هل يستعيد كبار السن شبابهم عبر حقنهم بدماء شابة؟
بدأت شركة أمبروزيا، والتي تتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً لها، بإجراء تجارب سريرية يتمّ فيها نقل الدم إلى كبار السنّ من المتبرعين الأصغر سنّاً، وذلك أملاً في تجديد واستعادة شباب الجسم.
وأشار الخبر الذي نشرته، اليوم، مؤسسة دبي للمستقبل على موقعها الإلكتروني، إلى أن الشركة ستقوم بإجراء تجارب سريرية لاستعادة الشباب عند الأشخاص الذي تتجاوز أعمارهم 35 سنة وذلك عن طريق حقنهم بدم الشباب، مضيفاً "أن الشركة تستند على الأبحاث السابقة، مثل الدراسات التي أجريت عام 2014 من قبل ايمي ويجرز، وهي باحثة في معهد هارفارد للخلايا الجذعية، والتي تقترح ربط جهاز الدوران الدموي للفئران الفتية به عند الفئران المتقدمة بالعمر، الأمر الذي يسهّل استعادة الشباب عند الفئران الأكبر سنّاً."
ويدعى هذا النوع من العمليات الجراحية بالتعايش الالتصاقي، وهو موجود منذ ستينيات القرن التاسع عشر. وقام الباحثون في هذه الدراسات بالخياطة الجراحية لجلد اثنين من الفئران معاً، وبالتالي تعريض جهاز الدوران الدموي عند الفأر الأكبر سنّاً لدم الفأر الفتي. وتشير الدراسات إلى وجود علاقة بين هذا الإجراء الجراحي وبين تحسّن المظهر والوظيفة للقلب الضعيف والمتضخم عند الفأر الأكبر سنّاً.
وبحسب الخبر الذي نشرته مؤسسة دبي للمستقبل فإن شركة أمبروزيا لن تقوم خلال تجاربها بنقل الدم الكامل، وإنما بنقل البلازما فقط. حيث سيخضع المشاركون بالتجربة لنقل البلازما من متبرعين لا تتجاوز أعمارهم 25 سنة. وستقوم الشركة بإجراء تحليل للدم قبل الإجراء وبعده بشهر واحد للكشف عن أكثر من 100 واسم حيوي في الدم. وقد ولّدت هذه التجربة الكثير من الاهتمام، حيث كان بيتر ثيل من بين المهتمين، وهو مؤسس مشارك في شركة باي بال ومستثمر في فيسبوك، يرغب بتجريب نقل البلازما من الشباب بنفسه، وفقاً لمجلة "Inc.".
وسيقوم المشاركون بدفع مبلغ 8 آلاف دولار أميركي، والذي من المفترض أن يغطي تكلفة البلازما من بنك الدم، والتحاليل المخبرية، ومراجعة آداب المهنة، والتأمين، والرسوم الإدارية.
مع ذلك، فإن التجارب التي تجريها الشركة تواجه ردود فعل سلبية إذ يشكك النقاد بمنهجية وفوائد نقل الدم. ويشير النقاد إلى نموذج الدفع مقابل المشاركة في التجربة، مشبّهين ذلك بعيادات الخلايا الجذعية غير المُثبتة والتي ظهرت فجأة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
كما تعدّ طريقة إجراء التجربة من نقاط الخلاف الأخرى، حيث لا توجد مجموعة شاهدة في التجربة، ولن يتم استعمال أي علاج وهمي. كما لا يُشترط على المشاركين أن يكونوا مرضى أو من كبار السنّ للمشاركة، فالشرط الوحيد هو أن يتجاوز عمر المشارك 35 سنة، وأن يملك 8 آلاف دولار أمريكي. ومن النقاط الواقعية أيضاً عدم وجود واسمات حيوية مقبولة بشكل جيد في الدم للتقدم في العمر.
ويقول عالم الأعصاب توني ويس كوراي، وهو أحد العلماء الذين أشرفوا على الدراسة عام 2014: "لا يوجد أي دليل سريري بأن العلاج سيكون مفيداً، وإنما يتم بالأساس استغلال ثقة الناس وحماسهم حول هذا الموضوع".