شريطها الساحلي يمتد 295 كيلومتراً على «الأدرياتيكي»
الجبل الأسود.. حوارية البحر والأعالي
تعد جمهورية الجبل الأسود «مونتينيغرو» وجهة سياحية جديدة للإماراتيين والمقيمين، خصوصاً خلال إجازة الصيف، لما تمتاز به من مقومات سياحية كبيرة من حيث المناظر الطبيعية الخلابة، والشواطئ والمناطق الجبلية والبحرية الأخاذة، والجو المعتدل صيفاً. ويمتد شريطها الساحلي على 295 كيلومتراً على طول البحر الأدرياتيكي، ما يمنح جبالها ومناطقها الداخلية إطلالات خلابة على البحر. وتمثل الجبال نحو 70% من مساحة البلاد، مشكلة حوارية طبيعية بين البحر والأعالي، إذ يصل ارتفاع الجبال إلى 800 متر عن سطح البحر.
الجبل الأسود دولة فتية، أعلنت استقلالها عن صربيا عام 2006، ويبلع عدد المسلمين فيها أكثر من 120 ألف نسمة، بنسبة خمس العدد الإجمالي للسكان البالغ 660 ألف نسمة. وتمثل المنطقة التاريخية في العاصمة بورغوريتشا شاهداً على ذاكرة المسلمين في الجبل الأسود، إذ كانت تضم تلك المنطقة سبعة مساجد ومنزلاً يعود تاريخ بنائه إلى عام 1826، كان يمثل مجلساً للقاء الناس، خصوصاً في شهر رمضان، إذ يشهد البيت توزيع طعام الإفطار والسحور على الفقراء.
كنوز ثراثية
فندق يضم فندق ريجنت بورتو مونتينيغرو 86 غرفة فندقية ومسكناً، بما في ذلك شقتان بنظام «بنتهاوس» بمناظر طبيعية وشرفات كبيرة وأحواض جاكوزي خارجية. ويتوسط الفندق، الذي افتتح أبوابه في الأول من أغسطس 2014، مجتمع المارينا المتنامي. يستوحي المبنى سقفه الطيني من مباني البالازي الإيطالية العديدة المحيطة بالخليج، ويستحضر أجواء المنطقة التي كانت تحت حكم البندقية طوال 400 عام. وفي الطوابق العلوية، توفر الغرف والمساكن أماكن عصرية ومتطورة للمعيشة متعددة الأغراض، بتصميم تينو زيرفوداتشي. ويؤدي أتريوم مركزي مضاعف الارتفاع ذو إطلالات واسعة على البحر المحاط بالجبال إلى حديقة إيطالية هادئة في الطابق الأرضي، تتضمن فسحة خاصة لتنظيم المناسبات. مساكن يتسم العنصر السكني في بورتو مونتينيغرو بالتفرد والتميز تماماً كما في أي بلدة تقليدية، فهناك مجموعة غير متماثلة من المنازل والشقق والعرائش، والمنازل من طابقين في مبانٍ ذات تصميم مميز، ولا يتجاوز علو كل منها خمسة طوابق. ويرمي هذا التنوع إلى استقطاب مجموعة واسعة من مالكي القوارب ومشتري المنازل المحليين والأجانب، فضلاً عن المستثمرين. ويتم تصميم كل شقة حسب الطلب، مع ديكور داخلي يتم ابتكاره، ويضم أرضيات من الرخام والحجارة ومطابخ مخصصة. وتراوح السمات المتفرّدة من بين الإطلالات المبهرة على الجبل والخليج، والحدائق على السطح، ومسابح الاسترخاء الخاصة. وتتجه واجهات معظم الشقق نحو الغرب، مع إطلالات على غروب الشمس على خليج كوتور والجبال المحيطة. |
يلتقي ساحل الجبل الأسود المطل على البحر الأدرياتيكي بالمضيق الجنوبي الأقصى في أوروبا، خليج كوتور، وتزدان شواطئها بشجر النخيل، وترسم الجبال الخضراء كثيفة الشجر وراءها لوحة ساحرة، تجسّد قلب أفضل أماكن التجوال في حوض البحر المتوسط. والخليج، المصنُف قاعدة بحرية منذ أيام الامبراطورية الرومانية، قائم منذ قرون. أما اليوم، فهو معروف بجماله الطبيعي وكنوزه التاريخية والثقافية، من بينها بلدتان هما بيراست وكوتور اللتان تُصنّفان من المواقع التراثية العالمية في قائمة منظمة اليونسكو، وجزيرتان تاريختان هما «سيدة الصخور»، و«سان جورج».
