لمياء عابدين.. تعيد «الحب الحقيقي» إلى المنصّة
اختتم، مساء أول من أمس، «أسبوع الموضة العربي» بمجموعة من الأسماء العالمية، (إيطالية، ولبنانية)، تفاوتت في مستواها، وخطوط أزيائها بين السهرة، والسهرة الجاهزة، والملابس الجاهزة العملية، وعلى الرغم من تغيّر بعض الأسماء في اللحظات الأخيرة لأسباب تنظيمية، فإن العروض استمرت بشكل سلس.
ونجحت المصممة الإماراتية لمياء عابدين، صاحبة العلامة التجارية «كوين أوف سبيدز»، أن تسرق الأضواء تماماً عبر مجموعتها «الحب الحقيقي»، التي تعدّ أول مجموعاتها لفساتين السهرة، بعد سنوات من النجاح في تصميم العباءات المبتكرة، مشتهرة فيها بتقديم تصميم واحد فقط من كل عباءة دون تكرار.
جنى
اختتمت لمياء عابدين عرضها بظهور مميز لابنتها جنى (6 سنوات)، حيث فضّلت المصممة أن تحتفي بعلاقة «الحب الحقيقي» بين الأم والابنة في عيد الأم، والخروج مع ابنتها على المنصّة، التي كانت ترتدي فستاناً من التول الأبيض من تصميم والدتها. إكسسوارات الحب
حرصت الإماراتية لمياء عابدين على أن تضيف لمستها الخاصة من الإكسسوارات والزينة على الفساتين، مقدمة شالات من الفرو زيّنت بها أكتاف العارضات، إضافة إلى لمسات ناعمة وغير مبالغة من الريش الناعم الخفيف، أو الشرّابات الحريرية التي زيّنت حواشي التنانير، أو الأحزمة الناعمة. |
«الحب الحقيقي»، هي المجموعة التي وصفتها المصممة بـ«الرومانسية، البريئة، وشديدة الأنوثة، التي استوحيتها من جميع قصص الحب الكلاسيكية الشهيرة، التي ترعرعنا على سماعها ومشاهدتها، عبر أفلام هوليوود القديمة، مثل: روميو وجولييت، ذهب مع الريح، وتريسن وإيسولد والكثير غيرها، وهي الأفلام التي عكست معنى الحب الحقيقي، وبراءة المرأة ورومانسيتها الشديدة عندما تحب»، بحسب ما ذكرته لـ«الإمارات اليوم»، أثناء استعدادات العرض خلف الكواليس.
تشتهر عابدين بمهارتها وبصمتها في الدمج الذكي والمميز للخامات المختلفة، سواء السادة مع المطبع، أو المطبّع مع المطبّع، وهو ما تميزت به هذه المجموعة أيضاً، حيث أوضحت المصممة أنها «استعانت بقدرتها على دمج الخامات والألوان المختلفة، والتي كانت باستيلية خريفية بشكل عام، وهي الألوان ذاتها التي تميل إليها الحالة العامة لفكرة المجموعة المتأثرة بتلك الحكايات والأفلام، واللوحات الجميلة لتلك الحكايات أيضا».
كان من الطبيعي، بحسب عابدين، الاعتماد على الخامات التي تعكس الروح الكلاسيكية والرومانسية للمجموعة، «وفضلت الابتعاد بشكل عام عن الشيفون، واعتمدت بشكل رئيس على الخامات التي كانت مستخدمة في تلك الحقبة، مثل البروكيد، والتافتا، إضافة إلى الحرير الخام، والتول، والمخمل، والأورغانزا، والخامات التي يمكن أن تعزز من الفكرة العامة، وحرصت على دمج هذه الخامات بطريقة مبتكرة».
على الرغم من التنفيذ عالي الجودة للتصاميم، والتميز في دمج الألوان والطبعات المختلفة مع بعضها بعضاً، وقدرة كل ذلك على خلق مجموعة تشبه في روحها التصاميم الكلاسيكية، فإن المصممة حرصت في الوقت ذاته على عدم المبالغة في أحجام وانتفاخات الفساتين.
