البرنامج يسعى إلى إبراز القيمة الإيجابية لأفراد المجتمع الذين يصادفون موقفاً إنسانياً يستدعي تدخلهم. من المصدر

طارق الشمري: سعيد باصطيادي في «الصدمة»

نادراً ما يكون ضحية برامج الكاميرا الخفية سعيد بأن وقع في «فخ» المقلب، خصوصاً حينما تظهر أمامه الكاميرات والمصورون للوهلة الأولى، لكن الأمر في ما يتعلق ببرنامج «الصدمة»، الذي يبث يومياً على قناة «إم بي سي»، يبقى مختلفاً، بسبب طبيعة البرنامج الهادفة التي تسعى إلى إبراز القيمة الإيجابية لردود أفعال أفراد من المجتمع يصادفون موقفاً إنسانياً يستدعي تدخلهم، من جهة، وعدم الاستخفاف أو السخرية بالضيف من جهة أخرى.

لا لـ «الخفية التقليدية»

قالت الممثلة الشابة وفاء صالح: «إنها رغم حاجتها إلى ما يسمونه الممثلات المبتدئات بـ(الانتشار)، في ظل واقع أنها لا تملك سوى ظهور درامي وحيد سابق في مسلسل (قلب العدالة)، فإنها لا تقبل بالمشاركة في برنامج كاميرا خفية تقليدي».

وتابعت: «ماذا يضيف أن تقدم مقلباً في شخص يفترض في من يصادقه حُسن النية، لكن حينما يكون الأمر منوطاً بترسيخ قيمة مجتمعية، فهنا تكون رسالة العمل قد أتت ثمارها».

«صدمة» إيجابية

وصف الإعلامي وخبير الإتيكيت، طارق الشمري، تأثير البرنامج بـ«الصدمة» الإيجابية، مضيفاً: «أخيراً صادفنا برنامج كاميرا خفية لا يبحث عن الضحكة على حساب ضيوفه الذين يضعهم في قالب (السذاجة) أحياناً، بل على العكس هنا نجد ضحايا (الصدمة) نماذج إيجابية في المجتمع».

وأكد الشمري أنه «بادر بالتدخل لرفع المعاناة عن الصبي الذي توبخه أمه، وفق ما أشار المشهد بالنسبة له، ليس باعتباره إعلامياً أو خبير إتيكيت منزعجاً من تصرف منافي لأبسط قواعده، بل بدافع إنساني بحت».

مساء أول من أمس، عرض البرنامج حلقة تم تصويرها في مطعم «المطبخ السعودي» في منطقة الجميراً بدبي، لكن الملفت أن أحد ضحايا الفقرة التي تم تصويرها في دبي، إعلامي وخبير اتيكيت مقيم في دبي، هو طارق الشمري، الذي ظهر مذيعاً على قنوات عدة، قبل أن يستقر الآن في قناة «الغد المشرق»، إلى جانب عمله الرسمي بقسم الإعلام في الهيئة العامة للشباب والرياضة في مقرها بالممزر.

«الإمارات اليوم» تواصلت مع الشمري، على اعتبار أنه أول إعلامي يقع ضحية هذا البرنامج، الذي عرض حلقات سابقة لردة فعل الجمهور حول ضرب خادمة لطفلة، ومشاهد خداع لمعاقين، وسوء معاملة الأب المسن، حيث جاء محتوى الحلقة منافياً لمجال اهتمامه وهو «فن الإتيكيت»، بعد أن سعى المخرج إلى انتزاع ردة فعل الجمهور الذي يشاهد أماً تقوم بتوبيخ وضرب ابنها اليافع داخل مطعم، وهي تقوم بمساعدته في استذكار دروسه بانفعال هيستيري، وعلى مرأى ممن حولها.

وقال الشمري: «كان وجودي بالمكان مصادفة، وهي المرة الأولى التي أقصد فيها هذا المطعم، باقتراح من صديقي، الذي حثني كثيراً على عدم التدخل، لكني فضلت أن أبادر بالنصيحة والمعلومة، لعلها تغير شيئاً لدى من كنا نعتقدها أماً».

وتابع: «مع تعالي صراخ المرأة، وإحساسي بمدى القهر الذي يعانيه الصبي، قررت التوجه إليها، وبادرت بالتعريف بنفسي، كي أكسر أي خواطر سيئة قد تتبادر لديها، بدعوى أنني أتدخل في ما لا شأن لي بها، فوجدتها تنصت بشكل جيد، دون أن تفارقها عصبيتها، لذلك كنت شديد الايجاز معها، وحاولت إقناعها بأن هذا الأسلوب خاطئ على الصعيد النفسي، كما أنه لا يليق ولا يحق لها أن تقوم به».

وأكد الشمري أنه ليس ممن يهوون صناعة المقالب في الجمهور لغرض الإضحاك والسخرية البحتة، لكنه رغم ذلك سعيد باصطياده في «الصدمة»، مضيفاً: «نحن هنا أمام برنامج مختلف لا يعرف الإسفاف، بل على العكس يقدم قيمة اجتماعية وأخلاقية، ويبعث برسالة غير مباشرة تكافح العديد من السلوكيات الخاطئة، كما أنها تشجع السلوك الإيجابي لمن يسعون إلى رفع المعاناة بدافع إنساني عن شخص صادفوه».

وحول رسالة هذه الحلقة من وجهة نظره قال: «المكان العام يجب احترامه والتقيد بأنظمته، وكذلك مراعاة أن هناك آخرين بجوارنا، وإن كنا بمفردنا فهذا المكان عام ويجب أن نراعي ذلك ونحافظ عليه، ونعكس ثقافتنا من خلال تعاملاتنا مع البيئة من حولنا».

وقالت وفاء أيوب، وهي ممثلة شابة شاركت في إنجاز الحلقات التي تم تصويرها في دبي: «واجهنا صعوبة كبيرة في التصوير، فعلى الرغم من إيجابية البرنامج، فإن البعض كان يرفض فكرة ظهوره على الشاشة لأسباب مختلفة، لذلك كنا نضطر أحياناً إلى التصوير على مدار اليوم، لكن بمجرد أن تنتهي الحلقة المراد إنجازها، كنا نشعر أننا حققنا هدفاً إنسانياً، وليس فنياً فقط».

وأضافت وفاء، التي ظهرت في مسلسل «قلب العدالة»، ولها أيضاً بعض التجارب الغنائية: «تم تصوير معظم مشاهد دبي في منطقتي الجميرا والبرشا».

 

الأكثر مشاركة