«الشيف بي»: خَبز الحلويات هو شغفي
بشيء من الحنين يتذكر الشيف الإماراتي، بدر نجيب، أول مرة دخل فيها إلى مطبخ والدته، ليساعدها في تحضير كعكة المكسرات والتمر، وقتها راقت اللعبة لابن الـ13، فبدأ رحلة بحث مضنية وشيقة عن المزيد بين ثنايا الكتب، وعلى منصات العالم الافتراضي التي وضعته مبكراً أمام العوالم الساحرة لأكبر مشاهير الطهاة في العالم، أمثال غوردون رامساي وجيمي أوليفر، فحاول بدر ابتكار وصفات جديدة ومشاركتها مع الأصدقاء عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، التي شكلت أول انطلاقة لموهبة أثارت الكثير من الاهتمام.
مهارات استثنائية
توجُّه الشيف بدر نجيب، المعروف بلقب «الشيف بي»، إلى عالم الطبخ، كان قراراً مصيرياً بالنسبة له إذ وصفه قائلاً «ما دفعني في هذا الاتجاه رغبتي في تغيير وجهات نظر الناس عن طريق تحقيق الأهداف قدماً، وعندما بدأت لم يكن هناك أي من الطهاة الإماراتيين، فخطرت لي فكرة أن أكون أول إماراتي يقتحم هذا الميدان، فأجعل الناس يشيرون إلي ويهتمون بما أقدمه»، ويضيف «يعتقد الكثيرون أنه من السهل الوصول والظهور في مختلف منصات مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذا الاعتقاد غير صحيح لأنه يجب على الشخص أن يكون متناغماً ويمتلك الحس الفني، فالمنافسة قوية في الوسط المحلي والعالمي، وأنا سعيد لتقديمي عروضاً مباشرة في السعودية، كذلك الإعلان عن إحدى العلامات التجارية الفرنسية المعروفة في المنطقة».
شغف الشيف الإماراتي بدر نجيب بصناعة الحلويات، ومهارته الاستثنائية والمبتكرة في استنباط مختلف الأطباق الجديدة والشهية، دفعاه إلى تقديم توليفات مبتكرة وصفها بالقول «خَبز الحلويات هو شغفي الأول والأساسي، فلا توجد برأيي وجبة كاملة من دون تحلية في النهاية، وأعتقد أنني تمكنت إلى حد الآن من تقديم طبق ناجح من توليفات إماراتية بحتة معتمدة على مزيج من اللقيمات المحشوة بآيس كريم مع دبس التمر»، وعن الابتكارات الأخرى التي استحدثها الشيف في الأطباق الرئيسية قال «أحاول دائماً أن أعدل في الأطباق الرئيسة، وآمل أن تكون لها شعبية مثل حلوياتي».
عن المطبخ المحلي
وعن المطبخ المحلي، أكد «الشيف بي» أن «المطبخ الإماراتي متكامل ولا ينقصه شيء، فالأصناف كثيرة ومتعددة، وغالباً ما يكون لكل نوع من هذه الأنواع مناسبة خاصة، فمنها ما يعد خصيصاً للأفراح والأعياد، أو لفترات المساء والظهيرة، أو حتى في الفترات الصباحية من اليوم»، ولفت الشيف إلى أنه اعتمد على أسس المطبخ الإماراتي لابتكار وصفات جديدة وعصرية، مؤكداً «في الكثير من الأحيان أستخدم بعض مكونات الأطباق الإماراتية مثل الزعفران والهيل، وبعض البهارات الأخرى التي استلهمت منها الكثير من الأفكار والتوليفات الجديدة لأطباقي».
منافسات عالمية
يشعر الشيف بدر بالفرح وهو يتحدث عن شهرته كأصغر شيف إماراتي (20 عاماً)، حقق شهرةً كبيرة حول العالم بفضل مهارته الاستثنائية والمبتكرة في تحضير الحلويات الشهية التي قادته مبكراً للمشاركة في أهم برامج الطبخ العالمية، ويضيف «شاركت في العديد من المسابقات والفعاليات المختلفة، وآخرها منافسات فنادق هيلتون العالمية التابعة للعلامة الخاصة «هيلتون جاردن إن»، وصنعت ثلاث وصفات لحلويات «الوافل» المستوحاة من المطبخ الإماراتي، حيث شملت الوصفة الأولى شرائح الكمثرى المسلوق بالزعفران مع آيس كريم الفانيليا، والثانية بنكهة القهوة العربية مع الفراولة والشوكولا، أما الأخيرة فكانت الوافل المحشو فلودا الزهرية مع آيس كريم الفانيليا»، وعن التحديات المقبلة التي ينوي الشيف خوضها يتابع «أتدرب بشكل مكثف للمنافسة في مسابقة المهارات العالمية التي يشارك بها أكثر من 70 جنسية مختلفة، وأتمنى أن أقدم برنامجاً تلفزيونياً، وأمتلك مطعمي الخاص في يوم من الأيام».
تحديات
نجح الشيف نجيب في ترسيخ مكانة المطبخ الإماراتي على خارطة المطابخ العالمية بفضل مهاراته الإبداعية الاستثنائية التي جسدت طموحه بإثبات قدرة المطبخ الإماراتي على البروز إلى جانب المطابخ العالمية الأخرى، إذ لايزال يؤكد وجود نكهة إماراتية في كلّ وصفة أو توليفة من توليفات المطابخ الأخرى حول العالم، ويأمل أن يلهم الجيل الجديد من الشباب الإماراتيين ليطلقوا العنان لمهاراتهم في الطبخ، مؤكداً أنه لفت الانتباه إلى موهبته على منصات التواصل الاجتماعي التي شهدت انطلاقته الأولى وتفاصيل انتشاره الواسع الذي وصل اليوم إلى أكثر من 80 ألف متابع على «إنستغرام»، و10 آلاف متابع لابتكاراته وتوليفاته الشهية في عالم الحلويات على اليوتيوب.
وحول الطبق الذي يتوقع أنه قادر على المنافسة عالمياً، قال الشيف الإماراتي بدر نجيب «في تقديري الشخصي، لا أعتقد أنه يوجد طبق واحد مفضل لدى بعضنا، وإنما تعتمد الأفضلية دوماً على الاختيارات الشخصية والميول والأذواق المتباينة لكل شخص منا، فمن يتذوق وجباتي هو برأيي من يحدد أفضلها».