أميركا: حملة على الضجة بالمحيطات
أصبحت المحيطات أكثر صخباً منذ عقود مع ارتباط ضوضاء صنعها الإنسان من حفارات النفط والملاحة البحرية والبناء بعلامات على الإجهاد في الحياة البحرية التي تشمل الحيتان التي تزحف إلى الشاطئ وصغار السلطعون.
وتهدف الولايات المتحدة إلى تغيير هذا مع إعداد وكالة اتحادية خطة قد تفرض تقليص الأنشطة التي تسبب ضجيجاً، بما في ذلك التنقيب عن النفط والتجريف والملاحة البحرية قرب الساحل.
وقال ريتشارد ميريك، كبير المستشارين العلميين لوكالة المصايد في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، وأحد كبار معدي خطة عشرية أكثر تفصيلاً للوكالة تُنشر في وقت لاحق من العام الجاري: «نشعر بقلق بشأن ضوضاء المحيط منذ عقود منذ السبعينات. السؤال هو ما الذي يتعين علينا فعله الآن؟ وتدعو مسودة الخطة إلى فرض قيود على الضوضاء وإنشاء نظام استماع موحد، وتدعو أيضاً إلى إنشاء أرشيف لبيانات الضوضاء، يمكن أن تتضمن تسجيلات تصل إلى آلاف الساعات، قد يستخدمها العلماء كمرجع مقابل بيانات بشأن مكان تجمع الحياة البحرية».
ويعترف العلماء الذين يقفون وراء المشروع بأن المحيطات لم تكن هادئة قط، فهي تزخر منذ ملايين السنين بأصوات تراوح بين رعد العواصف وأصوات الحيتان، لكن العلماء يشيرون إلى أن الأسماك والثدييات البحرية تطورت بحيث تتعايش مع تلك الأصوات.
وقال رئيس برنامج الصوتيات في المحيطات التابع للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي جاسون جيداميك: «قبل 100 سنة لم يكن المحيط هادئاً، كان مكاناً يعج بالأصوات، ولكن الآن هناك قدر أكبر من الضوضاء البشرية هناك».
ولكن ضوضاء من صنع الإنسان، مثل عمليات الحفر والتجريف والأدوات المستخدمة في التنقيب عن النفط وأجهزة السونار وطواحين الهواء المولدة للكهرباء وعمليات تكسير الجليد، زادت من مستوى الصوت بشكل كبير.
وعلى سبيل المثال، أثبت باحثون أنه قبالة ساحل كاليفورنيا ارتفع مستوى الضجيج تحت سطح الماء إلى أضعاف عدة خلال بضعة عقود، وذلك إلى حد ما نتيجة زيادة في حركة الملاحة.
وتتداخل الضجة المتزايدة مع الأصوات التي تستخدمها الثدييات البحرية في التواصل والصيد والانتقال من مكان لآخر. وعلى سبيل المثال، تستخدم الحيتان الزرقاء التي يزيد حجمها مرتين على حجم الحافلة المدرسية وحيتان الزعانف الملساء أغاني للعثور على الطعام والتزاوج.