فضّلت عابدين تطوير القصّات بشكل أعطاها لمسة عملية وسهلة الحركة، سواء من خلال تخفيف انتفاخات التنانير، ومن خلال تحقيق قصّات الخصر الضيقة المحترفة دون مبالغة في عكس فكرة المشدات القديمة، محققة بذلك كثيراً من الرومانسية وبُعداً عن إعطاء الفكرة الشكل العتيق غير القابل للارتداء، ما يعطي المجموعة صفة الـ«ردي كوتور»، التي يحاول الأسبوع تسليط الضوء عليها، مقدمة إلى جانب الفساتين الطويلة، الضيقة والواسعة في تنانيرها، بلوزات أيضاً وسراويل واسعة مريحة، إضافة إلى أردية وعباءات دانتيلية، وأخرى مخملية، وضعت بشكل عفوي وسريع على أكتاف العارضات.
الجمع بين الخامات تنوّع بين الفساتين وأكمامها، أو بين الصدر والتنانير، إضافة إلى أذيال الفساتين التي قدمتها المصممة بخامات أخرى سادة أو مطبّعة، بينما نوّعت أيضاً بين قصّات الأكمام والصدر، بين تلك التي تزيّنت بحمّالات ذات رفرفات صغيرة ناعمة، وبين البسيطة، أو الأكمام الطويلة المنسدلة، أو تلك التي بدت مزيجاً بين فكرة الأكمام المنفصلة والقفازات، ما أعطى لمسة مختلفة للفساتين.
بداية
إضافة إلى الختام الإماراتي المميز، كانت انطلاقة اليوم مميزة هي الأخرى بمجموعة من تصميم اللبناني راني زاخم، التي لا يمكن وصفها سوى بمجموعة فساتين سهرة راقية «هوت كوتور» من الطراز الأول، سواء لما تميزت به من قصّات شديدة التعقيد عالية التنفيذ، أو من خلال الأفكار المبتكرة للتصاميم، أو الجودة العالية للخامات المستخدمة، التي لا تصلح سوى لسجادة هوليوود الحمراء.
ركّز المصمم على التنويع والابتكار في أفكار قصّات الصدر والأكتاف، التي يمكن اعتبارها واحدة من أكثر المناطق تعقيداً في الفساتين، معتمداً أيضاً على فكرة اللمسات الضخمة اللافتة على الأكتاف والصدر، مثل «الفيونكات» الكبيرة، أو الورود الضخمة البارزة، بينما مالت أغلبية التصاميم إلى فكرة التنانير المنتفخة، الكبيرة والمتموّجة، خاضعة هي الأخرى للشد والجذب واللف وكثير من التحركات المعقدة الرابطة بينها وبين الجذع، مفضلاً أن تتفاوت الأفكار المعقدة بشكل متوازن ومتبادل بين الجذع والتنانير دون مبالغة.
وعلى الرغم من اعتماد المصمم على فكرة الخامات السادة متعددة الألوان على المجموعة، مع فستان يتيم من القماش الأسود المعرّق بضربات خيوط فضية كبيرة، فإن المجموعة كانت بعيدة تماماً عن الملل، لتفوّق المصمم في تحقيق جميع معايير المجموعة الناجحة بشكل عام، والتصميم اللافت والراقي بشكل خاص، مقدماً فساتين من الألوان الباستيلية الفاتحة مثل: اللؤلؤي، والعاجي، والوردي الفاتح، والبيج المصفر، إضافة إلى الألوان الواضحة مثل: الوردي الفوشي، والأزرق الصارخ، والآخر الملكي، والفستقي الباستيلي، والأحمر، وبعض الفساتين المطرّزة سواء بالكامل، أو في أجزاء معينة من الفساتين، مثل الحواشي، أو الصدر. وعلى الرغم من تقديم المصمم لمجموعة فساتين سهرة راقية، فإن الأمر لم يمنعه من إضافة لمسة مرحة من الجيوب المخفية، إضافة إلى الأحزمة الرفيعة الرقيقة ذات اللون المتباين والصارخ، ما أضفى قدراً من العفوية على الفساتين، التي تفاوتت بين الطويلة المنتفخة، والضيقة، وتلك القصيرة من الأمام والطويلة من الخلف، أو التي تزيّنت بأذيال طويلة.