«الكربوهيدرات».. الغذاء الذي يخافه الجميع
تشتهر «الكربوهيدرات» بسمعة سيئة، باعتبارها سبباً لزيادة الوزن، وهو ما دعا إلى انتشار الحميات الغذائية قليلة أو عديمة «الكربوهيدرات». ولكن في حقيقة الأمر، تعدّ «الكربوهيدرات» من ركائز التغذية المتوازنة، وليس المهم هنا الكمية، بل النوع.
خضراوات قاعدة عامة ينصح خبراء التغذية بتناول الخضراوات والفواكه بأكبر كمية ممكنة، مع اختيار الأصناف المصنوعة من الحبوب الكاملة بالنسبة للخبز والمعكرونة، إضافة إلى الإقلال من الحلوى، والاستغناء قدر الإمكان عن المشروبات المحلاة بالسكر. ولتجنب تناول السكر بلا داع ينبغي أيضاً تفضيل الأطعمة الطازجة عن المنتجات الجاهزة. |
وقال الطبيب بالمعهد الألماني لأبحاث التغذية، شتيفان كابيش، إن «المصادر الشائعة لـ(الكربوهيدرات) تتمثل في الخبز والأرز والمعكرونة، كما أنها توجد أيضاً في الخضراوات والفواكه ومنتجات الألبان»، مشيراً إلى أن السكريات والعصائر المحلاة بالسكر، كالليمونادة تعدّ بمثابة قنابل لـ«الكربوهيدرات».
وأوضح أن «(الكربوهيدرات) ما هي إلا جزيئات سكر، ولكنها ليست كلها متطابقة، حيث يفرق خبراء التغذية بين (الكربوهيدرات) تبعاً لنوع جزيئات السكر، التي تتألف منها. وكلما زاد طول سلسلة جزيئات السكر، كانت (الكربوهيدرات) أكثر تعقيداً».
ويتألف الجلوكوز والفركتوز من جزيء سكر واحد، في حين يتألف سكر الحليب أو سكر القصب من جزيئين. أما النشا والسليولوز، الموجودان في الأطعمة النباتية مثلاً، فيُطلق عليهما سكريات متعددة الجزيئات، بسبب طول سلسلة جزيئات السكر.
وتعدّ السكريات متعدّدة الجزيئات أكثر فائدة للصحة من السكريات أحادية الجزيء، لأنه كلما زاد طول سلسلة جزيئات السكر، طالت المدة التي يحتاجها الجسم لتفكيك الجزيئات، وامتصاصها في الدورة الدموية.
ولهذا الأمر مزايا عدة، فمنتجات الحبوب الكاملة مثلاً تجعل مستوى السكر يرتفع ببطء، بخلاف لوح من الشوكولاتة. ومع كل وجبة يقوم الجسم بإفراز هرمون الأنسولين، حيث تحتاجه خلايا الجسم لامتصاص السكر من الدم، ومن ثم ينخفض مستوى السكر بالدم مجدداً.
ويؤثر الأنسولين في الإحساس بالشبع، فإذا تم إفرازه بشكل مستمر على مدار فترة طويلة، فإنه يساعد على الشعور بالشبع. لذا تزداد الشهية بعد تناول حلوى - التي تؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر بالدم بسرعة - بخلاف ما يحدث بعد تناول أحد منتجات الحبوب الكاملة، حتى في حال تناول كمية السعرات الحرارية نفسها.
وأوضحت عالمة التغذية الألمانية، جوندا باكيس قائلة: «بالارتباط مع السكر قصير السلسلة يدور الأمر في بعض الأحيان حول (كربوهيدرات) فارغة». وتحتوي منتجات الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه على ألياف غذائية، التي غالباً ما تتألف من سكريات متعددة الجزيئات. وأوضح أستاذ التغذية العلاجية بالجامعة التقنية بميونيخ، البروفيسور هانز هاونر، قائلاً: «الألياف الغذائية لا تدعم فقط وظيفة الأمعاء، بل تحد أيضاً من خطر سرطان الأمعاء، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة الوزن المرضية».
ولهذا السبب تعدّ «الكربوهيدرات» الموجودة في الحبوب الكاملة والخضراوات والفواكه، أفضل أنواع «الكربوهيدرات»، وهي تعدّ ركيزة أساسية من ركائز التغذية الصحية المتوازنة.