روعة هذا الساحل ما هي إلا بداية لعجائب غنية ومتنوعة في منطقة الجبل الأسود التي تمتد على مساحة 14 ألف كيلومتر مربع؛ من ركوب الطوافات المائية في نهر تارا، أعمق أخدود مائي في أوروبا (يأتي بعد جراند كانيون في أريزونا)، إلى استكشاف الأراضي الجليدية والوديان العميقة لمنتزه دورميتور الوطني المُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني، والذي يضم آخر غابة صنوبريات عذراء. ويمكن الاختيار ما بين الاستمتاع بأيام الصيف الهادئة على الشواطئ الرملية الشاسعة لساحل أولسينيسكا ريفييرا، أو ممارسة رياضة التزلج الشتوية في بلدة كولاشين. ويمكن الاستمتاع أيضاً برياضات أخرى من السباحة الهوائية في جبال بيالاشنيتا، إلى التزلج على الماء في بحيرة سكادار الواسعة، وهي أكبر بحيرة ذات مياه حلوة في جنوب شرق أوروبا، كما تحوي أكبر محمية للطيور في أوروبا.
وتغطي الجبال التي يتجاوز ارتفاعها 800 متر عن سطح البحر أكثر من 70% من البلاد. وعلى الرغم من كل ذلك، يتبين أن سبر أغوار المناطق الداخلية غير المُكتشفة بعد يرسم صورة متنوعة عن سكون البرية وجمالها، بما تشمل من مراعٍ ومروج مرتفعة تنتشر فيها البحيرات والكتل الجليدية المخفية؛ وشلالات ساحرة، وكهوف صخرية وجليدية؛ وغابات بدائية كثيفة الشجر، وحقول غنية بالعنب البري. وتقع هذه الحياة البرية التي لم تمسّها يد الإنسان من قبل على بُعد 100 كيلومتر من بورتو مونتينيغرو، وتضم أكثر من 3000 كيلومتر من المسارات وطرق التنزه القديمة.
أنماط الحياة
يجمع المجتمع القروي المفعم بالحياة في قلب تيفات بين أنماط حياتية، منها نمط الحياة الجديدة، فنرى مقومات البيع بالتجزئة، كما تمتزج التجارة مع المنشآت العامة، فيما توفر الواجهة المائية مساحات شاسعة للتنزه، فضلاً عن فندق «خمس نجوم»، ومطاعم ومقاهٍ.
وتعرض منشآت البيع بالتجزئة في بورتو مونتينيغرو حرفاً محلية الصنع، ومنتجات متنوعة من علامات تجارية عالمية. ويتم تقسيم المتاجر على مناطق، من المتاجر عالية الجودة ومعقولة الأسعار، إلى المحال الراقية الحصرية التي تحيط بساحة البندقية الجميلة. وتضم متاجر البيع بالتجزئة مقاهي ومطاعم إيطالية وأوسطية ويابانية، ومخبزاً وبنكاً، وسوبرماركت، وصالوناً لتصفيف الشعر و«سبا»، ومحال للأزياء الراقية، ووسطاء لليخوت.
نادي اليخوت
يتفرّد نادي بورتو مونتينيغرو لليخوت بمزجه للتقاليد مع الفخامة العصرية، وبتصميم أخّاذ على يد تينو زيرفوداتشي من شركة «إم إتش زي ديزاين» في باريس، يوفر هذا المجمّع الذي أعيد تجديده أخيراً منصّة متكاملة، يمكن للأعضاء من خلالها الوصول إلى ردهة حصرية ومطعم ومنشآت للإبحار والتجديف وقاعة رياضية وملاعب كرة المضرب، ومسبح بتصميم إنفينيتي مترامي الأطراف يبلغ طوله 64 متراً.
تأسس النادي عام 2010، والآن يُعد القلب النابض للإبحار في منطقة الجبل الأسود. ويشارك الأسطول المتنامي من يخوت السباق بالنادي في سلسلة من السباقات العالمية، وفي فعاليات اجتماعية ومناسبات يستضيفها النادي على مدار العام.
القرية
يبتعد تصميم مجتمع المارينا عن الأوجه المتسقة للمباني العصرية؛ فهو يعتمد أسلوب القرية النموذجية في منطقة الجبل الأسود، مع مساحات شاسعة للتنزه على طول الواجهة المائية، وشوارع متعرّجة وغير متماثلة تسير بالمرء عبر المباني الحجرية، لتصل به إلى ما تحتضنه من مطاعم بيتزا، وعرائش مظللة في قلب الحدائق. وفضلاً عن إعادة إحياء روح الاستكشاف التقليدي، تزدان الشوارع بالأشجار وساحات الأسواق بالمقاهي في الهواء الطلق.
أما خارج تيفات، فتوفر البيئة الثقافية والتاريخية والطبيعية المتنوعة حساً فعلياً بالاستكشاف، كما تشعل الحماسة للانخراط في أنشطة عديدة يمكن ممارستها طوال العام. وعلى بُعد 100 كيلومتر من قرية المارينا، يقع منتجع تزلج وأماكن رياضية. ومن المقرر إنشاء ملعب غولف يضم 18 حفرة على بُعد بضعة كيلومترات فقط من المارينا.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news