً ولافتاً، معتمداً مجموعة متنوّعة من القصّات التي تفاوتت بين التنانير الطويلة والقصيرة، ذات التموّجات الواسعة، والأطوال المتفاوتة، خارجاً عن فكرة الكثافة في التطريزات، ومركزاً على اختيار خامات ذات ديناميكية ذاتية، تعطي للتصميم حقه دون مزيد من الجهد، سواء من خلال ألوان الخامات أو ملمسها، أو ثقلها وقدرتها على التشكل الذكي مع تقنيات القص المعتمدة.

إضافة إلى الأسود الذي تميزت معظم تصاميمه، قدم المصمم «باليتة» متنوّعة من الألوان التي قد تبدو قوية وواضحة للرائي، إلا أنها لم تخرج من الدرجات الباستيلية ذات الصبغة القوية، معتمداً على الأصفر الداكن، والأخضر الزيتي، والأحمر، والسماوي الفاتح المغبّر الأقرب ما يكون إلى الأبيض، إضافة إلى البني، والبيج، والوردي، بخامات تافتا ذات التماعة مواربة تميل إلى درجات ألوان أخرى، كما قدم تصاميم ذات طبعات ناعمة وربيعية من اللونين الأبيض والأزرق الملكي.

كحال معظم المجموعات التي مرت على منصّة العروض، اتسمت مجموعة محفوظ بالتنفيذ العالي والمتقن، ولمسات تطريز بسيطة جداً، ومزج مبتكر للألوان السادة بين التنورة والجذع تارة، وبين بدلات الـ«جمبسوت» وأذيالها تارة أخرى، وبين الفساتين وتطريزاتها في أحيان أخرى، كما فضّل تقديم فساتين سادة بالكامل من الترتر المطفي الأسود، مركزاً بذلك على القصّات الراقية والخطوط البسيطة.

الأكثر مشاركة