الشعراء والرواة وثّقوا «خصوصية الإمارات»
نظم معهد الشارقة للتراث، أمس، حلقة نقاشية حول «الثقافة الشعبية في الإمارات.. المفهوم والاجناس»، تحدث فيها رئيس معهد الشارقة للتراث، عبدالعزيز المسلم، عن المفهوم والدلالات في الثقافة الشعبية في الإمارات، وتناول الناقد والشاعر محمد
المجتمع الناقد استعرض الناقد محمد نورالدين، مسيرة الشعر الشعبي في الإمارات على مدار 300 سنة مضت، وتوقف مع مطلع الألفية الجديدة، وعرض خلال حديثه أشهر مدارس الشعر الشعبي، بدءاً من المدرسة التقليدية إلى الرومانسية والواقعية والنصية والرمزية، مشيراً إلى بعض ملامح كل مدرسة وأبرز رموزها. ولفت إلى أن المجتمع كان منذ البدايات بمثابة الناقد للشعر، حيث يتناقل المجتمع القصيدة الشعبية ويُخضعها للنقد. وبين أن المدرسة التقليدية تأخذ بعين الاعتبار المجتمع والعادات والتقاليد. وأشار إلى أن جملة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي مرت بها الإمارات، بالإضافة إلى السفر والتنقل والترحال، ساهمت في إحداث تغيرات في الشعر الشعبي، نتيجة الاحتكاك وتبادل الخبرات. |
عبدالله نورالدين، نشأة الشعر الشعبي في الإمارات بمختلف مدارسه واتجاهاته على مدار 300 عام. وتفاعل الجمهور مع الجلسة وأسهموا في إثرائها، من خلال تساؤلاتهم ومداخلاتهم المتنوّعة.
وأكد عبدالعزيز المسلم، أن «الجلسة النقاشية جاءت ضمن سلسلة جلسات يعتزم المعهد تنظيمها في موسمه الثقافي الحالي، بهدف تدوين سيّر أعلام الثقافة الشعبية في الإمارات وتوثيقها في كتاب جامع، حتى يتسنى للباحثين وطلبة العلم الاطلاع عليها والإفادة منها، والاحتفاء برموز الثقافة الشعبية ونتاجاتهم التي وثّقت جوانب من حياة المجتمع الإماراتي في الماضي، إضافة إلى إذكاء جذوة الوعي الثقافي لدى أبناء الإمارات، وربطهم بسيّر الآباء والأجداد من أعلام الثقافة الشعبية».
ولفت إلى أن «الثقافة الشعبية في الإمارات شهدت معرجات تاريخية مهمة، أسهمت في تشكيل الأجناس والفروع وتمايزها، وظهور نخبة من الشعراء والرواة والباحثين، الذين نقّبوا في البلاد عن كل شاردة وواردة، قديماً وحديثاً، وعملوا على توثيق ما تناهى إلى مسامعهم أو حوته تقاييدهم من روايات وحكايات استقوها من رواة ثقات». وتابع: «إن الهدف من طرح هذا الموضوع هو إنجاز سلسلة متواصلة لعرض سير أعلام الثقافة الشعبية في الإمارات وأبرز نتاجاتهم في جلسات ثقافية، تستحضر ملامح من تلك السير وتعرض نبذاً عنها، ومن ثم جمعها وتحريرها ونشرها ضمن كتاب موثّق يضاف إلى إصدارات معهد الشارقة للتراث، ليكون عملاً فريداً في بابه».
وأوضح المسلم أنه «من جملة الأهداف التي تتطلع الجلسات الثقافية إلى تحقيقها تدوين سيّر أعلام الثقافة الشعبية في الإمارات وتوثيقها في كتاب، والاحتفاء برموز تلك السيّر ونتاجاتهم التي وثّقت جوانب من حياة المجتمع الإماراتي في الماضي، إضافة إلى تعريف المثقف العربي بما تزخر به الإمارات من سير أعلام الفضلاء النبلاء».